شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
على الهامش
يعلق الدكتور محمد بن سعد بن حسين على (مشروع القرش) بقوله:
(ومن مقالاته الهادفة التي كانت تناسب زمانها، لكن لم يبق لها في زماننا إلا دلالة تاريخية لجوانب من حياة الفكر والعمل عند أسلافنا ما كتبه حول مشروع القرش الذي اقترحه ووضع أنظمته ثم دعا إلى قومه أن يباشر العمل فيه.
لقد وضع نظاماً لمشروع يقوم على أساس يسهم فيه كل فرد من المجتمع بقرش يدفعه في كل يوم لمدة معينة، ثم تجمع هذه القروش ليفتح بها مشروعاً صناعياً تستثمر فيه طاقات الشباب وقدراتهم الجسمية والفكرية، ثم عرض هذا المشروع على رجال الفكر في الحجاز فجروا معه جادين أو لاهين، لكن شيئاً من ذلك لم يتم لأنهم لم يتفقوا على الرئيس، وأمين الصندوق، فلم ينجح المشروع لعدم توفر رأس المال بسبب عدم الاتفاق) (1) .
ثم يقول الدكتور ابن حسين: (وهذه مشكلة انتهى زمانها، فقد توفرت الأموال وسارت الدولة تبذل الإعانات لكل ذي مشروع ولم يبق على الطامحين لمثل هذا العمل إلا أن يصدق مع نفسه ومع الدولة التي ضمنت للعاملين كل ما يهب لهم أسباب النجاح) (2) .
كما يشير إلى أن من أهم الأسباب في فشل (مشروع القرش)، المثالية الموغلة حيث أراد ألا يكون للمساهمين نصيب في رأس المال، وأن المسؤول عنه المنتجون، ولا يحل إلا بأمر الحكومة، وتعود ممتلكاته إلى بعض الهيئات العامة مثل أمانة مكة المكرمة والأوقاف.
وليسمح الدكتور ابن حسين لي بالتعليق على رأيه بما يلي:
أولاً: إن مقالات صاحب الغربال (محمد سعيد عبد المقصود) حول ( مشروع القرش) كانت مناسبة لزمانها، ومناسبة أيضاً لزماننا الحاضر، ذلك أنه كان يتحدث عن مشروع خيري يمثل (التكافل الاجتماعي) لما فيه صالح المجتمع وتطوره، ومهما توفرت الأموال وبذلت الدولة من إعانات، فإن المساندة الاجتماعية أمر وارد في ظل التوسع الحضاري والإنساني.
لذا فإنا نجد الكثير من الجمعيات الخيرية القائمة هي شبيهة بمشروع القرش لنأخذ مثلاً (جمعية مساعدة الشباب على الزواج) رأسمالها يجمع من التبرعات الفردية المالية والعينية، وتعمل كوبونات من فئة (الريال) و (الخمسة ريال) و (العشرة) لجمع التبرعات وإنفاقها في عمل الخير - سواء في مساندة الشباب، أو مساعدة الأسر الفقيرة -.
ثانياً: إذا رأى أستاذنا الدكتور بأن مشروع القرش كان يستهدف استثمار (نشاط اجتماعي) ولا علاقة له بالجمعيات الخيرية. فإن التبرعات في زماننا وفي كل الدول الغنية تصب أيضاً في نهر استثمار طاقات الشباب خاصة ما نلاحظه في الأندية الرياضية التي لا تستغني عن التبرعات المالية مهما بلغت مساعدة الدولة لها، بل إن معظم الأندية في دول العالم المتقدمة تعتمد أساساً على التبرعات الأهلية.
ثالثاً: ليست هناك - فيما أعتقد - مثالية موغلة، وصف بها مشروع القرش. فالغربال أعلن بوضوح أن ما يدفعه المواطن (تبرع خيري لا ينتظر وراءه ربحاً) فالمشروع يأخذ صفة الجمعية الخيرية، وربح المساهم هو الأجر من الله تعالى، وهذا يكفي.
وقد وجه جزء من موارد المشروع للمساهمة في بناء مستشفى الزاهر كما أشير سلفاً.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :427  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 66 من 111
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ محمد عبد الرزاق القشعمي

الكاتب والمحقق والباحث والصحافي المعروف.