زهتِ الربوعُ وما ستِ البَطحاءِ |
ورنا إِليك الشعبُ والشُّعراءُ |
والغيثُ جادَك بالقِطارِ كأنَّهُ |
حَبَبٌ تزمزمَ حولَهُ النُّدماءُ |
فانظرْ إِلى الطَّلِ المرقرقِ في الضُّحى |
خللَ الغُصونِ كأنَّهُ اللألاءُ |
وإلى الرياض وقد تفتَّح نورُها |
وإلى الشِعابِ وقد سَقاها الماءُ |
وإلى النباتِ وقد أطلَّ ربيعُه |
ري الجوانبِ حيثُ سِرتَ نماءُ |
وانصتْ إِلى الأطيارِ في أدواحِها |
صَداحةً بالشدْو وهو غناءُ |
وانشُقْ عَبيرَ الزهرِ في أَرَجِ الصَّبَا |
عانى المشقةَ في السَّلامِ وفاء |
هي رحمةُ اللهِ الكريمِ تهلَّلتْ |
بالمُزْنِ بُشرى صَوابها الأَنواءُ |
هي نعمةٌ هيهات تبلغُ شكرَها |
إِلاَّ إذا اصطحَبَ الفروضَ أداءُ |
الصومُ ولى بالصحائفِ مُعجلاً |
فيها إذا شاءَ الرَّحيمُ نجاءُ |
والعيدُ أقبلَ باسِماً مُترنِّحاً |
تحلو به القَسَمَاتُ والأزياءُ |
ومشتْ لِسِدَّتِكَ الجُموعُ وإنما |
فيما تُقَدِّمُ طاعة وولاءُ |
وافتْك تستبقُ البِساطَ كأنها |
بحرٌ تمورُ بموجِهِ الأرجاءُ |
غصَّتْ بها الساحاتُ وهي رحيبةٌ |
وتدفَّقتْ بوُفودِهَا الأبهاءُ |
كلٌّ يُرنِّحُهُ جلالُك بالتُّقى |
ويروقُه في حِلمِكَ الإِغضاءُ |
فلو استطعتَ كشفتَ عن خلجاتِهِم |
حيثُ الهواجسُ كُلهن ثناءُ |
شيمٌ ملكتَ بها شِغَافَ قُلُوبِهِمْ |
فالغيبُ منها والحُضورُ سَوَاءُ |
ومناقبٌ كَلفَ النَّظيمُ بِعدِّهَا |
هيهاتَ ما للحصرِ فيك رَجاءُ |
* * * |
لثموا يديكَ تطوُّعاً كصيامِهِمْ |
ما للمطيعِ سِوى النَّعيمِ جَزَاءُ |
شهدوا بطلعتِكَ "الأَمامَ" مُمثَّلاً |
سرُّ الأبوَّةِ في البنين يُضاءُ |
وهَفتْ بهم ذكرى "المتوَّجِ" عِزَّة |
فعرى التُقَاةَ الفخرُ والخُيَلاءُ |
* * * |
خُيلاءُ مَجدِ أبيكَ أضحتْ زُلفةً |
للأجرِ لا ما يَحظرُ العُلماءُ |
كانتْ وكان ولن تزال ولم يزلْ |
فيما يُحِبُّ اللهُ لا الجهلاءُ |
* * * |
رفعَ اللِّواءَ مُجاهداً ومُكافحاً |
والأرضُ جَوْرٌ والسماءُ دُعاءُ |
فأبادَ فيها الظُّلمَ دونَ هُوادةٍ |
وأذلَّ فيها الشِّركَ وهو بَلاءُ |
وأعادَهَا (عُمريّةً) مَرهوبةً |
باللهِ واستخذى له العُظماءُ |
وجثى له مَنْ كانَ يَحسَبُ أنَّهُ |
فيها تَوَهَّمَ فاتِكٌ ضَرّاء |
ظهرتْ به أُخرى الحَوادِثِ آيةٌ |
للهِ فيها والرَّسولِ رِضاءُ |
