حبَّذا (الفجرُ) في (ضُحى) الإسلامِ |
في حِمى (البيتِ) مُشرقاً (والمقَامِ) |
حبذا (البِشرُ) ناضحاً من وُجُوهٍ |
مِن (نُجومٍ) تَحوطُ (بدرَ التَّمامِ) |
حبذا (المشهدُ المَهِيبُ) أراهُ |
في (السَّماطين) راجحَ الأحلامِ |
حبذا (الدينُ) في (المَشاعرِ) يَبدو |
شَامخَ الأنفِ مُشمَخِرَّ القِوامِ |
حَبذا حبذا المَناسِكُ تُقضى |
في هَناءٍ وغِبطةٍ وانسجامِ |
* * * |
مرحباً (بالوُفودِ) في الحُللِ البيـ |
ـضِ وبالطُّهْرِ في حُلى (الإحرامِ) |
مَرحباً أينما حَللتُمْ وأهلاً |
ما أقمتُمْ وفي رِضا واحتِكامِ |
يا رَعى اللهُ منظراً فيه قَرَّتْ |
كُلُّ عين بما ترى من سَلامِ |
جَمَعَ اللهُ شَملَنَا فيه حتى |
لَحسَبنَاهُ من رُؤى الأحلامِ |
بالأشقاءِ بالإخوةِ في اللَّـ |
ـهِ فالثقاةُ الثُّقاةُ بالأعلامِ |
بالعرانين من بني كُلِّ قُطرٍ |
وبلادٍ وكاهلٍ وسنامِ |
بالأخِلاّءِ بالأُسَاةِ وما لي |
أصفُ الشمسَ في رُؤوسِ الإكامِ |
* * * |
أنتمُ اليومَ بينَنَا أهلُ قُربى |
وطَّدتْها وشائجُ الأرحامِ |
نسبٌ في الدِّماءِ أبقى على الدَّهـ |
ـرِ وأجدى بلحمةِ الإسلامِ |
بهُدى اللهِ في "كتَابٍ مُبِينٍ" |
"بحديثِ النبيِّ" ذي الإحكامِ |
يتساوى العِبادُ فيه جَميعاً |
والضَّعيفُ القَويُّ عندَ الخِصامِ |
* * * |
سلكَ الناسُ قَبلَنا كُلَّ دَربٍ |
ومَضوْا كلُّهُمْ ضَحايا الحِمامِ |
وتولوْا وما لهم من مُحسنٍ |
غيرَ ذكرٍ يسيرُ في الأوهامِ |
كابدوا هذه الحياةَ وافضوا |
بالذي قدَّموا إلى العَلاَّمِ |
من مصابيحَ للهُدى يتجلى |
بِهِمُ الحقُّ في حَواشي الظَّلامِ |
وقرابينَ للضلالِ اضْمحلّوا |
وتفانوا على ظهورِ الرِّجَامِ |
سوف يلقونَ لا مَحالَةَ غياً |
أبديَّ النَّكالِ وعرَ اللِّطامِ |
* * * |
أيُّها الأيمنُونَ نحن وأنتم |
قد رأينا مَصارعَ الأقوامِ |
قد شهِدنَا وقد سَمِعنَا كثيراً |
عن غُلاةٍ وعن طُغاةٍ طِغامِ |
عن رزايا الحُروبِ في كُلِّ أُفقٍ |
ومصيرِ العُتاةِ والأصنامِ |
عن بلادٍ قد غُودرتْ مثلَ "أمسٍ" |
دابرٍ غابرٍ مع الأيام |
قد صَحوْنا وقد غَفِلنَا طويلاً |
في شِقاقٍ وفتنةٍ وانتقامِ |
بين دنيا خِلالَها النارُ تذكو |
وهي من بعدُ بُؤرَةُ الآثامِ |
ضجَّتِ الأرضُ والسمواتُ منها |
وتَوارى السَّديمُ في الأجرامِ |
نزواتٌ تَميدُ منها الرَّواسي |
جَامِحاتٍ ومَا لها من شُكامِ |
* * * |
قال لي صاحبي وفيهِ انبهارٌ |
أنت في (الكَهفِ) أمْ وراءَ المَوامِي |
قلتُ ماذا فقالَ دونَكَ وانظُرْ |
(طاقةَ العُذّر) والدواعي العظامِ |
(كرة) نعت (الطفولة) فيها |
