شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
ألا إنما (الإيمان) بالله عصمة (1)
شدا القصرُ بالأضياف، واكتظ سامِرُه
وضاءت مغانيه، وضاعت مجامرُهْ!!
تتهلل فيه (الدينُ) مرتفعُ الذَّرى
ولجَّت بحمد الله فيه (مشاعرُهْ)؟!
(مصابيحُ) في سمت التقاة تألَّقت
وفيها (ضحى الإسلام)؛ قرت نواظرُهْ
توافوا من الآفاق من كل مطلع
وكل امرئ منهم تجيش سرائرُهْ
وأشجانُهم شتى، تروعُ كأنّما
هي الموج؛ موج البحر تطغى هوادرهْ
توارت بأحناء الضلوعِ كظيمةً
ومن دونها (الجلمود) ينهلُّ حاجزُهْ
وما هي بالهزل الذي جدَّ جدُّه
ولكنها جهدُ البلاء وفاقرُهْ
تكالبت الأحداث تزيد تارةً
وتُرغي، وصرفُ الدهر يحجلُ زاغره
إذا سلمت منه ضحى الشمس بُقعةٌ
تعاد بها في حندس الليل كاشرُهْ
نسينا، فأُنسينَا، وحِدْنا، فصدَّنا
عن الرشد؛ غيٌ أوبقتنا مناكرُهْ
وتَاهَ بنَا إعراضنا وتوغلت
بأشياعه البأساء وانقض كاسِرُهْ
فما عتَم (الإسفار) يشحبُ ضوؤهُ
وينأى، وتدنو بالصريع مصائرُهْ
تمادى شرار الخلق في نزواتهم
ولم يتبأوا بالبغي - هوجٌ أعاصرُهْ
تَعدوا حدودَ الله، واتبعوا الهوى
فحاج بهم، واستأصلتهم جرَائِرُهْ
وهل كوعيد الله - أسرع بَغْتَةَ
وهل مثل وَعِدْ الله، صِدْقٌ تواترُهْ؟!!
أأخوتنا في الله حان انبعاثنا
وآن لنا أن يَذْكرَ الله ذاكِرُهْ
فما زينة الدنيا ولا شهواتها
بباقية، والوزر يُجزْاهُ وَازرُهْ
بني (الملة السمحاء) والشرعة التي
بها الله يرضى، أن تقامَ شعائرُهْ
أصيخوا إلينا؛ واسمعوها نصيحة
ينادي بها (البيت العتيقُ) وشاعرُهْ
ألا إنّما (الإيمان) بالله عصمةٌ
وبالسعي والأسباب تقوي أواصرُهْ
حرام علينا أن يُلَّم بنا الكرى
ونهدأ والإسلام ترزَى معاشرُهْ
تداعى عليه الجاحدون وأطبقوا
وضلت بهم ساحاته، ومخافرُهْ!!
أيسبقنا الأعداء زعم ضلالهم
عصائبُ في كيد؛ تشنُّ غنائرُهْ؟؟
أهم يرمضونا في (فلسطين) قلةً
ونحن الحصى عدّاً؛ تمور سرائره؟!
أهم يوسعونا حسرةً ونكاية
وأكثرنا المعذور! زور معاذرُهْ؟؟
أهم يحذقونَ الفن في السلم والوغى
ونقبع كالمبهور؛ أعشاهُ باهرُهْ؟!
كفانا اغتراراً بالمنى وكذابها
فما أنصف (المظلوم) إلا بواترُهْ؟!
وما كل من يغشى (المآتم) ثاكلٌ
ولا كل ذي دمع من الدم؛ ناثره؟!
لحى الله من يستمرئ العيش مُترفاً
وأربح ما يجنيه ما هو خاسرهُ
خليق بنا استمساكنا بكتابنا
وبالوحي يدعونا إليه منابرُهْ
مثاني منها تقشعر جلودُنَا
وآياتها (الأعدادُ) أسد خوادِرُهْ
فماذا اقتبسنا؛ والكوارث جمةٌ
وماذا نعى فينا الهوى وكبائرُهْ؟!
وماذا عسى يوم (التنادي) جِدالُنَا
ويعلمُ نجوى (العبد) من هو فاطرُهْ؟!
فيا وارثي الأمجاد من عترة الأُلى
بهم سطع الإسلام وامتد ناثره
ويا أُمة الخير التي بالتجائها
إلى الله دين الله ينشر ناخِرُهْ
سئمنا القوافي كالسوافي رخيصةً
وطال علينا الليل سُودٌ غدائرُهْ
ومل تناجينا الظلامُ ولم يزل
بنا الرجف حتى قلمتنا أظَافرُه
إذا نحن لم تثقف علوم زماننا
فقد آذنتنا بالعفاء حفائره!
