شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
إنما الحجُّ قُربةٌ وائتلافُ (1)
جلَّ من سبَّحتْ له الأجرامُ
وتجلَّى بفضلِهِ (الإِسلامُ)
فاطرُ الأرضِ والسَّماءِ اقتدارا
فَاتقُ الرَّتقِ والأديمُ ركامُ
باعثُ الرُّوحِ في العَوالمِ من قبـ
ـلِ أنْ تُوجدَ الأَرحامُ
جامعُ الناسِ باليقينِ إذا ما
أزِفَ البعثُ واستحرَّ الزِّحامُ
يومَ لا ينفعُ البنونُ ولا ما
ٌلٌ ويشتدُّ في الحِسابِ الخِصامُ
يومَ تَلقى النفوسُ بين يَديها
هَفَواتٍ شُهودُها الأجسامُ
يومَ لا سِرَّ كلُّ سِرٍّ وجهرٍ
صفحةٌ صُرِّفَتْ بها الأقلامُ
يومَ لا نستطيعُ غيرَ اعترافٍ
بذنوبٍ كأنَّها الآكامُ
يومَ نرجو من الغفورِ امتناناً
يمحقُ الخوفَ ضوؤه المعتَامُ
يومَ يمضي على الصِّراطِ تُقاةٌ
صَدقوا اللهُ طاعةً واستقاموا
يتبارونَ للجِنانِ صُفوفاً
وتحاياهمُ لديها سَلامُ
* * *
جلَّ من كمَّلَ (الحَنيفةَ) بالحُجـ
ـجِ وفي الحَجِ حِكمةٌ وذِمامُ
إنَّما الحجُ (قُربةٌ) و (ائتلافٌ)
و(اجتماعٌ) و(عِزةٌ) و(اعْتزامُ)
لو وعى المُسلمونَ مَعناه حقاً
لا نقضى الخُلفُ واستعزَّ الوِئامُ
إنَّ أسرَارَهُ العَظيمةَ دقَّتْ
فهي من دونِهَا يضيقُ الكَلامُ
هي نورٌ يُضيءُ في كُلِّ صَدرٍ
وسرورٌ تحُسُّه الأَفهامُ
هي كالوحي يغمُرُ الروحَ قُدساً
وجَلالٌ يفيضُه الإِلهامُ .
* * *
ما وقوفُ العِبادِ في "عَرفاتٍ"
وانتباذُ العَراءِ والإِحرامُ
ذاكَ ضَعفٌ وذِلّةٌ ودموعٌ
تتلاشى بكسبِها الآثامُ
كلُّنا نادمٌ على ما تَقضَّى
عاومٌ توبةً بها يَلتامُ
ما حَسَرنا الرؤوسَ إلا امتثالاً
لأداءِ الفروضِ كيما تُقامُ
قد شهِدنا بأنَّه (لا شريكٌ
لك) يا ربِّ والقلوبُ هِيامُ
وشهدنا بأنَّ خيرَ نبي
ذلك (المُصطفى) عليه السَّلامُ
وأَقَمنا (الصَّلاةَ) في الوَقتِ طَوعاً
وهي للدينِ صَولةٌ ودُعامُ
وقسمنا (الزكاةَ) بالشرعِ زُلفى
و(حَججنَا) وثمَّ قبلُ (الصِّيامُ)
و(عبدنَاكَ) (مُخلصينَ لك الدِّ
ينَ) وفي الحقِ إِنكَ العَلاَّمُ
ذلك المَنُّ يا لَطيفُ قديمٌ
ولنا مِنك يُرتجى الإِكرامُ
نحن يا واسعَ الجُودِ علماً
إن بالشكرِ يَعظُمُ الأنعامُ
قد شكرناك جهرةً واحتساباً
ودعونَاك والخُطوبُ جِسَامُ
فاستحالتْ كأنها غيرَ شيءٍ
حين يَذكو شرارُها والضِّرامُ
أنت عوَّدتَنا الجميلَ على الرغـ
ـمِ مما يَشاؤهُ الإِجرامُ
فاقضْ بالنصرِ والهُدى (لِمليكٍ)
عزَّ في ذلةِ إِليك المقَامُ
وأعِنْهُ على النُّهوضِ بشعبٍ
هو للدينِ مأرزٌ وحُسامُ
أمَّةُ الخيرِ والفتوحِ أنابتْ
فهي باللهِ حِصنُها لا يُرامُ
إنّ (عبدَ العزيزِ) شيَّدَ فيها
كُلَّ رُكنٍ عليها جَيشٌ لِهامُ
(وحدةٌ) بكَّت الإِلهُ عِدَاها
بأسودٍ عرينِها الآجامُ
وسيوفٍ كأنها خطفُ برقٍ
يَصطلي بأسَها البغاةُ الطَّغامُ
فهنيئاً لموئلِ الملكِ بالتا
جِ أحاطتْ من حولِهِ الأَقوامُ
وهنيئاً للمسلمينَ بعيدٍ
أنت فيه المظفَّرُ المِقدامُ
وهنيئاً بأنَّ أُخراكَ خيرٌ
بالذي نالَه بك الإِسلامُ
* * *
عشتَ يا (سيدَ الجزيرة) طُرّاً
مُشرِقَ المجدِ ما استهلَّ الغَمامُ
يستبي فضلُكَ الأنامَ ويدنو
لك بالعدلِ والصلاحِ الأنامُ
ويَلُحْ في سماءِ (آل سُعُودٍ)
كلُّ بدرٍ يُرى عليه التمامُ
وأقُمْ شاعراً ببابكِ أشدو
كُلَّما عادَ بالمسرَّةِ عامُ
إن أَقُلْ فيك غيرَ ما هو حقٌ
هبَلتني الخُؤولُ والأعمامُ
أنا يا مُطلِقَ الأعنَّةِ عبدٌ
رددتْ ذِكرَه بك الآطامُ
فإذا كنتُ في الثناءِ مُلبثاً
فلأني مُحبُّكَ المُستَهامُ
ولك اللهُ ناصرٌ وحَفيظٌ
أينما رَفرفتْ لك الأَعْلامُ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :384  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 17 من 1070
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الدكتور واسيني الأعرج

الروائي الجزائري الفرنسي المعروف الذي يعمل حالياً أستاذ كرسي في جامعة الجزائر المركزية وجامعة السوربون في باريس، له 21 رواية، قادماً خصيصاً من باريس للاثنينية.