(بيضة الديك) أو (عيون النعامِ) |
سَحقتْ أمةً وأذرتْ دِياراً |
في مَدى طَرفةٍ وجَذبِ زِمَامِ |
خَضَعَ الصُّفْرُ بعدَها واستكانوا |
كالثُّكالى يَنؤونَ بالآلامِ |
بين هابٍّ كأنَّهُ من تُرابٍ |
ومُصابٍ كأنَّهُ من رِمامِ |
وشجاعٍ كأنَّهُ بعض صَخرٍ |
وجبانٍ مُعفرٍ في الرِّغامِ |
وقصور كأنَّها في ثَمودٍ |
عافياتٍ تَقُصُّ في استِعجَامِ |
لا سؤالٌ ولا جوابٌ ولكنْ |
عِظَةٌ أقبلتْ وراءَ عصامِ |
قُلْ لأحلافِكَ الأُلى أنتَ مِنهُمْ |
تلكَ واللهِ زَجرةٌ في نِيَامِ |
قُلْ لَهُمْ سَارعوا إلى اللهِ تَواً |
وأقيموا الحُدودَ كلَّ إقامِ |
قُلْ لَهُمْ حافِظوا على الدِّينِ واخشَوْا |
بَغَتَاتِ البَلاءِ قبلَ القِيَامِ |
حسبُنا اللهُ خَالقُ كلِّ شيءٍ |
فاعبدُوهُ على هُدىً واعتصامِ |
واجعلوا ذُخرَكُمْ لَديهِ تُقاهُ |
يومَ تُبلى سَرائرُ الأخصَامِ |
* * * |
أيُّها المُؤمنونَ هذا بَلاغٌ |
فيه تَشدو هَواتفُ الإلهَامِ |
* * * |
يا (مليكي) الذي أُطيعُ وأفدي |
وضِيائي وقُدرَتي وإِمامي |
والذي في هَواهُ يَمَّمتُ وُدي |
وتَساقيتُ في نُهاهُ هُيامي |
والذي أوتيتَ ما تُحِبُّ وتَرضى |
من عُلوٍ ورِفعةٍ ومُقامِ |
"حُكمُك العَدلُ" والقَصاصُ حياةٌ |
أين مِنه شَفاعَةُ الأحكامِ |
طأطأتْ دونَك الأمانيُّ صَرعى |
مُطرقاتٍ كأنَّها من ثُمامِ |
في سبيلِ الإلهِ لمْ تَألُ جَهداً |
غَيرَ ما عَابثٍ ولا ظَلاَّمِ |
في أخاديدَ من حبائلِ كيدٍ |
وعَراقيلَ من بُغاةٍ لِئَامِ |
* * * |
قمتَ في اللهِ (والجزيرةُ) نهبٌ |
تَتَفرى كُبودُها من سِقامِ |
فإذا أنتَ والجنائِبُ جُردٌ |
في الرُّبى وفي الوِهَادِ في الآجامِ |
تُوقرُ (البَيدَ) بالظُّبا مُشرَعَاتٍ |
خَاطفاتٍ وكلِّ جيشٍ لَهامِ |
وإذا أنتَ مُؤدنٌ كلَّ بَاغٍ |
باحتِثَاثٍ ومُورِدٍ كلَّ ظَامِ |
وإذا أنت فوقَ مَتنِ الصَّياصي |
وارفَ الظِلِ خَافِقَ الأعلامِ |
هاتفٌ بالإخاءِ في اللهِ تدعو |
(دعوةَ الصِّدقِ) ثابتَ الأقدامِ |
وإذا "بالعُروشِ" دُونَك تَهوى |
ثم تَسمو إليك في اسْتِسلامِ |
لم تشأهَا وإنَّما هي نِيطَتْ |
بكَ في غَمرةِ الخُطوبِ الجِّسَامِ |
فسعتَ سَعيَها إليك حَثيثاً |
وشكتْ بها إلى الصَّمصامِ |
* * * |
آثرتْ فيك "عَاهلاً" عَبقرياً |
عَربيَّ الفؤادِ نَزرَ الكَلامِ |
مُستهاماً بدينِهِ غيرَ وانٍ |
عنه في فترةٍ ولا استجْمَامِ |
فاعجبوا أنَّه هو الشَّعبُ طُراً |
وهو أهلُ الثَّناءِ والإعظامِ |
قد بنى "وحدةَ العُروبةِ" غاباً |
من يَراعٍ وفَقيلقاً من حُسَامِ |
من قيولٍ كأنَّما هُم أسودٌ |
