| جلَّ من سبَّحتْ له الأجرامُ |
| وتجلَّى بفضلِهِ (الإِسلامُ) |
| فاطرُ الأرضِ والسَّماءِ اقتدارا |
| فَاتقُ الرَّتقِ والأديمُ ركامُ |
| باعثُ الرُّوحِ في العَوالمِ من قبـ |
| ـلِ أنْ تُوجدَ الأَرحامُ |
| جامعُ الناسِ باليقينِ إذا ما |
| أزِفَ البعثُ واستحرَّ الزِّحامُ |
| يومَ لا ينفعُ البنونُ ولا ما |
| ٌلٌ ويشتدُّ في الحِسابِ الخِصامُ |
| يومَ تَلقى النفوسُ بين يَديها |
| هَفَواتٍ شُهودُها الأجسامُ |
| يومَ لا سِرَّ كلُّ سِرٍّ وجهرٍ |
| صفحةٌ صُرِّفَتْ بها الأقلامُ |
| يومَ لا نستطيعُ غيرَ اعترافٍ |
| بذنوبٍ كأنَّها الآكامُ |
| يومَ نرجو من الغفورِ امتناناً |
| يمحقُ الخوفَ ضوؤه المعتَامُ |
| يومَ يمضي على الصِّراطِ تُقاةٌ |
| صَدقوا اللهُ طاعةً واستقاموا |
| يتبارونَ للجِنانِ صُفوفاً |
| وتحاياهمُ لديها سَلامُ |
| * * * |
| جلَّ من كمَّلَ (الحَنيفةَ) بالحُجـ |
| ـجِ وفي الحَجِ حِكمةٌ وذِمامُ |
| إنَّما الحجُ (قُربةٌ) و (ائتلافٌ) |
| و(اجتماعٌ) و(عِزةٌ) و(اعْتزامُ) |
| لو وعى المُسلمونَ مَعناه حقاً |
| لا نقضى الخُلفُ واستعزَّ الوِئامُ |
| إنَّ أسرَارَهُ العَظيمةَ دقَّتْ |
| فهي من دونِهَا يضيقُ الكَلامُ |
| هي نورٌ يُضيءُ في كُلِّ صَدرٍ |
| وسرورٌ تحُسُّه الأَفهامُ |
| هي كالوحي يغمُرُ الروحَ قُدساً |
| وجَلالٌ يفيضُه الإِلهامُ . |
| * * * |
| ما وقوفُ العِبادِ في "عَرفاتٍ" |
| وانتباذُ العَراءِ والإِحرامُ |
| ذاكَ ضَعفٌ وذِلّةٌ ودموعٌ |
| تتلاشى بكسبِها الآثامُ |
| كلُّنا نادمٌ على ما تَقضَّى |
| عاومٌ توبةً بها يَلتامُ |
| ما حَسَرنا الرؤوسَ إلا امتثالاً |
| لأداءِ الفروضِ كيما تُقامُ |
| قد شهِدنا بأنَّه (لا شريكٌ |
| لك) يا ربِّ والقلوبُ هِيامُ |
| وشهدنا بأنَّ خيرَ نبي |
| ذلك (المُصطفى) عليه السَّلامُ |
| وأَقَمنا (الصَّلاةَ) في الوَقتِ طَوعاً |
| وهي للدينِ صَولةٌ ودُعامُ |
| وقسمنا (الزكاةَ) بالشرعِ زُلفى |
| و(حَججنَا) وثمَّ قبلُ (الصِّيامُ) |
| و(عبدنَاكَ) (مُخلصينَ لك الدِّ |
| ينَ) وفي الحقِ إِنكَ العَلاَّمُ |
| ذلك المَنُّ يا لَطيفُ قديمٌ |
| ولنا مِنك يُرتجى الإِكرامُ |
| نحن يا واسعَ الجُودِ علماً |
| إن بالشكرِ يَعظُمُ الأنعامُ |
| قد شكرناك جهرةً واحتساباً |
| ودعونَاك والخُطوبُ جِسَامُ |
| فاستحالتْ كأنها غيرَ شيءٍ |
| حين يَذكو شرارُها والضِّرامُ |
| أنت عوَّدتَنا الجميلَ على الرغـ |
| ـمِ مما يَشاؤهُ الإِجرامُ |
| فاقضْ بالنصرِ والهُدى (لِمليكٍ) |
| عزَّ في ذلةِ إِليك المقَامُ |
| وأعِنْهُ على النُّهوضِ بشعبٍ |
| هو للدينِ مأرزٌ وحُسامُ |
| أمَّةُ الخيرِ والفتوحِ أنابتْ |
| فهي باللهِ حِصنُها لا يُرامُ |
| إنّ (عبدَ العزيزِ) شيَّدَ فيها |
| كُلَّ رُكنٍ عليها جَيشٌ لِهامُ |
| (وحدةٌ) بكَّت الإِلهُ عِدَاها |
| بأسودٍ عرينِها الآجامُ |
| وسيوفٍ كأنها خطفُ برقٍ |
| يَصطلي بأسَها البغاةُ الطَّغامُ |
| فهنيئاً لموئلِ الملكِ بالتا |
| جِ أحاطتْ من حولِهِ الأَقوامُ |
| وهنيئاً للمسلمينَ بعيدٍ |
| أنت فيه المظفَّرُ المِقدامُ |
| وهنيئاً بأنَّ أُخراكَ خيرٌ |
| بالذي نالَه بك الإِسلامُ |
| * * * |
| عشتَ يا (سيدَ الجزيرة) طُرّاً |
| مُشرِقَ المجدِ ما استهلَّ الغَمامُ |
| يستبي فضلُكَ الأنامَ ويدنو |
| لك بالعدلِ والصلاحِ الأنامُ |
| ويَلُحْ في سماءِ (آل سُعُودٍ) |
| كلُّ بدرٍ يُرى عليه التمامُ |
| وأقُمْ شاعراً ببابكِ أشدو |
| كُلَّما عادَ بالمسرَّةِ عامُ |
| إن أَقُلْ فيك غيرَ ما هو حقٌ |
| هبَلتني الخُؤولُ والأعمامُ |
| أنا يا مُطلِقَ الأعنَّةِ عبدٌ |
| رددتْ ذِكرَه بك الآطامُ |
| فإذا كنتُ في الثناءِ مُلبثاً |
| فلأني مُحبُّكَ المُستَهامُ |
| ولك اللهُ ناصرٌ وحَفيظٌ |
| أينما رَفرفتْ لك الأَعْلامُ |