شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
تقبلْ تهاني العيدِ يا عِيدَ أُمةٍ (1)
هل "العيدُ" إلا فيكَ تَزهو مَطارِفُه
وتَسمو مَعانيهِ وتضحنو عَواطِفُهْ
وهل "فيصل" إلا حُشاشةَ أُمّةٍ
تفيضُ بها آلاؤهُ ولَطائِفُهْ
تُرنِّحُها أيامُهُ البيضُ كُلَّما
أصاختْ فخاضتْ في الحديثِ مَراهِفُه
فما الروضُ إبّانَ الربيع تكلَّلتْ
بأزهارِه وَجَناتُهُ ومَراشِفُهْ
تُداعِبُهُ كفُّ النسيمِ بَسجَسجٍ
وتعدو به آرامُهُ وحواشِفُهْ
ويسبحُ فيه كوثرُ الماءِ صَافياً
كما انهلَّ صوبُ المُزنِ وانسابَ ناطَفُهْ
يشيعُ شعاعُ البدرِ في جَنَبَاتِهِ
وتسجعُ فيه بالأماني هَواتِفُه
بأشهى إلينا منه حين ابتهاجِهِ
إذا هي دارتْ كالسُّلافِ (سَوالِفُه)
فأما إذا ما هاجَ كالبَحرِ مُزبِداً
وجاثت به أمواجُهُ وعواصِفُه
فدعني فما أدري أذلك زَفزفٌ
من الريحِ أمْ رعدٌ تدوَّتْ قواصِفُهْ
يَروعُكَ منه أنَّه في هُدوئِهِ
أخو غمراتٍ فَرَّجتْها مَواقفُه
مواقفُ تلقى الخيلَ فيها ضَوابِحاً
وقد زلزلتْ كفَ العَدوِّ رَواجفُه
فما هو إلا غَيهَبٌ مُطبِقُ الدُّجى
تُطوِّقُ هَامَاتِ الرَّوابي سَوادِفُه
وما كان إلا سيفُه صولجانُهُ
ولا أُكرُ الأعناقِ إلا قَذائفُه
وأعجبُ شيءٍ أنَّه وهو مُطرِقٌ
تُطالِعُ أسرارَ القلوبِ كواشفُه
فما شئتَ من علمٍ وما شئتَ من حِجىً
وما شئتَ من حِلمٍ فأنتَ مُصادِفُه
"أميرٌ" غَذَتْه الحربُ أخلافَ دَرِّهَا
وعاذتْ به مُنذُ استهلتْ رَفَارِفُهْ
يشاطِرُها نُعمى "الكفاحِ" وبؤسَه
وشرُّ قسيمي ما أباح تناصفُه
فسلْ عنه (نجداً) (والحجازَ) وما روتْ
مشاهدُهُ الأُولى وأبلتْ غَطارِفُه
وسلْ كُلَّ مَوصولِ الخُطى بِحُسامِهِ
وكلَّ طويلِ البَاعِ تَشفِي ثَواقِفُهْ
وسلْ كلَّ وهدٍ في الموامي وتلعةٍ
وسيفٍ على الأُفقِ القَصيِّ مَشارفُهْ
سلِ الليلَ عنه والنَّهارَ فرُبَّما
تكلَّمَ شاتِيهِ وأعربَ صَائِفُه
له فيهما نَجوى التُّقى وسُهادُها
وأظهرُ ما تَطوى العُصورِ شَنائِفُه
وما استأثرتْهُ يوماً ميعةُ الصِّبا
على فَرطِ ما أغرى وأغرتْ زَخارِفُه
ومن كان في عبدِ العزيز انتماؤه
فا غَرو أن أثنتْ عليه صَحائِفُه
عدمتُ بياني إنْ حسبتُ بأنَّه
على شأوِهِ فيكم شَفتني رَصائِفُه
وكيف وفيكمْ كلُّ ما أنا نَاظرٌ
وقد غشيتْ عينَ الحسودِ خَواطِفُه
ألستُم مُقيمي الحدِّ في البلدِ الذي
سَواءٌ بِه بادِي النَّديِّ وعَاكِفُه
أليس أبوكَ المحسنُ البَرُّ فيهما
فأطعَمَ طاويهِ وآمنَ خَائِفُه
وبشِّرْ بالإحسانِ من هو نَاصِحٌ
وأنذرْ بالخُسرانِ من هو نَاقفُه
وقال أجيبوا دعوةَ اللهِ إنني
أخافُ عليكم أنْ تَحْلَّ خَواسِفُه
وذكَّرَ حتى لم يَدَعْ غيرَ مَسمعٍ
وحتى رأينا الإثمَ يَخزي مُقارفُه
هو الأمرُ بالمعروفِ ما دامَ نافذاً
فأرخص من يَجزيهِ غالٍ يُخالفُه
بذلك كانت دعوةُ اللهِ حُجةً
على الخَلقِ والعُقبى لِمنْ لمْ يُجانِفُه
أمولاي في أخلاقِكَ المجدُ مُشرقاً
وفيك لَعمَرُ الحقِ هَامتْ وَصائِفُه
تلقَّاكَ في (حِصنِ الأبوَّةِ) فجرُهُ
أثيلاً وأضحى في (النُّبوُّةِ) طَارفُه
فيا ابنَ الذي نَشكو إليك فِراقَهُ
ومن قيَّدتنا في هَواهُ عَوارِفُه
ومن جعلَ الدنيا مِجنَّاً لِدينِهِ
فلا شيءَ عنه كيفما كان صَارفُه
ومن أنت منه ظِلُّهُ في رُبوعِنا
وفي كُلِّ قلبٍ أنت بالحُبِ شَاغِفُه
تقبّلْ تهاني العيدِ يا عيدَ أُمَّةٍ
ترى "العيدَ" معنىً أنت للعينِ وَاصفُه
وعاشَ المُفدَّى "عاهلُ" الخيرِ والهُدى
على الدهرِ تبنى ما بَناه خَلائفُه
وعاش وليُّ العَهدِ للشعبِ مِعقلاً
وإخوَتُه ما طافَ "بالبيتِ" طَائِفُه
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :370  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 39 من 1070
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

جرح باتساع الوطن

[نصوص نثرية: 1993]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج