ولى (الصِّيامُ) وعاودَ (الإِفطارُ) |
وعلى القلوبِ من الرَّجاءِ إِطارُ |
ودوتْ (مآذنُ مكة) وقِلاعُها |
بحلولِ (يومِ العيدِ) وهو يَسارُ |
وحنا (الغنيُّ) على (الفقيرِ) فأصبحا |
في (غِبطةٍ) والمسلمونَ خِيارُ |
* * * |
ولقد لَمستُ الفجرَ بين صفوفِهم |
معنى الإِخاءِ يحُوطُه الإِيثارُ |
وشهدتُ كيف (المؤمنونُ) تناصحوا |
بالأمسِ حتى استيأسَ الكُفَّارُ |
وعلمتُ سرَّ النصرِ يومَ استمسكوا |
بخَلاقِهم واستخذتِ الأمصارُ |
فالدِّينُ (توحيدُ الإِلهِ وطاعةٌ |
وتعاضدٌ وتآزرٌ وبَدارُ |
هو (نعمةُ الأكوانِ) منذ تسطَّحتْ |
لولاه هَدَّ كِيانَها الأشرارُ |
قادَ (الخليقةَ) رغمَ أنفِ مُيولها |
نحو (الصلاحِ) وشأنها الأوزارُ |
ومشى الهُداةُ بها إِلى أفيائِهِ |
فدَنا القصيُّ وطأطأَ الجبَّارُ |
* * * |
فَسلِ (الخلائفَ) عن مَناطِ فُتوحِهِمْ |
في (الغابرينَ) تهولُك الآثارُ |
في (الصينِ) من أنبائهم مُستودَعٌ |
وعلى (اللُّوار) من القِتامِ قرارُ |
لَهْفي عليهم يومَ كانت خيلُهم |
تجري على صَهواتِها الأَقدارُ |
* * * |
ما ذاك إلا (بالشريعةِ) والتُّقى |
العدلِ أُسٌّ والكتابِ مَنارُ |
وبعكسِ ذلك كان ما هو حَسرة |
من (مُفرطٍ) ومفرِّطٍ وتبارُ |
* * * |
ولئن نطقتُ ففي الحوادثِ حُجةٌ |
ما احتاجَ يوماً للدليلِ نهارُ |
إِنَّ السَّعادةَ في اليقينِ ولن تَرى |
صَفوَ الحياةِ يذُوقُهُ الفُجَّارُ |
* * * |
ما العيدُ خَزٌّ في النواظرِ مُعجِبٌ |
أو زينةٌ وتكاثرٌ وفَخَارُ |
العيدُ جَبرُ المكْلمينَ وقُربةٌ |
في المُترَبينَ ووصلةٌ وشِعارُ |
والعيدُ إيتاءُ الفقيرِ زكاتَه |
والبذلُ حيث تغلغلَ الإِعسارُ |
والعيدُ شكرُ اللهِ عن آلائهِ |
شكراً تموجُ بهديِهِ الأَسرارُ |
والعيدُ غبطةُ من أقامَ فُروضَهُ |
ونهي هَواه ودأبُه استغفارُ |
فبتلك يَجزي اللهُ خيرَ عِبادِهِ |
"جناتِ عدنٍ تحتَها الأَنهارُ" |
* * * |
إنّ البسيطةَ حيثُ تُشرقُ شمسُها |
قد مسَّهَا في عامِها الإقتارُ |
وتقلَّبتْ فوق القَتادِ جُنُوبُها |
وهوتْ بها الأَزَماتُ والأَخطارُ |
وتضوَّعتْ جوعاً وباتَ شُعوبُها |
قِسمٌ يئنُّ وآخرٌ فَوّارُ |
لا فرقَ بين مُموِّلٍ ومُعَطَلٍ |
كلٌّ عليه من البلاءِ دُثارُ |
أما الحجازُ فلن يخافَ خَصاصَةً |
العيشُ كَفوٌ والأَديمُ حَرارُ
(2)
|
وعدٌ من (اللهِ الكريمِ) مُصَدَّقٌ |
بالأمنِ تُجبى حولَه الأَثمارُ |
ما رَاعَه خوفٌ وكُلُّ مدينةٍ |
في الأرضِ يَعصِفُ فوقَها الإِعصارُ |
فمن الجنوبِ إِلى الشَّمالِ مفاوزٌ |
يمضي إِليها التجرُ وهو نُضارُ |
ما ابن يُرامُ ولو بهجسةِ خاطرٍ |
الويلُ ثمةَ والقنَا الخطَّارُ |
"وهي الحياةُ فعفةٌ أو فتنةٌ |
ثم المماتُ فجنةٌ أو نَارُ" |
عهدٌ أصابَ المجرمينَ ببطشِهِ |
واستبشرَ (الحُجَاجُ) و (الزوارُ) |
وأعادَ عصرَ (الرَّاشدين) تَدَيُّناً |
وهفتْ إِليه ربيعةٌ ونزارُ |
فلقد حَماها واستطارَ نسورَهَا |
(عبدُ العزيزِ) الفيصلُ البتارُ . |
(صقرُ الجزيرة) والعروبةِ والعُلى |
وضياؤهَا مُذْ زاغتِ الأبصَارُ |
ما هَمُّهُ الدُّنيا ولكنْ أمةً |
عبثتْ بها الأهواءُ والآصَارُ |
دكَّ المناكِرَ بالمنابِرِ والظُّبا |
واشتدَّ حتى استيقظَ الأَغرارُ |
فأَدِمْ عليه فَضلَ جُودِكَ سَرمداً |
يَا من إِليه تهافتَ الأَبرارُ |
واحفظْهُ من كيدِ العُداةِ وآلَهُ |
ما غردتْ في أيكِهَا الأطيارُ |