شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
 
ومن آياتِهِ أَنَّا اجتمعْنا (1)
سراةَ الحجِ بُلِّغتُمْ ثَوابا
وأُسعدتُم - كما شِئتمْ - مآبا
وحيَّا الله كلّ صفيِّ قلبٍ
تمسَّكَ (بالشريعةِ) واستجابا
سواءٌ في (التَّحيّةِ) ذو نجودٍ
وذو تِهم ومن خَاضَ العُبابا
* * *
نحيِّيكمْ - على مَلأٍ - ونرجو
من اللهِ الهِدايةَ والصَّوابا
فأهلا (بالوُفودِ) إذا استهلتْ
ويومَ تفيضُ شِيباً أو شَبابا
ومرحى (بالفريضةِ) حين حُقَّتْ
وكانت (جمعةَ) الأجرينِ قابَا
* * *
أحقاً ما أُشْهَّدُ أمْ خيالاًُ
تمثَّلَ بين أظهُرِنا عُجابا
أفي (أمِّ القُرى) قد عادَ عهدٌ
به (الفاروقُ) يلتئمُ الصحابا
كذلك قد رأيتُ ولستُ أخشى
على ما قلتُ في الأُخرى حِسَابا
وكيف أخافُ والنَّجوى بقلبي
كما أعلنتُ بِشراً واحتسابا
سأجهرُ (بالحقيقةِ) غيرَ وانٍ
وأحسرُ عن محاسِنِها النِّقابا
وابتعثُ (الحَميَّةَ) في صُدورٍ
ستثلجُ بعدَ أن رِيعتِ كِذَابا
* * *
أشاعَ (المُرجِفُونَ) بكلِّ قُطرٍ
شوائعَ تملأُ الدنيا اكتِئابا
وظلّوا ينشرونَ السُّوءَ عنَّا
وما ندري لنا ذنباً مُعَابا
سِوى أنَّا على التَّقوى أقَمنا
صُروحَ الدّينِ واجتَزنَا الصِّعابا
* * *
أمن (بيضاءَ) مثلَ الشّمسِ ترنو
أطَعنا في مَحجَّتِها (الكِتَابا)
تميدُ بهم رواسي الأرْضِ حتّى
تكادُ لِوزْرِهِم تَغدو ضَبَابا
وذلك كلُّ ما استطاعُوه طعناً
وقَذفاً (بالجَّهالةِ) أو سَبابا
إذن فالفخرُ ماهُمْ قد أَشاعوا
وإن هُمْ لَبَّسوا (الحقَّ) اضطِرابا
* * *
وقالوا في (الحِجازِ) الجُوعُ عاتٍ
ذريعةَ أن نَملَّ وأنْ نُصابا
وما في (الجُوعِ) من عَارٍ
إذا ما أطَعنا اللهَ وازدَدنا اقترابا
مَزَاعِمُ كُلُّهَا إفكٌ ومَيْنٌ
ولكن فألَهم في (الصَّدِّ) خَابَا
وكلُّ جهودِهِمْ ضاعتْ هَبَاءً
وجاحدُهُمْ بِضوءِ الخُبر ذابا
متى (أمثالُكم) يرضَونَ عنّا
ويَرضى (اللهُ) فليبقوا غِضابا
ستأخُذُهُمْ (مَلامَةُ) كلِّ حيٍّ
تأثَّرَ بالحقائقِ واستنابا
(وليس بعامرٍ بُنيانُ قومٍ
إِذا أخلاقُهم كانت خَرابا)
ألا يا قومُ إنّا ما فَتِئنا
لمن يَرعى (معاهدَنا) عِذابا
نُضحِّي في (سبيلِ اللهِ) عَنكم
وندفعُ عَنْ (مصالحِكم) ذِئابا
نُذكِّرُكُم وفي (الذكرى) انتفاعٌ
بحقٍّ يصدعُ الصُّمَّ الصِّلابا
وقولٍ من صميمِ القلبِ فصلٍ
تطامنَ (بالمودَّة) وستطابا
حللتُمْ في مغانينا (سُرورا)
ونلتُمْ من أمانيكم رِغابا
(بأمنٍ) لا نظيرَ لهُ بأرضٍ
(وعدلٍ) يُوسِعُ الجَاني عِقَابا
ولم يُنشرْ لواءُ "الأمنِ" عفواً
ولكن بعدَ "تزجيةٍ" غِلابا
وبعدَ السيف يستبقُ الخطايا
على رغمٍ ويرتجلِ الخطابا
وكان الجمعُ قبلَ اليومِ يُخشى
من الفردِ المناهل والبيابا
فأمسى (الفرد) تخشاه جموع
أسنَّتُها السَّحابا
مَخَافةَ أن يُرَاعَ بغيرِ قصدٍ
فيُبلونَ المذلَّةَ والتَّبابا
فهل حُدَّثْتُمُوا بالصِّدقِ عَمّا
رأيتمْ أم أحالُوه ارتيابا
ألا يا معشرَ (التوحيدِ) هَبَّتْ
رياحُ (السَّعْدِ) يُمناً واجتذابا
ألا فليُبلغِ الداني قَصياً
ويعلِنَ حَاضرُ (الحشدَ) الغيابا
بأنَّا (إخوةٌ) في الدِّينِ طُرَّا
وحسبُ المؤمنِ (الدين) انتسابا
وأَنَّا مأرزُ (الإِسلامِ) قَدِما
وحين يُسامُ في الأرضِ اغترابا
وأَنَّا للحجيج الدّهرَ (أهلٌ)
وبين قُلوبِنا يَلقى (رِحَابا)
نُفادِي دُونَه قولاً وفعلاً
ولا نألوا (لراحتِهِ) اجتلابا
وعَوّدَنَا (أبو الأَشبالِ) فضلاً
يُطوِّقُ من أياديهِ الرِّقابا
(وما أنا في الثناءِ عليه إِلاَّ
كمن أهدى إِلى صُبحٍ شِهابا)
ومن آياتِهِ أنا اجتمعنا
لنفتحَ بيننا في الحُبِّ بابا
فألقى من لآلِئِهِ الغَوالي
فرائدَ في مَعانيها خِلابا
ولا واللهِ لا يبغي (شُكوراً)
ولا في النُّصح يرغبُ أن يُحَابى
وقد مَلَك العُلى أصلاً وفرعاً
وأحرَزَهَا تُراثاً واكتسابا
فلا زالتْ مطالِعُه سُعوداً
ولا بَرِحتْ بوارقُه قِضابا
 
طباعة

تعليق

 القراءات :426  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 15 من 1070
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ الدكتور عبد الله بن أحمد الفيفي

الشاعر والأديب والناقد, عضو مجلس الشورى، الأستاذ بجامعة الملك سعود، له أكثر من 14 مؤلفاً في الشعر والنقد والأدب.