شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
جلَّ من أنت خَلقُه وتَعالى (1)
شَاقَهُ (العيدُ) فارتدى بِسِماتِهْ
حين (أَضحى) يفترُّ عن بَسماتِه
شاكراً أَنْعُمَ الإِلهِ عليه
مُستمداً من فضلِه وهِباتِه
خاشعاً قانِتاً إِلى اللهِ يَدعو
مَحضَ إِحسانِه وخيرَ تُقاتِه
(مَلِكٌ) هَمُّه العبادةُ ديناً
ولو أن العُروشَ من ثَمراتِه
غَرَسَ البَذْرَ صَالِحاً فاجتنَاه
ظَفَراً بالولي أوفى عداته
واهتدى (بالكتابِ) فهو منارٌ
(وبنهجِ الرَّسُولِ) في أَقضِيَاتِه
(وبأصحابِهِ) الذين أقاموا
صَرحَ (توحيدِهِ) ومجدَ هداتِه
فمشى والظلامُ جَهلٌ تمطَّى
يتوارى الرشادُ في غمراتِه
في يقينٍ وعصمةٍ وثباتٍ
يسألُ اللهَ وعدَهُ في صَلاتِه
يزجرُ النفسَ عن هَواها ولمَّا
هي تَدري تصميمَهُ في أَناتِه
فتلظَّى الوغى إِلى ما تصدى
واستهانَ الخطوبَ في طمحَاتِه
ورأى القومُ في الجزيرة بحراً
زاخرَ البَغي مُمعناً في افتِئاتِه
يتحدى البَريءَ فهو مريبٌ
ويَمدُّ المسيءَ في إِعناتِه
ويسودُ القويُّ منهم فَيمضي
جُورُه فيهم على عِلاّتِه
كيفما شاءَ كانَ ما هو يَهوى
ولو اغتالَ أمةً بهَنَائِه
وتخومُ البلادِ في كُلِّ وادٍ
مرصدٌ للطُّغاةِ في هَضَباتِه
يكمنُ الموتُ عابساً مستسَراً
في دياجيهِ تارةً وفي ضَحَواتِه
وأولوا الشأنِ سابحٌ في خَيالٍ
أو مَوكبٍ يَفْتَنُّ في لَذَّاتِه
أَو شريكٍ تُجبى السِّهَامُ إليه
أو جرئٍ هُمُومُه في غزَاتِه
ودمٌ مُرهَقٌ على غيرِ حدٍ
في حِمى اللهِ مُهرَقٌ بفَلاتِه
أهدرتْهُ الأَطماعُ إثماً وبَغياً
واستهانتْ باللهِ في حُرُماتِه
والمنايا رَهنُ الشِّفاهِ انطلاقاً
كُلَّما اغتصَّ شاربٌ بلَهاتِه
يتعجَّلنَ نَاصحَ الغيبِ نفساً
أوبقتْها أموالُه في بَيانِه
والمُحِبُّونَ في المَظاهِر صَرعى
كُلُّهمْ سابقٌ إلى شَهَواتِه
عبثٌ ضجَّتِ المَلائكُ منه
واستعاذَ الشيطانُ من نَزَعاتِه
تلك حالٌ تبدَّلَتْ واستحالتْ
ما يَراهُ الحجيجُ في خُطواتِه
أنجزَ اللهُ وَعدَهُ وتجلَّتْ
قُدوةٌ أيدتْ عَظيمَ صِفاتِه
فاجتبى عبدَهُ وآتاهُ مُلكاً
زادَه اللهُ بسطةً بولاتِه
كانَ ما كانَ ثم عادَ سُعوداً
مشرقاً دائباً على خَيراتِه
أمِنَ الناسُ حيثُ كانوا ونَاموا
مِلءَ أجفانِهِمْ بكُلِّ جِهاتِه
يقطعونَ العَسفَ البعيدَ من البحرِ
إلى البحرِ وأزوادُهُم على طُرُقاتِه
ويمرُّ البادي العبورَ فيمضي
مُسرعاً خائفاً على نَظراتِه
يتمنى لو أنَّه حادَ عنها
وهو في الحقِّ واثقٌ من بَرائِه
إنّما ذلَّ من تهَورِ غِرٍ
يبتليهِ بتُهمةٍ من أَذاتِه
منعَ الحدُّ والقصاصُ التَّعدي
كلُّ جانَ مُصفَّدٌ بأَداتِه
رُبَّ قفرٍ سَرحانُه يتعاوى
وعلى عَينِهِ مَراتعُ شاتِه
كادَ يسطو بِنَابِهِ ثم أقعى
يؤثرُ العيشَ رهبةً من نَباتِه
حذَّرتْهُ الآسادُ ما هي تَخشى
فقضى حَسرةً على وَثَبَاتِه
جَلَّ من أنت خلقُهُ وتَعالى
في عُصورٍ تهيمُ في مَعصِياتِه
حِكمةٌ للإِلهِ فيك استقرتْ
زادَ إِيمانُنَا بها في وَصاتِه
شِدتَ مُلكاً عفتْ عليه السَّوافي
وبكتْهُ الآثارُ قبل نُعاتِه
وتأثلتَ للعروبةِ مجداً
لم يزلْ نامياً إِلى ذُوراتِه
وتألفتَ أمةً في اتحادٍ
يتجلى التوحيدُ في مُرهفَاتِه
