| صبَّحتْكَ المُزنُ يا (ربَّ العَلَمْ) |
| وفَخَارَ العُربِ ما بينَ الأُممْ |
| ومُقِيلَ الشَّعبِ من عَثَرتِهِ |
| ومُدِيلَ الحقِّ من جُورِ الظُّلَمْ |
| شِرعةُ الدِّينِ مِجنٌّ والتُّقى |
| لك عِزٌّ أَينما كُنتَ جَثَم |
| وبها الأقوامُ ناطتْ أَمرَها |
| فيك لما عَضَّها نَابُ النِقمْ |
| جشَّمتْك (العِبء) مُنفضَّ العُرى |
| حالِكَ الجِلبابُ مُنقضَّ الدِّعَمْ |
| يومَ لا زَاجرُ عن غيٍّ ولا |
| ناصرٌ في اللهِ إلا مَن عَصمْ |
| فَأَلَفْتَ السُّهدَ في جُنحِ الدُّجى |
| وقَذفتَ الرُّعبَ في قلبِ الأجمْ |
| (ومَع الصبرِ بلوغٌ للمُنَى |
| ومَع النَّفعِ شَكاةٌ وألمْ) |
| * * * |
| (ونفودٌ) ضلَّتِ الريحُ بها |
| ونجودٌ دونَها الرعدُ اهتزمْ |
| أعيتِ (الباشقَ) أن يَرقى لها |
| وتعاصتْ أن توافيها قَدمْ |
| جاسَها (الجيشُ) كأسرابٍ القَطا |
| وامتطى منها هِضاباً كالهرمْ |
| وفِرندُ النصرِ وضاحُ المنا |
| مشرقُ الغُرةِ مرهوبُ الخَذمْ |
| جَرَّدَ الأجسامَ من هاماتِها |
| حين لا تنفعُها عُقبى النَّدمْ |
| وكذاك الشَّرُّ أنْ ضَاقَ به |
| صادقُ اليقظةِ بالشَّرِّ انحسمْ |
| لم تدعْ فيها لغاوٍ مَلجأً |
| وتخطيتَ فشارفتَ (الخِضَمْ) |
| * * * |
| لا بحولٍ منك إلاَّ (طاعةٌ) |
| خوَّلْتك (التَّاجَ) في ظِلّ (الحَرمْ) |
| * * * |
| وَعَرى (الغربَ) اندهاشٌ عجباً |
| يومَ (عُروٍ) من تعاويذٍ (الحكمْ) |
| ضربوها مثلاً من (شَرقِنا) |
| وقديماً كان ينبوعَ الحِكمْ |
| حَسبتْها صُحُفُ الخلقِ (رقىً) |
| وهي في الحقِّ ائتلافٌ وشَمَمْ |
| وتمنَّوا لو أفادتْ عِظة |
| في البرايا عندَ هولِ المختصمْ |
| * * * |
| ودَجى اللّيلُ على مستأكلٍ |
| من حميمِ الحقدِ يرمي بالحممْ |
| ودَّ لو هبتْ أعاصيرُ الوغى |
| وتلظتْ بشبابٍ وهرمْ |
| ولا لشيءٍ غيرَ حُلمٍ كاذبٍ |
| وأمانٍ كقُراضاتِ الجلمْ |
| وأبى (الرَّحمنُ) إلاَّ ما قَضى |
| من (سلامٍ) شَدَّ أكتافَ الزِّيمْ |
| * * * |
| يا أبا (الأشبالِ) حيّرتَ النُّهى |
| واقتسرتَ (المجدَ) طوعاً ورغمْ |
| ضاءتِ الدُّنيا بما منك مضى |
| وبما يأتي وقد جَفَّ القلمْ |
| واحتسبتَ السّعيَ (للهِ) الذي |
| بك أحيا (أُمّةً) بعدَ العَدمْ |
| ولإِن يَهدي بك اللهُ أخاً |
| لك خيرٌ من قناعيسِ النَّعمْ |
| ولقد وُفقتَ فيما رُمتَه |
| من زوالِ الجهلِ أو شكرِ النِّعمْ |
| فاستدمتَ الأمنَ ضافٍ بردُه |
| بانتهاجِ العَدل حثحاتِ الدِّيمْ |
| * * * |
| آيةٌ كالصُّبحِ في إِشراقِهَا |
| أنَّ وعدَ اللهِ حقٌ لا جَرَمْ |
| مرحباً بالنورِ يجلو غيهباً |
| خالَه المُدنفُ من شوكِ السلمْ |
| وبمن لولاهُ كادتْ أمةٌ |
| تتردى في مَهاوٍ وقُحمْ |
| (صاحبِ التاجينِ) فياضِ الندى |
| وأبى (الفيصلَ) حامي الملتزمْ |
| (ناصرِ السُّنَّةِ) من قامَتْ به |
| (حُجَّةُ التوحيدِ) في عصرِ الصممْ |
| لم أغالِ فقريضي دونَ ما |
| أوجَبَتْه لك قَعساءُ الهِممْ |
| * * * |
| مرحباً تعدادَ (أقوامي) ومن |
| طافَ بالبيتِ ولبى واستَلمْ |
| مرحباً من كلِّ قلبٍ نابضٍ |
| وثناءً عاطراً من كُل فَمْ |
| وصلاةُ اللهِ تُغشى (المُصطفى) |
| ما أضاءَ البدرُ أو هبَّ النسمْ |