| تاريخُ عهدِكَ بالأنوارِ مسطورُ |
| "وحَجُّكَ" المُبتَغى للهِ مَبرورُ |
| أقَمتَ فيه هُدَى المُختارِ من مُضرٍ |
| يا مَوئلَ الدِينِ سعيٌّ منك مَشكورُ |
| فكلُّ عَينٍ إِليك اليومَ شاخصةً |
| قد أُعلنَ الودُ من أحدَاقِها النُّورُ |
| إنَّ القُلوبَ لو استكشفتَها لَبَدَتْ |
| كَصَفحةِ البَدرِ فيها الحبُّ مَنصورُ |
| لا يرجِعُ الطَّرفُ عن رُؤياك ذو مَقَةٍ |
| أباحَكَ النفسَ إلا وهو مَقرورُ |
| قد شاهدَ الناسُ فيك العَدلَ وانصرفوا |
| يَروونَه عنك حتى يُنفَخُ الصُّورُ |
| وأبصرُوكَ على الإِيمانِ مُحتجزاً |
| وكلَّ ما رامَه الحُجَّاجُ موفورُ |
| أَمنٌ مَكِينٌ وظلٌ وارفٌ وقِرًى |
| والماء بين الفَيافي الشُّسع مَغمورُ |
| أعددتَ كلَّ الذي يغدو الحَجيجُ به |
| مُرفَّهاً لا يضره فيه تَكديرُ |
| وحِطَّهُمْ مُشفقاً تُعنى براحتِهِمْ |
| كأنما الفردُ فيهم منك مَنصورُ |
| قد أكبرَ القومُ فيك الفضلَ مُذْ نظروا |
| إليك لا تَنْتَحي عنك المَقَطِيرُ |
| تسعى على الأرضِ بين الحشد مُزدلفاً |
| مع الجُّموعِ وهذا الأمرُ مَشهورُ |
| تلك المساواةُ في الإِسلامِ لو عَلِموا |
| فليقتفوكَ وما في ذاك تنكيرُ |
| يا مُغذيَ السيرِ للأَوطانِ في عَجَلٍ |
| حدِّث ربوعَك أَنَّ "الحجَّ" مَيسورُ |
| وأقرِ السَّلام عليهم ثم صَارِحهُمْ |
| بما شهدتَ فما في المُكثِ مَعذورُ |
| وامحُ الذي قامَ في الأذهانِ مِن زَمنٍ |
| عن "الحجازِ" ولا يُغريكَ تَزويرُ |
| وانثلْ كِنانةَ ما عاينتَ مُحتَسِباً |
| فالمرءُ بالصِّدقِ والإِخلاصِ مَأجورُ |
| قُلْ الحقيقةِ وانْشُرْها مُجردةً |
| فحسبُنا هيَ في الآفاقِ تَذكيرُ |
| لعلَّ من باتَ في همٍّ أشاح بهِ |
| عن "الفَريضةِ" يستهويهِ تَبشيرُ |
| وما أرَدْنَا بهذا غيرَ تأديةٍ |
| لواجبِ النُّصْحِ؛ إنَّ الإِفك مَحظورُ |
| وَدُمتَ للعُربِ يا "عبدَ العزيز" فِدىً |
| لك النفوسُ وترعاكَ المَقاديرُ |
| ولا برحتَ على الأَحقابِ في ظَفَرٍ |
| بكلِّ أضحى وقلبُ الخَصْمِ مفطورُ |
| تُتلى عليك التهاني كلَّ شارقةٍ |
| وفي جَوارِكَ بيتُ اللهِ مَعمورُ |