وحميتَ الإِيمانَ في مَأزرِ الدِّينِ
وصُنتَ التُّراثَ بعدَ شَتَاتِه
وبِهذا وذاكَ أُوتيتَ حَظاً
لم يَنَلْهُ سِواك في أُمنياتِه
يا أبا الغُرِّ من بَنيكَ المياميـ
ـن وبرهانَ ربِّنا في عِظَاتِه
وسليلَ الملوكِ من كُلِّ طوْدٍ
ينفح الطيبُ من شَذى ذِكريَاتِه
قُلْ لمن راحَ أو غَداً مُستطيلاً
بمتاعٍ يَزولُ يومَ فَواتِه
إنَما نحن عُصبةٌ نتبارى
في رِضا ربِّنَا وفي قُرُباتِه
نبتغي نحن عُصبةٌ نتبارى
في رِضا ربِّنَا وفي قُرُبَاتِه
نبتغي وجهَهُ الكريمَ احتساباً
ونُرجِّي الخُلودَ في جَنَّاتِه
ليس من دأبِنا التنافسُ إِلا
في ادِّخارِ المأثورِ من حَسناتِه
لا نُبالي وقد عَبدنَاه حَقاً
أن يُدَهْدِي المفتونُ في عَثَراتِه
غيرَ ما ناقمينَ إلا فساداً
يتردى الشقيُّ في دَرَكَاتِه
كلُّ حبِّ وكلُّ بُغْضٍ لدينا
قائمٌ أصلُهُ على مَرضَاتِه
* * *
يا بني الشامِ والعراقِ ومصر
وطرازِ التاريخِ في عَنعناتِه
وبني الضادِ حيثُما امتد أُفْقٌ
ٌنحن منه وفخرُنا بِبَزَاتِه
بردى والفراتُ والنيلُ جِسمٌ
نتشكى جَميعُنا مِن شكاتِه
يتحسى الرضيعُ مِنَّا هَواهُ
في أَغاريدِهِ في ألهِيَاتِه
كلُّنا أمةٌ إلى الخيرِ تَسعى
في صِراطٍ وكلُّنا من رُعاتِه
وطنٌ جامعٌ ودينٌ قويمٌ
ولسانٌ مُوحَّدٌ في لُغاتِه
مهبِطُ الوحي قلبُهُ وهو منه
بمكانِ الضِّياءِ من بَاصِراتِه
وبلادُ الإِسلامِ طُرّاً مِهادٌ
لتعالِيمِهِ وهَدي حُماتِه
إِنَّما المُؤمنونَ إِخوةٌ فاستجيبوا
دعوةَ الحقِّ واقتدوا بدُعاتِه
واتقوا اللهَ ما استطعتُمْ جِهَاراً
وأفيضوا في السِّرِ من بَركَاتِه
واسلكوا سُنَّةَ النبيَّ سَبيلاً
والكتابَ المُبينَ في آياتِه
ذلك العزُّ إنْ أَردتُم عُلوّاً
فاستنيروا بالأخذِ من مُلهِماتِه
واسمعوا للحديثِ فصلَ خِطابٍ
يبتديهِ الشَّفيقُ في زَفراتِه
يبذُلُ النُّصحَ ليس يُثنيهِ عنه
جَزَعُ الجَهلِ أو هَوى عَاصِفَاتِه
كُلَّما جاءَ مَوْسِمٌ قامَ فيه
كالبشيرِ النَّذيرِ في عَرفَاتِه
تلك منه عَقيدةٌ وهو مِنها
ما هَفا قلبُه إلى نَبَضَاتِه
زَعمَ الشعرَ ضِلةً واختيالاً
أن ما في الوُجودِ في قافيَاتِه
فريةً زخرفُ الغُرورِ سُداها
فادَّعَاها ولجَّ في نَعراتِه
أنت بعضُ الوجودِ ما بالُ شِعري
حاسرَ الطَّرفِ دُونَه في شداتِه
خُلقٌ منك واحدٌ لم يَسعهُ
جُل ترتيلهِ على نَغماتِه
إنما اسطاعَ أنْ يُشيرَ إلى المَجـ
ـدِ ويعنو مُصدعاً بصفاتِه
يتحرى البيانَ منكَ اعتذاراً
في ترانيمِهِ وفي نَفثَاتِه
أنجبتْك الأَقدارُ للدِّينِ ذُخراً
بعدَ حينٍ فكنتَ تاجَ هُداتِه
ويميناً أقسمتُ باللهِ بَراً
أنَّك الكنزُ شائعٌ لِعُفاتِه
إنَّ (عبدَ العزيزِ) عبدٌ مُنيبٌ
يتدوى القرآنُ في مِيزَاتِه
فاهتفوا بالدُّعاءِ من كُلِّ قلبٍ
(للمليكِ العظيم) في مِيزَاتِه
نسألُ اللهَ أنْ يعيشَ طَويلاً
وهناءُ الإِسلامُ طولَ حَيَاتِه
 
طباعة

تعليق

 القراءات :371  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 30 من 1070
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الأعمال الكاملة للأديب الأستاذ عزيز ضياء

[الجزء الثالث - النثر - مع الحياة ومنها: 2005]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج