شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
يُبشِّرُ باسمِ اللهِ في كُلِّ مَوسِمِ (1)
دَعاني (من ذكرى (2) حبيبٍ ومَنزلِ)
وهاتا اسمعاني في "الكِتابِ المُنَزَّلِ"
وعُوجاً على (الآياتِ) من كُلِّ مُعجزٍ
ففيها جَلاءُ الحقِّ في كُلِّ مُعضِلِ
ألمَّا بها واستجلياهَا بعبرةٍ
فإنَّ بها نورُ (الهِدايةِ) ينجلي
فمن رَامَ (دارَ الخُلدِ) لم يَلقَ غيرَها
إليه سَبيلاً مُحكماً غيرَ مغولِ
وكرزُ (حديثِ) المُصطفى ورشادِهِ
فذلك أولى من خِطابٍ مرسلِ
وزدني به شوقاً وحُباً وبهجةً
فما هو إلاَّ كالرَّحيقِ المُسلسلِ
وخلِّ أخلاء الغُوايةِ والهوى
يُجيلونَ أقداحَ الهَوان المنكلِ
ولُذْ بالذي ضَحى سويداءَ قلبِهِ
لتأييدِ دينِ اللهِ مولى التَفضُّلِ
(بملكٍ) إذا وفقتَ حققتَ أنَّه
منارةُ شرعٍ في زمان تَحلُّلِ
مُبددُ أحلاكِ الضلالةِ (بالهدى)
وحامي حمى (الإِسلامِ) في كلِّ مَجهلِ
يبيتُ على سُهدٍ لنُصرةِ دينِهِ
إذا آثرَ اللاهونَ نومَ التَغزُّلِ
ويرنو إِلى مجدِ (الحنيفةِ) طامحاً
فيسعى إِليه مَنهلاً بعدَ مَنهلِ
تُصارعُهُ الأَهواءُ وهو يذودُها
(كجُلمودِ صخرٍ حطَّهُ السيلُ من عَلِ) (3)
فكم بدعةٍ كنَّتْ بلاءً ومحنةً
أحاطَ بها من جَانبيها بِمِعَولِ
وكم حيلةٍ خرساءَ كانت مَثابةً
على الجهلِ توتى من وراءِ التوسلِ
وكم ظللٍ قد كان مَصدرَ فتنةٍ
يطوفُ عليه كلُّ غِرٍ مُخبَّلٍ
يَظنُّ به ما ليس يملكُ أمرَه
(وهل عندَ رسمٍ دارسٍ من مُعولِ)
فقامَ إلى (التوحيدِ) يدعو لربِّهِ
إذا الناسُ حَيرى في فيافي التذلُّلِ
فأيّدَه الرَّحمنُ فامتدَ ظِلُّه
وأصبحَ بالتوفيقِ أعظمَ مُعتلي
يُبشِّرُ باسمِ اللهِ في كُلِّ (مَوسِمٍ)
ويَرقُبهُ بالغيبِ في كُلِّ من يلي
ويُزجي الجيوشَ الزاخراتِ كأنَّها
غمامٌ تمطى في جنوبٍ وشَمألِ
يُريدُ فتمضي طائعاتٌ لأمرِهِ
وتفتحُ بالتهليلِ أمنعَ مِعقَلِ
فليس بِراجٍ غيرَ مَرضاةِ ربِّهِ
ولو جشَّمتْه كلَّ صَعبٍ ومُشكِلِ
ويعملُ في ذاتِ الإِله وإنَّه
ليبلغَ بالإِخلاصِ أنجحَ مأملِ
فليتَ الذين استمرأوا طعمَ بغيهمْ
يرونَ بعين الرُّشدِ عُقبى التَّوكُلِ
* * *
أتدرون من هذا الذي هو مُخبتٌ
ومن هو في الإسلامِ أكبرُ مُبذِلِ
هو الناصحُ المأمونُ والعاهلُ
الذي تخوَّفَهُ العَادونَ من كُلِّ مُبطلِ
هوَ البطلُ المقدامُ لم يَخشْ قوةً
تُناصِبُهُ في الحقِّ رغمَ التهولِ
هو التاركُ الآسادَ في أَجماتِها
تُخافتْ بعضاً خِيفةَ المُتوجِّلِ
أقامَ عمودَ الدينِ بعد انصداعِهِ
ومكَّنَهُ بالسيفِ بعدَ التقلقُلِ
* * *
فمن كان مِن قبلِ (السُّعودِ) وبأسهِ
يطيقُ بلوغَ (الحجِ) دون تَزلزُلِ
ومَنْ كان يسطيعُ (المناسِكَ) آمناً
على نفسِهِ ما بين جَمعٍ (وجَرولِ)
ومَنْ كان في الرُّؤيا يُصَدِّقُ أنَّهُ
يَروحُ ويغدو في أمانٍ مُخوّلِ
ومَنْ كان يَمضي في الجزيرة وحدَهُ
بأزوادِ تِبرٍ في سَلامٍ مُمَثَّلِ
ومَنْ كان يأتي (للحجازِ) وقلبُهُ
يُرجّي نجاةً من حِمامٍ مُعجَّلِ
ومَنْ كان لا تُغري الثيابُ بحتفِهِ
ولو هي ساوتْ نصفَ حبَّةِ خَردلِ
ومَنْ هو هذا الزاعمُ اليومَ أنَّه
يقاسي الذي قد كان زعم المضللِ
ومَنْ يبغني ألاَّ أقولَ الذي أرى
فكلُّ لسانٍ غير عضبي مقولِ
ومَنْ ذا الذي لا يشكرُ اللهَ نعمةً
تحدَّثَ عنها كلُّ شَاكٍّ وأعزلِ
فهل أنا إلا مؤمنٌ لحقيقةٍ
هي الشمسُ لا تَخفى على مُتأملِ
وهل يجحدُ الفضلَ الذي هو ظاهرٌ
سوى أكمهٍ عن مَنهجِ الحقِّ معدلِ
* * *
لقد حوَّلَ اللهُ المَصائِبَ مِنَّةً
عوَّضَ عنها بالحِباءِ المُكمَّلِ
فأبد لنا أمناً وعدلاً فمرحباً
بكلِ مجيبٍ (للفريضةِ) مُقبلِ
* * *
أمولاي إنّ المسلمينَ جميعَهم
ليدعون أن تبقى لهم خيرَ مَوئلِ
بآبائِنا أنت المُفدَّى وقومِنا
لعدلِك والتقوى وكلِّ مُظللِ
فلا زلتَ مَشكوراً عزيزاً موفقاً
لك النَّصرُ معقودٌ بتاجٍ مكللِ
ولا برِحتْ أعلامُك الخضرُ في الورى
مُظفرةً في كُلِّ بعثٍ وجَحفلِ
تُسالمُك الدنيا وتدنو لك المُنى
ويسمو لك الإِسلامُ في كُلِّ مأهلِ
ويرعاكَ ربُّ العرشِ بالحِفظِ إنَّه
ليشكر سَعي النَّاصحِ المُتبتلِ
وخوَّلَكَ اللهُ القَبُولَ مع الرِّضا
وقُرة عينٍ (بالسُّعودِ) و(فيصلِ)
وصانَ لك الأبناءَ طُراً فإِنهم
كواكبُ هذا المَشرقِ المُتهلَلِ
وجازاك عنا بالذي هو أَهلُه
من الخيرِ إذ أصبحتَ أجزلَ مُفضلِ
وهناك بالعيدِ السعيدِ على المَدى
فأنت بهِ (عيدٌ) لكُلِّ مُهللِ
وكافأكَ الحُسنى وزَادك غِبطةً
وباركَ فيما نلتَهُ من تَطولِ
وأبقاكَ حِصناً (للعُروبةِ) شَامخاً
تذودُ عِداها بالحُسام المُنهلِ
وتبني لها من طَودِ عزمِكَ (وحدةً)
تُعيدُ بها (التاريخَ) عذبَ المُقبلِ
نثلتُ فؤادي عن صميمِ عقِيدتي
وتلك لعمري طاقةُ المُتخيِّلِ
أريدُ بها وجْهَ الكَريم لعلني
أُثابُ ولو لم آتِكُمْ بمفصَّلِ
وأختمُ قولي بالصَّلاةِ مُسلماً
على (الصَّادقِ) المَصدوقِ أكرمِ مُرسلِ
وأُتبِعُهُ بالآلِ والصَّحبِ ما دَعا
إِلى اللهِ داعٍ أو هَمى كلُّ مُسبلِ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :374  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 20 من 1070
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ خالد حمـد البسّـام

الكاتب والصحافي والأديب، له أكثر من 20 مؤلفاً.