عَركوا الحربَ مُنذُ عَهْدِ الفِطَامِ |
ودروعٍ من اليقينِ استَجنَّتْ |
في ضُلُوعٍ مُصفَّحَاتِ العِظامِ |
لا تُرى في الفَناءِ إلا لِمَاماً |
ثم تَنَفلُّ في البَقاءِ الدَّوامِ |
يحسَبُونَ "الخلودَ" في أنْ يَموتوا |
في "الكِفاحِ" العتيدِ لا في الغَرامِ |
ينشأُ النَّاشئونَ منهمْ عليه |
ويَشِيبُ الغُلامُ إثرَ الغلامِ |
(وحدةُ العُرب) في السياسة نَصرٌ |
وهي في "الشرقِ" مِعقلٌ للسلامِ |
يستوي بينَها (الحجازُ ونجدٌ) |
(وبنو مِصرَ) أو قَطينُ (الشامِ) |
وبنو (الرافِدَينِ) والأرزِ (والأُردنُ) |
(وصنعاءُ) تُبَّعٍ (وشِبَامِ) |
وبنو عَمِّنا وراءَ الصَحَارَى |
أينما استعبرتْ جُفُونُ الغَمامِ |
كلُّهمْ عِندنا كما نحنُ فيهم |
عَبقاتُ الزُّهورِ في الآكامِ |
* * * |
أمةٌ للحياةِ تنقضُّ نَشوى |
من شبابٍ ومن شُيوخٍ كِرامِ |
(الملايينُ) في (الثمانينَ) منها |
جَلَّ مُحصي العبادِ في الأرقَامِ |
أتُرانا (الغثاءُ) أم نحن (شَملٌ) |
لَجَّ (رَضوى) بأنَّه في (التئامِ) |
وفلسطينُ ما فِلسطينُ إلا |
وطنُ العُربِ لا عَيد الحُطامِ |
أنَّ مِن دُونِها وَدونَ بنيهَا |
وَهَجُ النارِ واشتعالُ الضِّرامِ |
زَعموا أنَّها لهمْ من قَديمٍ |
قبلَ (كِسرى) (وقيصرٍ) وابنِ حَامِ |
نحن أيضاً لنا بَلادٌ وعنها |
قد نَزحنَا مَنيعةَ الآطامِ |
عَلِمَ الغَربُ أنَّها بين مَدريـ |
ـدَ ورُوما وما وراءَ سِيامِ |
قد أقَمنا عُصوراً وعُدنا |
بعدَ ألفٍ مُقَّرنِ الأعوامِ |
(وبنو الحُمرِ) من زُنوجٍ (بَناها) |
لهم الحقَّ وحدَهم في (بَنامِ) |
فاهجروا دارَهم وخلوا حِماهُم |
واسكنوا الصِّينَ أو كهوفَ جوامِ |
أين كان "اليَهودُ" أيامَ رفَّتْ |
في رُبى القُدسِ رايةُ الإسلامِ |
أين كانوا غَداةَ أصبحَ فيها |
(عمرُ الفتحُ) آخذاً بالخِطامِ |
أين كانوا من أُميَّةَ يَترى |
في ذُراهَا الوليدُ بعدَ هِشامِ |
أين كانوا وللخلائفِ فيها |
كلَّ يومٍ مَشارفٌ في دعامِ |
أين كانوا وآلُ عثمانَ منهم |
في التَّلابيبِ من رِقابٍ وَهَامِ |
أين كانوا وأينَ كانت قُراهُمْ |
بعدَ مُوسى وقبلَ عِيسى وسَامِ |
أين كانوا وما عَلِمنا بشيءٍ |
عِلمُنا أنَّهم أذلُّ الأنامِ |
* * * |
أين كانوا وما عَلِمنا بشيءٍ |
عِلمُنَا أنَّهم ألدُّ الخِصامِ |
تُرَّهَاتٌ وراءَها سَفسَطاتٌ |
أين مِنها طَرائقُ الإلزامِ |
* * * |
بئسما الوعدُ (وعدُ بلفورَ) ومضٌ |
من بُروقٍ تشققتْ عن جهامِ |
أيها النَّاقِمونَ بعضَ التَّجني |
ثم ذوقوا مرارةَ الإعدامِ |
إنَّه الموتُ لا سبيلَ إليه |
هل تَمنَونَ بطشَ مَوتٍ زؤامِ |
أيها اللائِمونَ ماذا عليكم |
