عَلى طَاعةِ (الرَّحمنِ) قدْ قُضيَ الشَّهرُ |
ومن فَضلِهِ حَلَّ الغَداةَ لنا الفِطرُ |
وأصبحَ هذا "العيدُ" يختالُ نشوةً |
فما فيه إلا السَعدُ والوَعدُ والأجرُ |
به افترَّ ثَغرُ الصَّائمينَ وأَشرقتْ |
أسرَّتُهُمْ والقلبُ أفعمَهُ البِشرُ |
وفيه ثَوى الإقتارُ في جوفِ لحدِهِ |
وعمَّ العُفاةَ الجودُ وانتشرَ اليُسرُ |
فمَا ثَمَّ إلا بَاسِمٌ مُترنحٌ |
تُظلِّلُهُ النُّعمى وينفحُهُ السيرُ |
تبادلَ فيه الناسُ مَا رقَّ لفظُهُ |
وراقتْ مَعانيهِ كما انتثرَ الزَّهرُ |
وظللَّهُمْ عَهدُ "السُّعودِ" بِغَيْثِهِ |
وما هو إلا العِزُّ والفَوزُ والنَّصرُ |
إذا شئتَ لاقيتَ الذينَ أفاءَهمْ |
مَرابِعُهُمْ نضرٌ وأفناؤهم خُضْرُ |
كذلك أَمسَوْا لا نَرى في سَوادِهِمْ |
قرينَ عفاءٍ لا يُبلِّلُهُ القَطْرُ. |
وما ذاك إلا أَنهم قد تَمسَّكا |
بحبلِ الذي ضاءَتْ بقُدرَتِهِ الزُّهرُ |
فقد وَعَدَ الرَّحْمَن ُ جَلَّ جَلالُهُ |
خَلائِقَهُ بالخَيرِ عن حَسُنَ الذِّكرُ |
ولا ريبَ أنَّ السَّالكينَ طَريقَهُ |
لهمْ ما تَمنْوا يومَ يضطَّربُ النَّفرُ |
فلِلَّهِ حمدٌ لا انقضاءَ لِعهدِهِ |
على عَدِ ما أَسدى وقدْ قَصُرَ الشُّكرُ |
ِونسألُهُ الغُفرانَ عن كُلِّ فارِطٍ |
وعمَّنْ غَفى أو حَطَّ من حظِّهِ الوِزرُ |
إليكَ أميرَ "المَكّتيْنِ" تَوجهتْ |
طَوائفُ بالتَّبريكِ يحفِزُها القَدْرُ |
نعمْ قدَّرتْ فَضلَ الأميرِ ومَا لَهُ |
من السَّعي في إسعادِهَا ولهُ الفَخرُ |
وسالتْ بأبناءِ البلادِ شَوارعٌ |
تَرومُ التَّهاني لا يُحيطُ بها القَصرُ |
فذلك ما تَطوي القُلوبُ وبعضُه |
يقصرُ عن تِبيَانِهِ النَّظمُ والنَّثْرُ |
فعشْ في أمانِ اللهِ في ظِل مِن سَمَا |
به الشعبُ واشتدتْ بحكمتِهِ الأُزرُ |
ِولا زلتَ مَحمودَ الفِعالِ مُوسَّداً |
ارائكَ عزٍ ما اعتلى جوَّهَا الطيرُ |
تقابلُ أعياداً من اليُمنِ حِلُّهَا |
وتَقبلُ تَبريكاً تمخَّضَهُ الصَّدرُ |
وما هي إلا أنْ نَراكَ بِصحةٍ |
وسَعدٍ وإلا أنْ يطولَ لك العُمُرُ |
وإلا المنى تُجنى لديك ثِمارُها |
وما أنت إلا الليثُ والغيثُ والبدرُ |
* * * |
فديتُك يابنَ الأَكرمينَ وحسبُنَا |
(بفيصلَ) بسّاماً إذا عَبَسَ الدَّهرُ . |
رعيتَ شؤونَ المُلكِ في خَيرِ بُقعةٍ |
عَشِيةَ كانت لا يُنهنِهُهَا الزَّجرُ |
فقوَّمتَ منها ما تَمايلَ عُودُه |
"وها هي لا يرقى لأَمجادِها النَّسرُ" |
ولستُ إِلى علياكَ يوماً بطامِعٍ |
لأوصَافِها هَيهاتَ قَدْ صَدَقَ العُذرُ |
فَدُمْ في حباءٍ وارتقاءٍ وقُربةٍ |
تَذَلُّ لك الدُّنيا ويَزهو بِكَ العَصرُ |
أليفَ هناءٍ ما تَذكَّرَ مُنشدٌ |
"على طَاعةِ الرَّحمنِ قد قُضيَ الشَّهرُ" |