مَادَتْ الأرضُ وُجيباً ولهيباً.. |
وغَشَتْنَا منذُ عشناها خطوباً |
كل شبر من ثَرَاها غائرٌ |
أَوسعتْهُ النار حَرقاً وندوباً |
كم قريبٌ شدَّهُ الكره.. فما |
رَحِمَ القلبُ على القُرْب قريباً |
وضَعيفٌ بات مهزوم الخُطى |
رَاحَ يشكو للسَّما حقّاً سليبا |
وخُطى تاهت على الدرب وما |
حَجب الليل عن العين الدروبا |
وحبيبٌ يصطفي المال هوًى |
وهو يدرى أنه بَاعَ حبيبا |
وقوي أحكمَ النابَ أذىَّ |
يزرع جحيماً.. ونحيبا |
* * * |
الرياح الهُوج أَرْختْ ظلَّها |
فكسَت أُفق أمانينا شَحوبَـا |
عندليب الحب غنَّى قِدَما.! |
لم يَعُدْ -والغدرُ فينَا- عندليبَا |
والصغيرُ الطفلُ.. والحلم الذي |
عاشَه.. بات على الوهم كئيبا.! |
* * * |
نَئِدُ الصبحَ متى لاح لنا.! |
ونصافيه متى كان غُروبا.! |
إن بُرداً أَبْيَضاً كان لنا |
قد ملأناه سواداً.. وثقوبا |
وهدوءاً يُسْلِمُ الطَّرفُ له |
مات غدراً مُذْ أَحلَناه وجيبا |
* * * |
أيُّ أرض نحن فيها نجتلي! |
شفقا مما رَسَمناه كئيباً؟! |
نمزج الألوانَ دمعاً.. ودَماً.. |
وركاماً.. ورماداً.. وحروبا |
وعقوقاً.. ورياءً.. وخنىّ |
ونفاقاً.. وامتصاصاً.. وهروبا |
وانكساراً.. وانتحاراً.. وأذىّ |
واندثاراً.. إننا كنَّا العيوبا |