شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
خواطر العيد (1)
فاضتْ بك الرُّوحُ، أم أفضى بك البَدَنُ
سِيانَ، ما عَفَّ فيك السِّرُ والعَلَنُ
قلبٌ ترِفُّ بهِ الذِّكرى - مُحلقةً
فوقَ (الأُناسِيّ) بالأملاكِ يَقترنُ
لم يُلهِهِ زُخرفُ الدنيا وزِينتُهَا
ولا المَسراتُ في أعقابِها الحزنُ
لجَّتْ به الأزمَاتُ السُّودُ واندفعتْ
كاليَمِّ تغرَقُ من أمواجِهِ السُّفُنُ
ما أن تَغشَّتْهُ بالأحداثِ راجفةٌ
إلا وكان لها من بَطشِها جُنَنُ
كأنَّه (رُبى الفِردَوْسِ) مسبحةٌ
أخو جَناحَين يَدنو نحوَه الفَننُ
ودونه الأرضُ نَشوى في مَباذِلِهَا
وطيُّ أثوابِها الآثامُ والدّرَنُ
إذا تكشَّفَ منها بَعضُها ابتدرتْ
إلى الحِجَابِ وقد أودى بها الشَّجَنُ
أفضتْ طَويلاً وفي الأجيالِ باقيةٌ
من الحَياءِ وفي أخلاقِهمْ سننُ
حتى إذا هي أنضُوها بَراقِعَها
دارتْ عليهم بكاسٍ صَفُوها المِحَنُ
بني العُروبةِ والإسلامِ قاطبةً
أيانَ ما نَزحوا، وأينَ ما قَطَنوا
يَهنِيكُمُ العيدُ (عيدُ الفطرِ) أحسَبُهُ
مَراكبَ المجدِ فيها حَظُّنا الحَسنُ
كأنما أنا مِنها في ذُرى شَعفٍ
وقد تَهامستِ الأطلالُ والدِّمَنُ
آنستُ تلقاءَ (وادي النيلِ) جَامعةً
للعُربِ تمرحُ فيها العَينُ والأُذنُ
في جانبِ (الطُّورِ) قد أرسى قواعدَها
(صِيدُ المُلوكِ) ووشَّى حُليهَا اليُمنُ
رأيتُ ثمةَ "نجداً" و"العراقَ" معاً
و"مصرَ" و"الشامَ" و"الأُردُنَّ" يَحتَضِنُ
شدا "الحِجازُ" بها لحناً: ورجَّعَهُ
في مَهدِهِ "الطفلُ" و"الصَّناجةُ" اللَّسِنُ
يفضي تجاوبَ مِيثاقِ وحدتِها
أصداءَ "عدنانَ": والأمرار والمِننُ
قويةٌ الأيدِ أفواجاً كتائِبُها
شُمُ العَرانينِ، لم يَعلَقْ بِهم رَعَنُ
هيمٌ إلى الذَّودِ عما استحفظوا قدمٌ
شتى المَآرِب: إلا أنَّهم قرنُ
يا (مالكَ المُلكِ) يا دَيَّانُ قد خَشَعَتْ
لك القلوبُ ولم تَكفرْ لك المِننُ
انقذْ عِبادَك مما قد ألمَّ بهم
من الذُّنوبِ، وعِذهُم إنَّهم وَهَنوا
صَاموا لك الشهرَ –أكباداً– وألسنةً
والخلقُ تَزفُرُ - والأكوانُ تضطغنُ
واستوهبُوكَ الرِّضَا - من كُلِ جَانِحةٍ
سَالتْ بها البيدُ، والصَّحراءُ، والمُدُنُ
كأنَّما هُم وقد ضاقتْ سرائِرُهُمْ
من السُّجودِ، جَباهُ زانَها الشَّغنُ
حاقتْ بهم مُثلاتٌ ما لَهُم قِبلٌ
بمثلِها - وخطوبٌ حَصدُها الفطنُ
من كُلِّ فادِحةٍ عَمياءَ مُطبقةٍ
كأنَّما زَجرُها بالرَّعدِ مُحتَجَنُ
لا يملِكونَ لهم نَفعاً ولا ضَرراً
إلا بِما شئتَ - والدنيا هي الفِتَنُ
واليومَ في كَنَفِ الإحسانِ أنت بِهِم
بَرٌّ - وفضلُكَ مَبذولٌ ومُختَزَنُ
ووعدُك الحقُ حَاشا أن يُخالِطَهُ
رَيبٌ: ونَصرُكَ بالإخلاصِ مُرتَهَنُ
وسِعْتَنَا رحمةً فاشحذْ عَزائِمَنَا
بحكمةِ الدين حتى ينهض الوَطنُ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :371  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 50 من 1070
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ الدكتور عبد الله بن أحمد الفيفي

الشاعر والأديب والناقد, عضو مجلس الشورى، الأستاذ بجامعة الملك سعود، له أكثر من 14 مؤلفاً في الشعر والنقد والأدب.