أطلَّ برؤياكَ السُّعودُ المُتمَّمُ |
وحالفَكَ التوفيقُ حيثُ تُيمِّمُ |
وسارَ إِليك (الشَّعْبُ) يشدو بحُبِّهِ |
يُشاطِرُهُ (البشرى) مُحِلٌّ ومُحرِمُ |
ويُنشِدُ أهزاجَ المَسراةِ بينما |
يحِنُّ ليُمناكَ "الحطيمُ" وزمزمُ |
ويهتفُ بالأقوامِ من كُلِّ جانبٍ |
صَدَى رجعهِ بين الوَرى يَتَضَخَّمُ |
إذا لاحَ من "عبدِ العزيزِ" جبينُهُ |
أنارَ سناهُ كلَّ ما هو مُظلِمُ |
فللهِ يومٌ تُجتلى فيه (عَاهِلاً) |
"هو العيدُ" أنْ أضحى على الناسِ مَوسِمُ |
"مَليكٌ" تولاَّه الإلهُ بهديِهِ |
وبوَّأهُ "عَرشاً" بهِ نَتنعَّمُ |
ومكَّنَهُ مِنْ دِينِهِ وأباحَهُ |
مِنَ الأرضِ ما أرضى وما هو يَعلمُ |
أقرَّ له بالفضلِ والحزمِ والحِجى |
وبالعدلِ والتقوى فصيحٌ وأعجمُ |
فلا غَروَ إنْ مالتْ إِليه قُلوبُنا |
وخفَّ إِليه المُسلمونَ وسلموا |
ولا بَدعَ أنْ نختالَ فخراً بعصرِهِ |
فما عصرُهُ إلا هَناءٌ ومَغْنَمُ |
نفيئُ إلى ظِلٍّ أقامَ عَمودَه |
على هَامةِ الجَّوزاءِ عَضبٌ ومَخذمُ |
وناهيكَ مُلْكاً بالجزيرة شَادَهُ |
وفي رأسِهِ "البيتُ العتيقُ" المُحرَّمُ |
هو العبدُ أوّاباً هو التّاجُ سَاطِعاً |
هو الجُودُ فياضاً هو البأسُ يَدهمُ |
"وظلامُ أعداءٍ إذا بدئ اعتدى |
بموجزةٍ يرفضُّ من وقعِهَا الدمُ" |
هو الغُرةُ البيضاءُ من آلِ (مِقرنٍ) |
وهمْ بعدَهُ التَّحجيلُ والعُربُ أدْهمُ |
حليمٌ إذا ما الحِلمُ أُحمدُ غِبَّهُ |
وأدّى إلى العُقبى التي هي أَسلمُ |
"أخوذٌ بِوُثقى عُروتي كلَّ خُطَّةٍ |
تروكٌ الهُوينا في التي هي أحزَمُ" |
* * * |
فدعني من لَهوِ الحديثِ وغنِّني |
ببيضِ أيادِيهِ التي تتجَّسمُ |
فذلك من تَقوى القُلوبِ وإِنها |
أبرُّ بما تحبُوه إذ هي تَقسمُ |
وهيهاتِ أوفِيهِ الثناءَ جميعَه |
ولو أنَّني فيما أُحاولُ مُلهمُ |
فعشْ في رِضى الرَّحمنِ واهنأ بأوبةٍ |
تروحُ وتغدو بالرَّفاهِ وتُقدِمُ |
ولا زلتَ مَنصورَ اللواءِ مُحبَّباً |
يسودُ بك الإِسلامُ طُراً ويَعظُمُ |
وجَازاكَ عن دِينِ النبيِّ (مُحمدٍ) |
جزاءَ إمامٍ بالشريعةِ يَحكُمُ |
وخيرُ صَلاةِ اللهِ تغشى رَسُولَهُ |
وعِترَتَهُ ما سَحَّ بالغَيثِ مَسجَمُ |