لنا ما وراء الغرب تلقاءَ (طنجة)
(عرينٌ) وشرق الصين أو ما يجاورهُ
ومنا (الملايين)؛ المئات، تخومها
حصونٌ، ولا تلقى عديداً تكاثره
وفي أرضنا أو تحت ظل سمائنا
تنزل وحي الله نورٌ دساتره
هلموا إلى المعروف نحيي مواتَه
ولا نخش إلا الله جلتْ مقادرُهْ
هلموا إلى البذل الذي هو ذخرنا
ليوم غد، أو يأكل السحت حاقره
فما لم تكن تقوى الإله دروعنا
فأول محمودٍ على الإثم باذرُهْ
وما هو بالمجدي علينا افتخارنا
بأسلافنا والفاقدُ المجدَ عاقرُهْ
أجل إنهم كانا عباداً لربهم
ودانت لهم في كل شعب قياصره
فلما تنكبنا السبيل تعثرت
خطانا؛ وأهدانا إلى الله عابرُهْ
وهل تنفع (الأخلاق) إن هي أصبحت
طلولا؛ وفيها اليوم ينعب ساخرُهْ؟!
وإن صديق القوم من لم يداجهم
وإن عدو المرء من هو غادرُهْ
علينا حقوق للبقاء عظيمة
فإن لم نف الديان حُقَّتْ نواذرُهْ
هنالك و(العرض) الرهيب (قيامهُ)
وأعمالنا منشورةٌ ومناشره
وإذ لا تفوت المحسن السيَّر ذرَّةٌ
ولا المسوف الموقور ما هو واقرُهْ
هُوَ (الفصل) (يوم الفصل) والخُلد بعده
وفي عُنُقِ الإنسان يلزَمُ طائرُهْ
أشقاءنا! مهما استقمنا فإننا
حريون (بالفتح) الذي اعتز غابره
وما كان هذا الدين محض ترهب
ولا هو تهريج؛ ولغوٌ نهاتره
ولكنه في الحق توحيد واحد
له الخلق والأمر الذي هو آمره
وشتان بين المؤمنين وما ابتغوا
وبين أخي ريب تضل بصائره
ومهما دنونا خطوة من ولينا
ظفرنا؛ وأودت بالعدو معايره
لئن سخر (الإلحاد) منا فإنه
لأفتك منه (الضعف) بات بظاهرُهْ
فما استطاع لولا الجهلُ فينا رزيئة
ولا اقتحمت (غاب الأسود) زرازره؟!!
ومن لم يفق من نومه وسباته
على مثل هذا القرع فالحق باحرُهْ
صحونا فلم نعرض دُمى في غلائل
ولا نظم عقدٍ كالثريا جواهرُهْ
ولا نفثات كاللآلي ابترارها
يدل بها سحر البيان وساحرُه
ولكن عصرناها قلوباً كليمةً
كما انفجر البركان وانشق غائرُهْ
فما بعد يوم الناس هذا تلكؤ
وما بعده مَدٌ سوى ما نحاذِرُهْ
يقولون في الدنيا (نظام) وأنه
(سلام) وأن الحق يخذلُ ناكِرُهْ
وفي (مجلس الأمن) القضايا نقائض
كما أصطفي اللُّجِّيُّ، دمدم فآغرُه
تهاوى حفافيه (النيازك) كلما
شكى الضيم فيه المستضامُ وضائِرُه؟!!
مضى قدماً يملي على الطرس (قسمة)
هي (الجورُ) (ضيزى) أبدعتها عباقرُه
كما اختط فنان على (الماء) لوحةً
فلما اعتلاها الموج غاضتْ سمائره
وقالوا أفينا الشر، فيما تآمروا
فيا للأسى للشر يذكيه جاذره!؟
وأقسم لو أن الشعوب تملكت
مصائرها واستقبلت ما تناظره
كما وعدت (عبر المحيط) بموثق
تعالت به الأصداء، وافتات زابره
لما ارتفعت من كل شعب عقيرةٌ
ولا انطلقت تحكي الرعودَ حناجره؟!
على إنهم مهما تجنوا فإننا
لنؤمن "بالجهار" فيما نصائره
لنا منه وعد ناجز ووعيده
محيط بمن ربّ السموات قاهِرُهْ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :369  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 56 من 1070
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج