شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
كأنما كل قلب أنت فيه هدى (1)
هتفتُ باسمِكَ فاستعظمتُ أنصاري
وراعني الوصفُ فاستصوبتُ إِقْصَاري
وما اصطنعتُ المَعاني فيك أغنيةً
ولا جَعلتُ (فروعَ الغيدِ) أوتارِي
ولا التمستُ جمالَ العينِ عَاريةً
أصوغُ منها (غَداةَ العيدِ) أشعاري
أغنتْ خلائقُكَ السمحاءُ مُشرقةً
عن كُلِّ مائسةِ (2) الأعطافِ مِعطارِ
كأنها الشمسُ قد فاضتْ أشعَّتُها
من رحمةِ اللهِ جلَ الخالقُ البَاري
فما تجلتْ ليَ الآفاقُ من كَثَبٍ
إلا "وفيصلُ" فيها الكوكبُ السَّاري
ولا عهدتُ له في الحُكمِ من مَثَلٍ
حاشا "المليكُ المفدّى منذُ أَعصارِ"
تهفو إِليك قُلوبٌ فيكَ شَائعةٌ
ما بين حُبٍّ وإِعجابٍ وإِكبارِ
ودَّتْ من الشوقِ والإِخلاصِ لو خُلِقَتْ
فيها العيونُ ولم تُحجبْ بأستارِ
كأنَّما كلُّ قلبٍ أنتَ فيه هُدىً
أو أنَّك الضوءُ في هَالاتِ أبصارِ
فما تراءى لنا إلاّ بهِ حَسَنٌ
ولا ترقرقَ طلٌّ فوق أزهارِ
في كلِّ موطنِ نجوى قد حللتَ به
خواطرٌ ملكتْ جهري وإسْراري
تجاوزتْ ملكوتَ الشعرِ فانحسرتْ
عنها القوافي وفاتتْ كُلَّ مِضمَارِ
كأنما هي "أعجازٌ" وآيتُهُ
أني اتَّكَلْتُ على عفوٍ وإعذارِ
يابنَ الذي عادَ للإِسلامِ رونقُهُ
بِيُمْنِهِ وتجلّى بعدَ إِدبارِ
كم خُضتَ مَعركةً في اللهِ مُبْهَمةً
وكم تحدَّيتَ من طاغٍ وجبَّارِ
وكم قطعتَ إلى الغاياتِ من أمدٍ
وكم تجشَّمْتَ من هَولٍ وأَخطارِ
وكم طويتَ الفيافي وهي مُجدبةٌ
وكم تكبدتَ من سُهدٍ وأَسفارِ
وكم بذلتَ وكم جاهدتَ مُحتسباً
فيما تُشيِّدُ من مَجدٍ وأَسفارِ
وكم بذلتَ وكم جاهدتَ مُحتسباً
فيما تُشيِّدُ من مَجدٍ وأوطارِ
حتى استقامتْ لك الآمالُ صَاغِرةً
وأذعنتْ بعدَ أحداثٍ وأطوارِ
فاشهدْ صحائفك الأولى مذهبةً
كأنما تِبرُها من ذوبِ أقمارِ
إذا تلألأ لفظٌ في جَوانِبِها
حَسبةٌ لؤلؤاً في شَنفِ أسطارِ
وانظرْ إليك جموعُ الشعبِ مطبقةٌ
من (بطنِ مكةَ) تحكي زَحفَ جَرارِ
تُزجي التهاني وقد رافتْ مشعشِعةً
كأنَّها قَبسٌ من زندِك الوَاري
مشتْ إليك بها (البَطحاءُ) في حُللٍ
كادتْ تُكلمُ من بِشرٍ وإيثارِ
كأنَّها ونسيمُ الصُّبحِ مُنطلِقٌ
شَذى الوُرُودِ تَهادى غِبَّ أمطارِ
كأنَّها وجَلالُ المُلكِ مُتَّسقٌ
نَصرٌ تُجدِّدُهُ الذِّكرى (بذي قَارِ)
كأنَّها وهي في الأَلحَاظِ ناطقةٌ
مَطامِحٌ بك قد نِيطتْ بتيَّارِ
كأنَّها والأيادي البِيضُ مُونقةٌ
شكرٌ تصاعدَ من أعماقِ أَبرارِ
كأنَّما الرَّوضُ منها بعضُ ما اشتملتْ
أخلاقُكَ الزُّهرُ أو إحسانُك الجَاري
* * *
فاهنأ فأنت (لعيدِ) الفِطرِ غُرَّتُهُ
مهما تَداولَ من صَومٍ وإِفطارِ
وعشْ سعيداً مع التوفيقِ في ظَفَرٍ
يحوطُكَ اللهُ في وردٍ وإِصدَارِ
وليحيَ (حامي حِمى التوحيدِ) قُدوتُنا
(عبدُ العزيزِ) أبوك الضَّيغمُ الضَّاري
وعاشَ أشبالُه الأبطالُ ألويةً
خَفَّاقةً بين أنجادٍ وأغوارِ
ثم الصلاةُ على الهَادي وعِترَتِهِ
في كُلِّ عيدٍ وتمجيدٍ وتِذكارِ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :409  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 31 من 1070
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ محمد عبد الرزاق القشعمي

الكاتب والمحقق والباحث والصحافي المعروف.