| سراةَ الحجِ بُلِّغتُمْ ثَوابا |
| وأُسعدتُم - كما شِئتمْ - مآبا |
| وحيَّا الله كلّ صفيِّ قلبٍ |
| تمسَّكَ (بالشريعةِ) واستجابا |
| سواءٌ في (التَّحيّةِ) ذو نجودٍ |
| وذو تِهم ومن خَاضَ العُبابا |
| * * * |
| نحيِّيكمْ - على مَلأٍ - ونرجو |
| من اللهِ الهِدايةَ والصَّوابا |
| فأهلا (بالوُفودِ) إذا استهلتْ |
| ويومَ تفيضُ شِيباً أو شَبابا |
| ومرحى (بالفريضةِ) حين حُقَّتْ |
| وكانت (جمعةَ) الأجرينِ قابَا |
| * * * |
| أحقاً ما أُشْهَّدُ أمْ خيالاًُ |
| تمثَّلَ بين أظهُرِنا عُجابا |
| أفي (أمِّ القُرى) قد عادَ عهدٌ |
| به (الفاروقُ) يلتئمُ الصحابا |
| كذلك قد رأيتُ ولستُ أخشى |
| على ما قلتُ في الأُخرى حِسَابا |
| وكيف أخافُ والنَّجوى بقلبي |
| كما أعلنتُ بِشراً واحتسابا |
| سأجهرُ (بالحقيقةِ) غيرَ وانٍ |
| وأحسرُ عن محاسِنِها النِّقابا |
| وابتعثُ (الحَميَّةَ) في صُدورٍ |
| ستثلجُ بعدَ أن رِيعتِ كِذَابا |
| * * * |
| أشاعَ (المُرجِفُونَ) بكلِّ قُطرٍ |
| شوائعَ تملأُ الدنيا اكتِئابا |
| وظلّوا ينشرونَ السُّوءَ عنَّا |
| وما ندري لنا ذنباً مُعَابا |
| سِوى أنَّا على التَّقوى أقَمنا |
| صُروحَ الدّينِ واجتَزنَا الصِّعابا |
| * * * |
| أمن (بيضاءَ) مثلَ الشّمسِ ترنو |
| أطَعنا في مَحجَّتِها (الكِتَابا) |
| تميدُ بهم رواسي الأرْضِ حتّى |
| تكادُ لِوزْرِهِم تَغدو ضَبَابا |
| وذلك كلُّ ما استطاعُوه طعناً |
| وقَذفاً (بالجَّهالةِ) أو سَبابا |
| إذن فالفخرُ ماهُمْ قد أَشاعوا |
| وإن هُمْ لَبَّسوا (الحقَّ) اضطِرابا |
| * * * |
| وقالوا في (الحِجازِ) الجُوعُ عاتٍ |
| ذريعةَ أن نَملَّ وأنْ نُصابا |
| وما في (الجُوعِ) من عَارٍ |
| إذا ما أطَعنا اللهَ وازدَدنا اقترابا |
| مَزَاعِمُ كُلُّهَا إفكٌ ومَيْنٌ |
| ولكن فألَهم في (الصَّدِّ) خَابَا |
| وكلُّ جهودِهِمْ ضاعتْ هَبَاءً |
| وجاحدُهُمْ بِضوءِ الخُبر ذابا |
| متى (أمثالُكم) يرضَونَ عنّا |
| ويَرضى (اللهُ) فليبقوا غِضابا |
| ستأخُذُهُمْ (مَلامَةُ) كلِّ حيٍّ |
| تأثَّرَ بالحقائقِ واستنابا |
| (وليس بعامرٍ بُنيانُ قومٍ |
| إِذا أخلاقُهم كانت خَرابا) |
| ألا يا قومُ إنّا ما فَتِئنا |
| لمن يَرعى (معاهدَنا) عِذابا |
| نُضحِّي في (سبيلِ اللهِ) عَنكم |
| وندفعُ عَنْ (مصالحِكم) ذِئابا |
| نُذكِّرُكُم وفي (الذكرى) انتفاعٌ |
| بحقٍّ يصدعُ الصُّمَّ الصِّلابا |
| وقولٍ من صميمِ القلبِ فصلٍ |
| تطامنَ (بالمودَّة) وستطابا |
| حللتُمْ في مغانينا (سُرورا) |
| ونلتُمْ من أمانيكم رِغابا |
| (بأمنٍ) لا نظيرَ لهُ بأرضٍ |
| (وعدلٍ) يُوسِعُ الجَاني عِقَابا |
| ولم يُنشرْ لواءُ "الأمنِ" عفواً |
| ولكن بعدَ "تزجيةٍ" غِلابا |
| وبعدَ السيف يستبقُ الخطايا |
| على رغمٍ ويرتجلِ الخطابا |
| وكان الجمعُ قبلَ اليومِ يُخشى |
| من الفردِ المناهل والبيابا |
| فأمسى (الفرد) تخشاه جموع |
| أسنَّتُها السَّحابا |
| مَخَافةَ أن يُرَاعَ بغيرِ قصدٍ |
| فيُبلونَ المذلَّةَ والتَّبابا |
| فهل حُدَّثْتُمُوا بالصِّدقِ عَمّا |
| رأيتمْ أم أحالُوه ارتيابا |
| ألا يا معشرَ (التوحيدِ) هَبَّتْ |
| رياحُ (السَّعْدِ) يُمناً واجتذابا |
| ألا فليُبلغِ الداني قَصياً |
| ويعلِنَ حَاضرُ (الحشدَ) الغيابا |
| بأنَّا (إخوةٌ) في الدِّينِ طُرَّا |
| وحسبُ المؤمنِ (الدين) انتسابا |
| وأَنَّا مأرزُ (الإِسلامِ) قَدِما |
| وحين يُسامُ في الأرضِ اغترابا |
| وأَنَّا للحجيج الدّهرَ (أهلٌ) |
| وبين قُلوبِنا يَلقى (رِحَابا) |
| نُفادِي دُونَه قولاً وفعلاً |
| ولا نألوا (لراحتِهِ) اجتلابا |
| وعَوّدَنَا (أبو الأَشبالِ) فضلاً |
| يُطوِّقُ من أياديهِ الرِّقابا |
| (وما أنا في الثناءِ عليه إِلاَّ |
| كمن أهدى إِلى صُبحٍ شِهابا) |
| ومن آياتِهِ أنا اجتمعنا |
| لنفتحَ بيننا في الحُبِّ بابا |
| فألقى من لآلِئِهِ الغَوالي |
| فرائدَ في مَعانيها خِلابا |
| ولا واللهِ لا يبغي (شُكوراً) |
| ولا في النُّصح يرغبُ أن يُحَابى |
| وقد مَلَك العُلى أصلاً وفرعاً |
| وأحرَزَهَا تُراثاً واكتسابا |
| فلا زالتْ مطالِعُه سُعوداً |
| ولا بَرِحتْ بوارقُه قِضابا |