(العيدُ) أنت وفيك العِيدُ يأتلفُ |
والوفدُ يَهتفُ والنَّعماءُ تكتنفُ |
والخيفُ تبدو بِهِ من كُلِّ مُطَّلعٍ |
(مَواكبٌ) لك بالتَّبريكِ تَختلِفُ |
يُفيضُها (الحُبُّ) والإخلاصُ لا مَلقٌ |
فيه ولا رَهبةٌ تُخشى ولا جَنَفُ |
من كُلِّ أبلجَ وضَّاحٌ خَلائِقُه |
كَهالةِ (البَدر) لم يَعلَقْ به كَلَفُ |
كأنَّهُمْ وضُحى الإسلامِ يَغمُرُهُمْ |
على جَوانِبِكَ الأملاكُ إذ وَقَفوا |
قُلوبُهُم بِجلالِ اللهِ خَافقةٌ. |
وما لَهم غيرَ ما يَرضى بهِ هدَفُ |
تجمَّعوا من أقاصي الأرضِ واقتحموا |
عرضَ البِحارِ وعَاذوا فيه وانصرفوا |
يا حبذا (الحجُ) من أفياءَ وارفةٍ |
ومن (مَناسِكَ) فيها العِزُّ والشَّرفُ |
وحَبذا (الأمنُ) مَضروباً سُرادِقُهُ |
به استقرَّ الهُدى واستنعمَ السَّلَفُ |
وحَبذا مَوكبٌ يَحدو (السُّعودُ) بِهِ |
ويستضيءُ بِهِ التاريخُ والصُّحفُ |
يا ابنَ (المُفدَّى) لَعمرُ اللهِ ما انطلقوا |
إليكَ إلاَّ وهُمْ في شَخصِكَ الدّلفُ |
بَذلتَ من أجلِهِمْ ما ليسَ يَجحَدُهُ |
إلا الذي هو سوءُ الكيلِ والحَشَفُ |
وذُدتَ عنهم ذئاباً طالما افترستْ |
أحشاءَهُمْ واحتوتْهم أينما ثُقفوا |
ولمْ تزلْ في الدُّجى تَرعى مَضاجِعَهُمْ |
وفي بُطونِ الصَّحارى حيثُ تنتقِفُ |
وهبتَهُمْ مِنكَ رَقَّ وازدحمتْ |
من خَشيةِ اللهِ في أعماقِهِ (الغرفُ) |
بِكُلِّ مَحنيةٍ فيه لَهُمْ (سَكَنٌ) |
وكُلِّ مَرقبةٍ منه لَهُمْ (تَرفُ) |
سَلوا المَشاعرَ كَمْ مِن مَحرَمٍ هُتكتْ |
أستارُه وملبٍّ بَاتَ يَختَطَفُ |
وكم منيبٍ شهيدٍ قد مَضى ظمأً |
وحولَهُ الماءُ إلا أنَّه اللَّعَفُ |
وحلةٍ لا تُساوي دَرهَماً سَفكت |
دماً حَراماً له الأركانُ تَرتَجِفُ |
* * * |
هم الوُحوشُ وهلْ للوَحشِ من سَببٍ |
إلا البَراثنَ في أشداقِها الجِيَفُ |
قامتْ عليهم حُدودُ اللهِ فانقرضوا |
وما همُ غيرَ ما يطوى بهِ الصَّلفُ |
وأصبحتْ رَحبَاتُ الوَحي طَاهِرةً |
من الجُناةِ وما اغتالوا وما اقترَفَوا |
* * * |
فلا غَرابةَ والأمثالُ يَضرِبُها |
بكَ التُّقاةُ ومن بالفَضلِ يَعترفُ |
بذلتَ فيها مِنَ الأموالِ أكرمها |
من دُونِ مَنٍّ واغرتْ غيرَكَ الطُّرفُ |
والخيرُ عندَكَ أغلى ما ظَفِرتَ بِهِ |
والبرُّ بالناسِ فيه يَحسُنُ السَّرفُ |
* * * |
مواهبُ اللهِ في كفَّيكَ هَاميةٌ |
ومن حياضِ (أبيك) الشَّعبُ يَغترفُ |
وأنت في المَجدِ دُنيا نَستظِلُّ بها |
وبين بُرديكَ دِينُ اللهِ يَعتكفُ |
هذا لِواؤكَ تمشي تحتَه فِرقٌ |
من الأُسودِ تراءى وهي تَزدَلِفُ |
فيه (الصَّوارمُ) كالغاباتِ مُطبقةً |
على الذي بَضميرِ السُّوءِ يَنخَسِفُ |
خاضوا وراءَك نيرانَ الوَغى زُمَراً |
ومَزَّقوا الظُّلْمَ أشلاءً وما ضَعُفوا |
(يستعذِبونَ مَناياهُم كأنَّهمُ |
لا يَخرُجونَ من الدُّنيا) إذا تَلِفوا |
يا عُصبةَ الخَيرِ في الإسلامِ قَاطِبةً |
ويا ضُيوفاً لهمْ أحشاؤنا كَنَفُ |
مَرحى لَكُمْ يومَ (عيدِ النَّحرِ) نشهدُهُ |
كأنَّه رفرفٌ للخُلدِ أو (طَنَفُ) |
وقد لجأنا إلى (الرَّحمنِ) نسألُهُ |
تَضَرُّعَاً ودُموعُ العَينِ تَنذَرِفُ |
أنْ يحفظَ (النيلَ) في مَهوى كِنانتِهِ |
من الوَباءِ ومما فيه قَد رَسفوا |
وأن يبدِّلَهمْ مِنهُ بِرحمتِهِ |
خَيراً ويكلأَهم طُراً بما هَتفوا |
هذا الدعاءُ لهمْ مِن كُلِّ ذي شَفةٍ |
ورَحمةُ اللهِ عمتْ كلَّ من وقفوا |
* * * |
فاهنأْ بحجِّكَ يا مَولاي مُغتبطاً |
وللمكاشحِ منك السيفُ والأسفُ |
وليحي (عاهِلُنا المحبوبُ) ما خفقتْ |
راياتُه الخُضْرُ أو كرَّتْ بنا الزُّلفُ |
وانعمْ فما أنت إلا (الفألُ) مُتَّسِقاً |
والنصرُ مؤتلقاً والعدلُ يَنتصِفُ |