| إِذا المَلِكُ المحبوبُ أشرقَ نائِبُهْ |
| فما (العيدُ) إِلا نَصرُه وكَتائبُهْ |
| ولا (الحُللُ الخضراءُ) إلا لواؤهُ |
| إِذا رفعتْهُ للسَّماءِ قواضِبُهْ |
| ولا (الشعبُ) معتزاً بغيرِ كُماتِهِ |
| تهادى بهمْ يومَ اللِّقاءِ شوازِبُهْ |
| وما الدِّينُ فيما جاءَنا عَنْ مُحمدٍ |
| سِوى ظَفرِ الإِسلام فيمن يُحارِبُهْ |
| ولا الكوثرُ الفياض ينهلُ صفوَةُ |
| أخو حَيرةٍ ضاقتْ عليه مَذاهبُهْ |
| ولا (المَجدُ) إلا ما تقومُ على القَنا |
| (دعائِمُهُ الكُبرى) ويُرهَبُ جَانِبُهْ |
| كذلك مَولاي (المَليكُ) وقومُه |
| تَذَلُّ له دونَ (الجِهادِ) مَصَاعِبُهْ |
| * * * |
| لحى اللهُ من يشقى لِيسعَدَ غيرُه |
| ومن غرَّرته بالخِداعِ كَواذِبُهْ |
| ومن راحَ مأخوذاً بقولِ مُبيرهِ |
| ولم تُغنِه قبلَ اللِّقاءِ تجارِبُهْ |
| ومن شذَّ عن رُوحِ (الجماعةِ) وابتغى |
| مباءَة ذُلِّ تصطليهِ عواقِبُهْ |
| كصاحبِ (شارٍ) إذ تمزَّقَ شملُه |
| فما هو إِلاَّ أَنْ بكتْهُ نوادبُهْ |
| وذي أشرٍ دبَّتْ عقاربُ ضَغنِهِ |
| فباتَ شَريداً والسيوفُ تُطالِبُهْ |
| كدأب (أبي المنصورِ)
(2)
إِن هي أصلتتْ |
| فلا (أمنَ) إلاَّ أن تَتِمَ رَغائِبُهْ |
| تحاماهُ من بالأَمسِ كانوا عِمادَهُ |
| وأسلَمَهُ للمُرهَفاتِ تُجاذِبُهْ |
| عسيرٌ عليه أن يَظَلَّ مُطرَّداً |
| وقد (يسَّرتْهُ) للشَّقاءِ مَشاغِبُهْ |
| فما هو إلاَّ مِثلَ طَرفةِ حَاجبٍ |
| وكالبرقِ حتى أوبَقتْهُ أرانِبُهْ |
| وصاحتْ به الآسادُ من كُلِّ مِربضٍ |
| هَلُمَّ فولى والعَويلُ مُصاحِبُهْ |
| تُطالعُه الأَرصادُ من كُلِّ جَانبٍ |
| وكلُ أبيٍّ في (الإِلهِ) مُغاضِبُهْ |
| أحاطَ بِهِ جِنٌ كعنترَ بأسُهُم |
| تَزلزلُ منهم بالطِّرادِ أخاشِبُهْ |
| ومن دونِهمْ جيشٌ لِهامٌ عَرَمْرَمٌ |
| تُكَسِّرُ إِشعاعَ الشموسِ عَصائِبُهْ |
| كأني به في قبضةِ العَدلِ ماثِلاً |
| تُبكِّتُهُ عُقبى النكالِ عَوازِبُهْ |
| أغرّك من عبدِ العزيزِ حُنُوَّهُ |
| عليك ولمَّا تفترسْكَ مَخالِبُهْ |
| تولاَّكَ بالإِحسانِ حتى جَحِدْتَهُ |
| وكلُّ امرئٍ يُجزي بماهو كَاسِبُهْ |
| وقد كان أحرى أنْ يفي بِعُهودِهِ |
| ولكن خَزيَ اللهُ بالحِنتِ غالِبُهْ |
| ولو كان ذا رأيٍ صريحٍ مُوفقٍ |
| لجرَّدَ من أخلاقِهِ من يُحاسِبُهْ |
| وهيهاتَ هيهاتَ النَّجَاءُ لِغادرٍ |
| تُناجِزُهُ بِيضُ الظُّبا وتُعاتبُهْ |
| فإِن عاشَ كان الموتُ غَايةَ هَمِّهِ |
| وإِن ماتَ عاشتْ في الأنامِ مَثالِبُهْ |
| وأمَّا الأُلى قَادوا الجَهولَ لِحَتفِهِ |
| فأهونْ بِهم قد أهرقَ الدَّرَ حَالِبُهْ |
| فهل بعدَ أحداثِ الشِمالِ وبَعدَمَا |
| تردّتْ بمخلافِ الجنوبِ جَنادِبُهْ |
| تكفُّ غرابينُ الشِّقاقِ نعيقَها |
| ويُخرِسُها لونُ النجيعِ تُداعِبُهْ |
| وأعجبُ شيءٍ خيرُنا بشرورِهِمْ |
| وذلك حكمُ اللهِ فيمن يُغالِبُهْ |
| هُمْ استمرأوا كيدَ الجزيرة والتَوتْ |
| مَقاصِدُهُمْ واستوخَمَ البغيُ شارِبُهْ |
| (فراحوا فريقٌ في الأَسارِ ومِثلُه |
| قتيلٌ ومثلٌ لاذَ بالبَحرِ هَارِبُهْ) |
| ونحن وقد بَاتوا حَصَادَ فَسادِهم |
| بنينا لنا مَجداً تَموجُ مَواكِبُهْ |
| وتمتْ لنا بعدَ (المَلاحِم) وحدةٌ |
| يَهيبُ بها (الإِيمانُ) وهي تُجاوِبُهْ |
| فذلك للتوحيدِ أكبرُ غبطةٍ |
| ولا حولَ إلا بالذي هو وَاهِبُهْ |
| ليهنِكَ يا مولاي ذا النصرُ عَالياً |
| وسعـدُ (سعودٍ) تَستَهِـلُّ سَحائِبُـهْ |
| وللخُلدِ ما يبني من المَجدِ (عَاهلٌ) |
| نمتْهُ إِلى خيرِ الجدودِ مَناسِبُهُ |
| وللهِ ما قدَّمتَ من قُرَبِ التُّقى |
| بِصومِكِ (والرَّحمنُ) لا شكَ كاتِبُهْ |
| ولا زالَ (مَولانا المليكُ) مؤيداً |
| بَعِيدٍ مَناطِ الفخرِ تَعلو كَواكِبُهْ |
| تُظلِّلُهُ (الأَملاكُ) في كُلِّ مَوقفٍ |
| وتنقضُّ في عَينِ الحَسودِ حَواصِبُهْ |
| وعادَ به (الإِسلامُ) رَغمَ ذوي الهَوى |
| مَشارقُهُ مَزهوةٌ ومَغارِبُهْ |
| ومن كانَ للهِ العظيمِ جِهادُهُ |
| فلا بدعَ إِن فاضتْ عليه مَواهبُهْ |