أينَ شِعري مِنَ الشُّعورِ العميمِ |
لستُ إن عزَّني - إذنْ - بالمَلومِ |
أُمةٌ كُلُّها إليك تَبَارى |
وقلوبٌ - تجيشُ - بالتَّعظِيمِ |
كَابدتْ حُرقَةَ الفِراقِ وإِن لمْ |
يكُ إلاّ تخيُّلاً بالجسومِ |
ما زجتْ روحُكَ الأليفةُ شعباً |
ظلت فيه مع النَّوى في الصَّميمِ |
يَتراك بدرُهُ في الدَّياجي |
وضُحى الشَّمْسِ مُشرقاً في الأديمِ |
ويُناجيكَ حُبُّهُ كُلَّما هَتَفَ الطَّيْـ |
ـرُ وَرَفَّ طِيبُ النَّسيمِ |
تُشبِهُ المُزنَ في السَّماءِ مَعا |
نِيهِ وتُتلى ألفاطُه في النُّجومِ |
وهو من قَبلُ ثُمَّ مِن بَعدُ يشدو |
أينَما كُنتَ بالأميرِ العَظيمِ |
جَلَّ مَنْ أنتَ خَلقُه وتَعالى |
فلأنتَ الكريمُ وابنُ الكَريمِ |
بوَّأتك الأخلاقُ فيها مَقاماً |
ما تسنى حَديثُه في القديمِ |
وتهللتَ في الوُجوهِ سُروراً |
وتمثلت (رَحَمةً) للعَليمِ |
وتغلغلتَ في الجوانِحِ حَتَّى |
كدتَ فيها تكونُ سِرَّا الحَليمِ |
أيُّهذا المُطِلُّ من فَلَكِ العزِّ |
وقطبِ الندى وبُرءِ السقيمِ |
لا تَكِلني إلى بَياني وأصْفحْ |
أنت أسمى مكَانَةً من نَظيمي |
كُلَّما لَج من لواعِجِ شوقي |
لم يَكُنْ فِكرةً من التَّجْسيمِ |
إنما كانَ ثورةً تتلظى |
كان قلبي خِلالها ف جحيمِ |
ثم وافيتَ فاستراحَ فؤادي |
فإذا بي - على ضِفافِ - النَّعِيمِ |
في الأساريرِ يومَ نلقاكَ بِشرٌ |
دونَهُ الوَصفُ حاضراً في وجومِ |
فَذَرِ الشِّعرَ جَانِباً - وتأمَّلْ |
كُلَّ غادٍ إليكَ بالتسليمِ |
والتمسْ في العُيونِ - أَبلغَ وَحيٍ |
عن هوى الصَّبِ أو وَلاءِ الحمِيمِ |
فَسَيبدو لك الدَّليل عليهِ |
ساطعاً كالنَّهارِ قبل الغُيومِ |
(فيصلَ) العدلِ والتُّقى والمَعالِي |
ووغى الحَربِ وافترارَ الكُلُومِ |
وعمادَ السَّلامِ في كُلِّ خَطبٍ |
حينَ يغشى غَداةَ حشدٍ القُرُومِ |
هَاتِهِ نفشةً من القلبِ تُهدى |
أو هِيَ القلبُ فارْعَهُ - للخديمِ |
قدْ وقفتُ الحياةَ فِيك وحِسْبِي |
أنَّكَ الدَّهرُ - ظافراً - بالمَرومِ |
فاهنَ (بالعيدِ) وابتَهِجْ وتَهلَّلْ |
إنَّما أنتَ عيدُنا - بالقُدُومِ |
واغْدُ فيما كما تُحِبُّ وتَرضى |
في هَناءٍ وفي سُعود مُقِيمِ |
في ظلالِ الذي إليهِ التَّهاني |
كَشذى الروضِ من جِوارِ (الحَطِيمِ) |
باعثِ العُربِ بالظُبَا والعَوالي |
وحِمَى الدّينِ والهُدى المُستَقيمِ |
فاهتفُوا بالدُّعاءِ عاشَ (المُفَدَّى) |
وبنوهُ التُّقاةُ - كَهفُ العَدِيمِ |