لكَ في الصُّدورِ مهابةٌ ووقارُ |
وعليك من حُلَلِ اليَقينِ دُثَارُ |
وإليكَ تستبِقُ الوفودُ كأنَّها |
سُحبٌ وتَشخَصُ نحوَك الأنظارُ |
ضرُبتْ بك الأمثالُ أنَّكَ (فَيصلٌ) |
وبك اقتدى الحُنَفاءُ والأبرارُ |
وأراكَ والدنيا معي في مَوقِفي |
طَوْداً عليه من الجَلالِ إطارُ |
فاشهد جموعَ المُسلمين وقد مَشتْ |
فيهم إليك بِحُبِّكَ الأمصارُ |
واسمعَ ثَناءَ أبيكَ من لَهواتِهم |
كشَذى القلوبَ فإنَّها أنوارُ |
وأفِضْ عليهم من هُداكَ نَصائحاً |
تَجلو القلوبَ فإنَّها أنوارُ |
هي سُنةُ المَلِكِ المُعظَّمِ فارتجِلْ |
(فَصلَ الخِطابِ) ومُرْ تُطِعْكَ نَزارُ |
* * * |
أعظمْ بتاجِ "أبي الصُّقورِ" فإنَّهُ |
تاجٌ له في الخَافِقَيْنِ شِعارُ |
هو رمزُ توحيدِ الإلهِ وذخرُه |
في الباقياتِ وطاعةٌ ومنارُ |
والشعبُ يسبِقُ أين كان من الوَغى |
والسلمُ وهو جَحافلٌ وشِفارُ |
يغدو ويعدو في هَواه حَماسةً |
ولهُ إليه تَطَلُّعٌ ونَفَارُ |
تَخِذَ المودةَ فيه آيةَ نُصحِهِ |
للهِ واغتبطتْ به الأسحَارُ |
أم من هو الرَّاعي سِواه تواثبتْ |
من حَولِهِ الأزمَاتُ والأخطارُ |
فرنَا إليها ضَاحِكاً مُستبشراً |
والجمرُ يُوقدُ والقِتامُ يُثارُ |
وانقضَّ كالبركانِ يَكتسحُ العِدى |
وكأنَّه الطُوفانُ والإعصارُ |
خمسونَ حولاً في الجهادِ تَصرَّمتْ |
الهولُ بحرٌ والشِقاقُ غمارُ |
بلغتْ حناجِزُها القلوبَ خِلالَها |
فَزعاً وزاغتْ دُونها الأبصارُ |
حتى أقامَ لِواءَ دينِ مُحمدٍ |
رغم الطُغاةِ وحقَّتِ الأقدارُ |
وأطارَ هَاماتِ القُرومِ كأنها |
أكرٌ وأسرابُ النُّسورِ حِرارُ |
وأنارَ نهجَ الحقِّ بين قبائلٍ |
عبثتْ بها النَّزعاتُ والآصارُ |
درجتْ على العِصيانِ وانطلقتْ بِهِ |
ما إنْ لَها سَكنٌ ولا استقرارُ |
تَروي الدِّماءُ أديمَها ووراءَها |
كيدٌ تَمُدُ شِراكَهُ الأشرارُ |
فأعاذَها باللهِ فهي مُطيعةٌ |
للشَّرعِ لا ضُررٌ ولا إضْرارُ |
وأعادَها فوقَ الجماجِمِ دولةً |
يَحمي حِماها الصَّارم البَتَّارُ |
هي وحدةٌ عربيةٌ مشهودةٌ |
بِهُدي النبيِّ وبالكِتاب تُدارُ |
أصغتْ إلى الفُرقانِ واعتصمتْ بِهِ |
ودَعَتْ إليه وكُلُّهَا استبشَارُ |
وتفيأتْ سُننَ الرِّسالةِ بعدما |
ضلَّ السبيلُ وعزَّتِ الأنصارُ |
الأمرُ شُورى لا يعيثُ مُسلَّطٌ |
فيه ولا يَطغى بِهِ جَبَّارُ |
ولأن تزولَ بها الجبالُ مع التُّقى |
أبقى لها والخيرُ فيه خيارُ |
* * * |
يا معشرَ الإسلامِ إنَّ مردَّنَا |
للهِ والزمنُ المَضِيعُ خُسارُ |
طوبى لمن هو للنجاةِ مُدرَّعٌ |
طُوبى لمن هوَ في الإِلهِ يَغَارُ |
طوبى لأقوامٍ تَواصوْا بينَهُمْ |
بالحقِّ واقتبسوا الهُدى وأنَاروا |
طوبى بما وعَدَ الكريمُ وإنَّما |
يُرجى ويُخشى الواحدُ القهارُ |
* * * |
حتامْ يُوسِعُنا الغُرورُ تَعِلَّةً |
والبعثُ حقٌ والحِسابُ جوارُ |
حتامْ يَملِكُنا الهَوى فنُطِيعُهُ |
وبهِ صُروحُ بقائِنا تَنهَارُ |
* * * |
أنظلُّ أُخرى النَّاسِ في أخلاقِنا |
وبها تَزينُ وتُوزَنُ الأحرارُ |
أنُحِبُ أن نَشقى ويَسعَدُ غيرُنا |
كلا ولكنَّ الذُّنوبَ صِغارُ |
ما الدينُ هذا الحجُّ دون شُروطِهِ |
يُزجي ولا هو فِديةٌ وجِمارُ |
الدينُ تَقوى اللهِ وهو عَقيدةٌ |
تَزكو بها الأرواحُ والأسرارُ |
هو قوةٌ هو عِزَّةٌ هو رَهبَةٌ |
للجاحدينَ ومِعقلٌ وذمَارُ |
وتعاونٌ في البرِّ ثُمَّ تَراحُمٌ |
وتآزرٌ وتناصرٌ وبَدَارُ |
فتعارفوا وتآلفوا وتناصحوا |
فلأنتمُ الإخوانُ والأصهَارُ |
هذا هو الدينُ الصَّحيحُ وبَعدَهُ |
ما تُوعدونَ فجنَّةٌ أو نَارُ |
سبحانَك اللهُمَ أنت وليُّنا |
ولَك الثَّناءُ المَحضُ والإكبارُ |
(إيَّاك نعبدُ مخلصينَ) وإنما |
أنت المُجيرُ وَمِنْ سِواك يُجارُ |
فارحمْ تَضَرُّعَنَا إليك وذُلَّنا |
واغفرْ فأنت القادِرُ الغَفَّارُ |
واقبل مناسِكنا بفضلِكَ إنَّنا |
عُدنا إليك وفيضُك المِدرارُ |
وهَبِ الهداية من لَدُنكَ لأمةٍ |
بِصلاحِهَا تَتَحَقَّقُ الأوطارُ |
الخيرُ فيها للقِيامةِ ثابتٌ |
وبذلِكُم قد بَشَّرَ المُختارُ |
* * * |
إنا لنشكر نعمةَ اللهِ التي |
هي في الوفودِ الجَّهرُ والإسرارُ |
في ظلِ من هوَ للعُروبةِ نورُها |
وبه الرُّبوعُ تُضيءُ والآثَارُ |
"عبدِ العزيزِ" المُهتدي الهَادي |
الذي تشدو به الأنجادُ والأغوارُ |
لا زالَ منصورَ اللواءِ مُظفَّراً |
وبنوه آسادُ الشَّرى الأقمارُ |
وليحي للإسلامِ عيداً مُشرقا |
ما انجابَ ليلٌ أو أطلَّ نَهَارُ |