شدا القصرُ بالأضياف، واكتظ سامِرُه |
وضاءت مغانيه، وضاعت مجامرُهْ!! |
تتهلل فيه (الدينُ) مرتفعُ الذَّرى |
ولجَّت بحمد الله فيه (مشاعرُهْ)؟! |
(مصابيحُ) في سمت التقاة تألَّقت |
وفيها (ضحى الإسلام)؛ قرت نواظرُهْ |
توافوا من الآفاق من كل مطلع |
وكل امرئ منهم تجيش سرائرُهْ |
وأشجانُهم شتى، تروعُ كأنّما |
هي الموج؛ موج البحر تطغى هوادرهْ |
توارت بأحناء الضلوعِ كظيمةً |
ومن دونها (الجلمود) ينهلُّ حاجزُهْ |
وما هي بالهزل الذي جدَّ جدُّه |
ولكنها جهدُ البلاء وفاقرُهْ |
تكالبت الأحداث تزيد تارةً |
وتُرغي، وصرفُ الدهر يحجلُ زاغره |
إذا سلمت منه ضحى الشمس بُقعةٌ |
تعاد بها في حندس الليل كاشرُهْ |
نسينا، فأُنسينَا، وحِدْنا، فصدَّنا |
عن الرشد؛ غيٌ أوبقتنا مناكرُهْ |
وتَاهَ بنَا إعراضنا وتوغلت |
بأشياعه البأساء وانقض كاسِرُهْ |
فما عتَم (الإسفار) يشحبُ ضوؤهُ |
وينأى، وتدنو بالصريع مصائرُهْ |
تمادى شرار الخلق في نزواتهم |
ولم يتبأوا بالبغي - هوجٌ أعاصرُهْ |
تَعدوا حدودَ الله، واتبعوا الهوى |
فحاج بهم، واستأصلتهم جرَائِرُهْ |
وهل كوعيد الله - أسرع بَغْتَةَ |
وهل مثل وَعِدْ الله، صِدْقٌ تواترُهْ؟!! |
أأخوتنا في الله حان انبعاثنا |
وآن لنا أن يَذْكرَ الله ذاكِرُهْ |
فما زينة الدنيا ولا شهواتها |
بباقية، والوزر يُجزْاهُ وَازرُهْ |
بني (الملة السمحاء) والشرعة التي |
بها الله يرضى، أن تقامَ شعائرُهْ |
أصيخوا إلينا؛ واسمعوها نصيحة |
ينادي بها (البيت العتيقُ) وشاعرُهْ |
ألا إنّما (الإيمان) بالله عصمةٌ |
وبالسعي والأسباب تقوي أواصرُهْ |
حرام علينا أن يُلَّم بنا الكرى |
ونهدأ والإسلام ترزَى معاشرُهْ |
تداعى عليه الجاحدون وأطبقوا |
وضلت بهم ساحاته، ومخافرُهْ!! |
أيسبقنا الأعداء زعم ضلالهم |
عصائبُ في كيد؛ تشنُّ غنائرُهْ؟؟ |
أهم يرمضونا في (فلسطين) قلةً |
ونحن الحصى عدّاً؛ تمور سرائره؟! |
أهم يوسعونا حسرةً ونكاية |
وأكثرنا المعذور! زور معاذرُهْ؟؟ |
أهم يحذقونَ الفن في السلم والوغى |
ونقبع كالمبهور؛ أعشاهُ باهرُهْ؟! |
كفانا اغتراراً بالمنى وكذابها |
فما أنصف (المظلوم) إلا بواترُهْ؟! |
وما كل من يغشى (المآتم) ثاكلٌ |
ولا كل ذي دمع من الدم؛ ناثره؟! |
لحى الله من يستمرئ العيش مُترفاً |
وأربح ما يجنيه ما هو خاسرهُ |
خليق بنا استمساكنا بكتابنا |
وبالوحي يدعونا إليه منابرُهْ |
مثاني منها تقشعر جلودُنَا |
وآياتها (الأعدادُ) أسد خوادِرُهْ |
فماذا اقتبسنا؛ والكوارث جمةٌ |
وماذا نعى فينا الهوى وكبائرُهْ؟! |
وماذا عسى يوم (التنادي) جِدالُنَا |
ويعلمُ نجوى (العبد) من هو فاطرُهْ؟! |
فيا وارثي الأمجاد من عترة الأُلى |
بهم سطع الإسلام وامتد ناثره |
ويا أُمة الخير التي بالتجائها |
إلى الله دين الله ينشر ناخِرُهْ |
سئمنا القوافي كالسوافي رخيصةً |
وطال علينا الليل سُودٌ غدائرُهْ |
ومل تناجينا الظلامُ ولم يزل |
بنا الرجف حتى قلمتنا أظَافرُه |