لو أضَفتُم سَوائمَ الأنعامِ |
أن في سَرحِكُمْ لهم أيَّ مَرعىً |
فعلام الخِيارُ في الأقسامِ |
خَوِّلوهُمْ من أرضِكُم وامنحوهُمْ |
ما مَلكتُمْ منَ الفُصولِ الجِسامِ |
* * * |
أم بهم حبُّنا وذلك شيءٌ |
لم نَجدْهُ بغيرِ وقعِ السِّهامِ |
جعجعوا بالتُّراثِ والحَرثِ والنَّسلِ |
وقَضّوا مَضاجِعَ الأيتامِ |
وأناخوا بِكلْكَلٍ من سُمومٍ |
ذاتِ فَتْكٍ مُرِّوعٍ هَدَّامِ |
المروءاتُ بين جَنبَيْهِ غَرثى |
والدَّنَايا ذَرائِعُ الإجرامِ |
والمُريبُونَ عَاكِفونَ عليها |
في الخَنَا الجَّهرِ وارتشافِ المُدامِ |
لا سقى اللهُ بِذرهَمُ وَرمَاهُمْ |
بالسَّوافي وكلِّ رِيحٍ عُقامِ |
* * * |
أيُّها المُنصِفُونَ ماذا أرقتُم |
في سَبيلِ الضَّعيفِ والمُستَضَامِ |
أنتمُ الأقوياءُ حَقاً ولكن |
قدرةُ اللهِ أعجزتْ كُلَّ رام |
إنَّ للهِ في الخَفاءِ جُنوداً |
صَادِعاتٍ بأمرِهِ الحَطَّامِ |
* * * |
فتيةَ (الغَورِ) لن تُراعوا وفيكم |
من (مَعَدٍّ) حَمائلُ الأعمامِ |
فيكم الجُّرحُ غيرَ أنَّا احتملْنا |
عنكمُ القَرحَ في القُلوبِ الدَّوامي |
* * * |
اعتبونا وهلْ على العُتبِ لَومٌ |
من شفيقٍ وناصحٍ مُستَهَامِ |
أنصروا الله تُنصروا وتُعانوا |
واحفظوهُ من اقتِرافِ الذَّامِ |
* * * |
وعدُه الحقُّ فاتقُوه يقيكُمْ |
والوعيدُ الشديدُ في الاقتحامِ |
إنَّ (عبدَ العزيزِ) قَدْ ذَبَّ عَنكم |
في دفاعٍ مُفصَّلٍ خَصَّامِ |
قَصَّ تاريخَكُم وحذَّرَ مِما |
في تحديهِ من شجىً واختِرامِ |
وهو من بعدُ لم يَزلْ كُلَّ حِين |
دائبَ الحَزمِ حَافِظاً للذِّمامِ |
والهِزبرُ الهِزبرُ من رَاح يَسطو |
حين يفترُّ ثغرُه في ابتسامِ |
فكِلوا الأمرَ للوُلاةِ انتصافاً |
فَهُمُ الفَائِزونَ رَغمَ الصِّدامِ |
أنهمْ كافحوا ولا حَولَ إلاَّ |
بيديْ ذِي الجلالِ والإكرامِ |
* * * |
غَفرَ اللهُ ذنبَنَا ووَقَانا |
وهَدَانا بمِلَّةِ الإسلامِ |
وحَمَانَا من كُلِّ مَكرٍ وبَأْسٍ |
وعُتُوٍّ وفُرقةٍ وانقِسامِ |
* * * |
ولتعشْ أيُّها (المَليكُ) المُفدَّى |
بَاذخَ المجدِ سَابِغَ الأنعامِ |
وليعشْ كوكبُ الرَّجاءِ (سُعودٌ) |
وأخو الصِيدِ "فيصلُ" إقدام |
(وبنوكَ) الكُماةُ من كُلِّ صَقرٍ |
واسعِ الخَطوِ قاهرِ الأقرامِ |
وليعشْ أصدقاؤك العَواهِلُ صَفاً |
مُستقرَ العِمادِ جَمَ الوِئامِ |
أنت شمسُ الهُدى ونحن جَميعاً |
عنك نرجى شُعاعَك المُترامي |
قد أعدْنَا الذي بِك اللهُ يُبُدي |
كُلَّمَا التفَّ مجمعٌ في ازدِحَامِ |
زادَكَ اللهُ نِعمةً وجَلالاً |
ولك الشكرُ عاطراً في الخَتَامِ |