شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
وصلوا إلى الآفاق رجع حديثها (1)
لمن الجُموعُ تنشَّرتْ بالوادي
مُتَخَشِّعين على هُدىً ورشادِ
ولمن تحدَّرتِ المَدامِعُ خِيفَةً
وتَضَرُّعاً في لهفةٍ وتَنادي
ولمن عنتْ هذي الوجوهُ كريمةً
وتجرَّدتْ في المَوقفِ المُعتادِ
ولمن مشتْ كُلُّ الفجاجِ وأقبلتْ
بالوفدِ يَهتفُ باسمِهِ ويُنادي
للهِ للرَّحمنِ جَلَّ جلالُه
هذا الخُضوعُ يلَجُّ بالعُبَّادِ
لبيكَ يا ربّ السَّماواتِ العُلى
لك ما تشاءُ وأنتَ بالمِرصَادِ
لبيك من أعماقِنا وقلوبنا
من كُلِّ ذي رُوحٍ وكُلِّ جَمادِ
لبيك يا مَن لا مُعقِّبَ دونَه
في الخَلقِ والتكوينِ والإيجادِ
لبيك رغمَ المشركينَ وزعمِهم
وذوي الهوى والزيغِ والإلحادِ
لبيك جئنا مُهطعينَ ومَا لنا
إلاكَ يا قيُّومُ كهفَ مَعادِ
اللهُ أكبرُ كُلَّمَا طلعتْ ضُحىً
سُبُلُ الحجيجِ برائحٍ أو غادي
اللهُ أكبرُ كُلَّما تهوى إلى
البيت العتيقِ جوانحُ الأكبادِ
اللهُ أكبرُ كُلَّما ازدحمتْ على
هذا الصعيدِ مناكبُ الوُفَّادِ
اللهُ أكبرُ كُلَّمَا انطلقتْ بنا
آياتُهُ الكُبرى إلى التِّردادِ
اللهُ أكبرُ كُلَّما عُذنا بِهِ
في السِّرِ والنَجوى وفي الأشهادِ
غُفرانَك اللُّهم أنت نَصيرُنا
ومُقِيلُنا من عثرةِ الآمادِ
أتممتَ نعمتَك التي أسديتَها
بالدِينِ والفُرقانِ والمِيعادِ
وأمرتَ بالإحسانِ ما بين الوَرى
والعدلِ والإيثارِ في الأندادِ
فمضتْ بذلك سيرةُ القومِ الأولى
ساروا على نَهَجِ (النبيِّ الهادي)
شادوا صروحَ المُلكِ وهي شوامخٌ
ومشوا على هَامِ العِدا والعَادي
دكُّوا المَعاقِلَ والحصونَ ببأسِهِم
وتهافتوا للموتِ في استشهادِ
وتنجزوا وعدَ الإِلهِ وآمنوا
بالبعثِ واستغشَوْا ثيابَ نَفادِ
ورنوا إلى حُسنِ اللِّقاءِ وكابَدوا
فيه البَقاءَ على تُقىً وسَدادِ
فإذا البلادُ جميعُها من كَسبِهِم
وإذا اللغاتُ غنيمةٌ للضَّادِ
وإذا اللِّواءُ على العَواصم خافقٌ
وإذا الجيُوشُ رهيبةَ الأرصادِ
من كل ميمونِ النقيبةِ واثقٍ
باللهِ والتوحيدِ والأنجادِ
لهْفي عليهم حينَ ضاعَ تُراثُهمْ
ما بين عَيشِ تَفَرُّقٍ وفَسادِ
لهفي على أيامِهِمْ وذِمامِهِمْ
مُتآزرينَ على أتمِّ وِدادِ
كانوا جمالَ الأرضِ فانظرْ بعدَهم
ماذا جناهُ الخُلفُ في الأحفادِ
يا معشرَ الإسلامِ دعوةَ مخلصٍ
ما زالَ يسمعُ صيحةَ الأجدادِ
حتَّامْ والدُّنيا غُرورٌ زائلٌ
نَحبوا إليها في جَوىً وسُهادِ
وإلامَ نغدو للشِّقاقِ فريسةً
والبغي والآثامِ والأحقادِ
وعلامَ تسبِقُنا الشعوبُ تنافُساً
في العِلمِ والتَّجهِيزِ والأجنادِ
ألأنَّهمْ بَشرٌ ونحن سواهُمُ
كَلا فنحنُ أحقُّ بالإِعدادِ
لكنَّهمْ سَلكوا المَناهِجَ دُونَنَا
فيما يُفيدُ ونحن في الأصفادِ
ما كان ذلك غيرَ وعظٍ صَارخٍ
أو أنَّه الذِّكرى فهل من شَادِ
أما العديدُ فما بِنا من قِلَّةٍ
نحن الحَصى والرملُ في التِّعدادِ
لكِنَّمَا هي عِلَّةٌ أسبابُها
جهلُ الرِّعاعِ وفُرقةُ القُوَّادِ
المسلمونَ وإن تناءتْ دارُهم
أعشاءُ جسم واحدِ الأعضادِ
وهبوا إذا اتبعوا حدودَ كتابِهِم
وتقرَّبوا للحقِ بعدَ بُعادِ
وقفوا على نهجِ النبيِّ محمدٍ
(والراشدينَ) أئمةِ الإسعادِ .
بلغوا السِّماكَ وعاودوا تاريخَهم
في عِزةٍ ومَناعةٍ وجِلادِ
وتذللتْ لهُمُ الصِّعابُ وطأطأتْ
رغمَ الجموحِ وأسلستْ بِقيَادِ
فتَدبروا وتَفكروا وتأثروا
خُطوَ الكُماةِ وشيمةَ الآسادِ
وقِفوا قليلاً في ظِلالِ مشاعرٍ
كادتْ تُبادِرُني إلى الإنشادِ
كادتْ تُبادرني إلى تَذكيرِكُمْ
بالفتحِ والتاريخِ والأمجادِ
ولو استطاعتْ لانبرتْ وتكلمتْ
بسكينةٍ وحفيظةٍ وحِدادِ
ولأعربتْ بالغيبِ وهي شَجيةٌ
فيما يُثيرُ شماتةَ الحُسَّادِ
عرفتْ لنا الإسلامَ دينَ صِيانةٍ
وتَعَفُّفٍ وتَطَوُّلٍ وجِهادِ
واستنكرتْ ما قد أهاجَ شُجونَها
من سوءِ أخلاقٍ وشهوةِ عَادِ
واسترجعتْ باللهِ فيكم تَرتَجي
شَممَ الأُباةِ ونخوةَ الأنجادِ
فاصغوا إليها في بلاغةِ صَمتِهَا
وتيقَّظوا من غفوةٍ ورُقادِ
وصلوا إلى الآفاقِ رجعَ حَديثِها
من كلِّ حاضرِ قريةٍ أو بَادي
فلرُبَّ مُستمعٍ إليها معرضٌ
ولرُبَ ذي وعي بها سَيُهادي
الحجُّ للبلدِ الحرامِ فريضةٌ
تصبو لها الأرواحُ في الأجسادِ
تهفو إليه جوانحٌ مكبوتةٌ
بالذنبِ والحَسَراتِ والإجهادِ
وتُؤمُّهُ البحرُ يحجِزُهَا ولا أهوالُه
عنها ولا الدويُّ ذو الأطوادِ
ترجو النجاةَ لدى إلهٍ واحدٍ
وتلوذُ منه بقاهرِ الأضَّدادِ
واللهُ أكرمُ أنْ تَؤوبَ وفودُهُ
إلا بما مَنحتْ يدُ الجَّوادِ
يا سيدَ العُرب العظيمَ ومن بِهِ
زهتِ الحياةُ لأُمتي وبِلادي
ومُشيِّدَ العرشِ الرَّفيعِ عِمادُهُ
بالبيضِ مُشرقةً من الأغمادِ
ومجددَ الآمالِ بعدَ دثُوُرِها
وموحِّدَ الأهدافِ بعدَ بَدَادِ
إني أرى الصِّدّيقَ فيك مُمثَلاً
حسنَ اعتقادٍ وادخارَ عَتادِ
فانظر تَرَ الإسلامَ حولَكَ قَائِماً
في بَهجةٍ ومَسَرَّةٍ وتَهادي
لجَّتْ به شتى اللُّغاتِ كأنَّه
رعدٌ يُجلجلُ في مُتونِ عِهادِ
لم ينسَ بعدُ البطشَ قبلَك جاثماً
في (المأزمينِ) وفي سُفوحِ (جِيادِ)
فإذا به في ظِلِّ حُكمِكَ آمنٌ
من كيدِ خُدَّاعٍ وفتْكِ مُعادي
واسمعْ صدى خلجاتِ كُلِّ مُوحِّدٍ
بين المَضاربِ أو خِلالَ النَّادي
صَداحة بالشُّكرِ في "الأضحى"
الذي هو في زَمانِك شِرعةُ الوُرَّادِ
سبقتْ إليك به الهَواتفُ قبلما
تَمشي إليك مواكبُ الأعيادِ
فاهنأ وعشْ للدِينِ والدُّنيا مَعاً
بالنَّصرِ والتَّوفيقِ والإِمدادِ
كالشمسِ في إشراقِها وسُمُوِّها
والغيثِ في الأغوارِ والأنجادِ
واسلمْ لشعبِكَ في آرائكِ غبطةٍ
وجلالِ مجدٍ طارفٍ وتلادِ
ثم الصلاةُ على الشفيعِ وآلِهِ
والتابعينَ وصحبِهِ الأجوادِ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :459  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 33 من 1070
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور سعيد عبد الله حارب

الذي رفد المكتبة العربية بستة عشر مؤلفاً في الفكر، والثقافة، والتربية، قادماً خصيصاً للاثنينية من دولة الإمارات العربية المتحدة.