هي غايةُ الآمالِ أُومنُ أنَّها |
صَحَّ السقيمُ بها وزالَ الدَّاءُ |
هي (وحدةُ الشَّعْبِ) الّتي لم تلتئمْ |
مُنْذُ استبدَّ بهديهِ الإِغواءُ |
فجلى بِها صُبْحَ الحياةِ وإنَّها |
لَهي الحياةُ عزيمةٌ ومضاءُ |
* * * |
مدَّ الملوكُ إليه في غلوائِهِمْ |
أيدي المودَّةِ والبحارُ وراءُ |
خطبوا به ودَّ الذي هو فاعلٌ |
ما قالَ حيثُ ترامتِ الصَّحراءُ |
فاروقُ هذا العصرِ غير مُزاحَمٍ |
أيّانَ تسطعُ في العُلا الجوزاءُ |
عدلٌ ينفِّذُهُ القضاءُ ومِلةٌ |
تحنو عليها الرَّايةُ الخَضراءُ |
وشريعةٌ مَتبوعةٌ وعقيدةٌ |
مأثورةٌ والجَاحِدون فِداءُ |
* * * |
لا الدهرُ ينكرُ ما أشادَ ولا الورى |
كلا ولا "التاريخُ" والأبناءُ |
هِممٌ تكادُ تؤودُ أعظمَ أمةٍ |
طمحتْ به فأصابَها الإِعياءُ |
أعيتْ ولم يَعيَ المُوَفَّقُ من ونىً |
وونتْ، وفيه على الزَّمانِ بَقاءُ |
* * * |
فسلِ الَّذينَ تفيّأوا بظِلالِهِ |
هل في الحقيقةِ أنْ تُقالَ رياءُ |
كلُّ الجوارحِ أصبحتْ مأسورةً |
في شُكرِهِ والشّعرُ والإِنشاءُ |
نَظَمَ (الجزيرة) بالسُّيوف قِلادةً |
في جيدِ (دينِ اللهِ) فهي ذُكاءُ |
وأَحاطَهَا بالسَّمهريّةِ هالةً |
والخيلُ تَصهلُ دونَ ذاك رُغاءُ |
وأقامَ في أغوارِها ونُجودِها |
أمناً تطيرُ بذكرِهِ الأنباءُ |
وبنى لأمتهِ الكريمةِ في الدُّنى |
بيتاً تتيه بِسَمْكِهِ الأَجواءُ |
عانى المشقةَ في السَّلامِ وفي الوغى |
ورَعى السُّهادَ ولمْ يُضِرْهُ عَنَاءُ |
وَهَبَ الإِلهَ فؤادَهُ فأعانَهُ |
بالنَّصرِ وانْقادتْ له الأَهْوَاءُ |
* * * |
(عبدَ العزيزِ) فِداك كُلُّ مكبِّرٍ |
أقصى مُناهُ الخُلدُ والنعماءُ |
وجزاك من أرضَاكَ خيرَ مَثُوبَةٍ |
يُجزى بها العُبَّادُ والخُلفاءُ |
* * * |
مولاي أنت وقد ظَفِرتَ بِبِرِّهِ |
رمزٌ تطوفُ برُكنِهِ الحُنَفَاءُ |
مثَّلَته وحَفِظْتَ عَنْهُ عُهُودَنا |
فَلَنِعْمَ أنْتَ (النَّائبُ) الوَطَّاءُ |
فاهنأْ بما لَكَ في جَوانحِ أُمّةٍ |
شُغِفَتْ بِحُبِّكَ وهو فيك وَفاءُ |
وانعمْ "بعيدِ الفِطرِ" وابق لِمثلِهِ |
حِقَباً وأنتَ الكوكبُ الوَضَّاءُ |
واسلم وعِشْ دَهراً طويلاً راغداً |
ولك السُّمُوُّ مَطيَّةٌ وهَناءُ |
وليحي مَولانا (المليكُ) مُظفَّراً |
ووليُّ عهدِ العرشِ والأُمراءُ |