إذا نحن لم تثقف علوم زماننا |
فقد آذنتنا بالعفاء حفائره! |
لنا ما وراء الغرب تلقاءَ (طنجة) |
(عرينٌ) وشرق الصين أو ما يجاورهُ |
ومنا (الملايين)؛ المئات، تخومها |
حصونٌ، ولا تلقى عديداً تكاثره |
وفي أرضنا أو تحت ظل سمائنا |
تنزل وحي الله نورٌ دساتره |
هلموا إلى المعروف نحيي مواتَه |
ولا نخش إلا الله جلتْ مقادرُهْ |
هلموا إلى البذل الذي هو ذخرنا |
ليوم غد، أو يأكل السحت حاقره |
فما لم تكن تقوى الإله دروعنا |
فأول محمودٍ على الإثم باذرُهْ |
وما هو بالمجدي علينا افتخارنا |
بأسلافنا والفاقدُ المجدَ عاقرُهْ |
أجل إنهم كانا عباداً لربهم |
ودانت لهم في كل شعب قياصره |
فلما تنكبنا السبيل تعثرت |
خطانا؛ وأهدانا إلى الله عابرُهْ |
وهل تنفع (الأخلاق) إن هي أصبحت |
طلولا؛ وفيها اليوم ينعب ساخرُهْ؟! |
وإن صديق القوم من لم يداجهم |
وإن عدو المرء من هو غادرُهْ |
علينا حقوق للبقاء عظيمة |
فإن لم نف الديان حُقَّتْ نواذرُهْ |
هنالك و(العرض) الرهيب (قيامهُ) |
وأعمالنا منشورةٌ ومناشره |
وإذ لا تفوت المحسن السيَّر ذرَّةٌ |
ولا المسوف الموقور ما هو واقرُهْ |
هُوَ (الفصل) (يوم الفصل) والخُلد بعده |
وفي عُنُقِ الإنسان يلزَمُ طائرُهْ |
أشقاءنا! مهما استقمنا فإننا |
حريون (بالفتح) الذي اعتز غابره |
وما كان هذا الدين محض ترهب |
ولا هو تهريج؛ ولغوٌ نهاتره |
ولكنه في الحق توحيد واحد |
له الخلق والأمر الذي هو آمره |
وشتان بين المؤمنين وما ابتغوا |
وبين أخي ريب تضل بصائره |
ومهما دنونا خطوة من ولينا |
ظفرنا؛ وأودت بالعدو معايره |
لئن سخر (الإلحاد) منا فإنه |
لأفتك منه (الضعف) بات بظاهرُهْ |
فما استطاع لولا الجهلُ فينا رزيئة |
ولا اقتحمت (غاب الأسود) زرازره؟!! |
ومن لم يفق من نومه وسباته |
على مثل هذا القرع فالحق باحرُهْ |
صحونا فلم نعرض دُمى في غلائل |
ولا نظم عقدٍ كالثريا جواهرُهْ |
ولا نفثات كاللآلي ابترارها |
يدل بها سحر البيان وساحرُه |
ولكن عصرناها قلوباً كليمةً |
كما انفجر البركان وانشق غائرُهْ |
فما بعد يوم الناس هذا تلكؤ |
وما بعده مَدٌ سوى ما نحاذِرُهْ |
يقولون في الدنيا (نظام) وأنه |
(سلام) وأن الحق يخذلُ ناكِرُهْ |
وفي (مجلس الأمن) القضايا نقائض |
كما أصطفي اللُّجِّيُّ، دمدم فآغرُه |
تهاوى حفافيه (النيازك) كلما |
شكى الضيم فيه المستضامُ وضائِرُه؟!! |
مضى قدماً يملي على الطرس (قسمة) |
هي (الجورُ) (ضيزى) أبدعتها عباقرُه |
كما اختط فنان على (الماء) لوحةً |
فلما اعتلاها الموج غاضتْ سمائره |
وقالوا أفينا الشر، فيما تآمروا |
فيا للأسى للشر يذكيه جاذره!؟ |
وأقسم لو أن الشعوب تملكت |
مصائرها واستقبلت ما تناظره |
كما وعدت (عبر المحيط) بموثق |
تعالت به الأصداء، وافتات زابره |
لما ارتفعت من كل شعب عقيرةٌ |
ولا انطلقت تحكي الرعودَ حناجره؟! |
على إنهم مهما تجنوا فإننا |
لنؤمن "بالجهار" فيما نصائره |
لنا منه وعد ناجز ووعيده |
محيط بمن ربّ السموات قاهِرُهْ |