شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
مرة أخرى (حول المشروع)
انتهى الحوار السابق إلى (لا شيء) وتفرق رجال الحكومة والمال لطلب الغداء، فالجوع داهمهم والغداء عند بعضهم أهم!!
وانزوى "الغربال" إلى ركنه.. يفكر.. لكن اليأس يخايله في كل لحظة..
الأقلام لا زالت تكتب عن الموضوع. فلماذا يصمت؟!
تناول قلمه وكتب مقالاً في (صوت الحجاز) العدد 77 بتاريخ 13/6/1352هـ جاء فيه:
(الحق أني حين قرأت منذ أيام مضت ما جاء في (صوت الحجاز) الغراء عن فكرة مشروع القرش لم أستبشر، بل لم تؤثر في نفسي تلك المقالات أكثر مما يؤثره أي إعلان أقرأه على صفحات الجرائد، وعهدي بنفسي تواقة إلى الخدمات الوطنية التي تعود بالسعادة والهناء على الوطن وأبنائه، ولكن هذه المرة لم تثر نفسي ولم يتحرك قلمي ولم توجد في نفسي أي عاطفة، ذلك لأني عجنت عود قومي، قبل هذا في اقتراحات قدمها إليهم الصفوة منهم فلم أر منهم التفاتاً، بل في غالب الأحيان كنا نخرج من الموضوع بحزازة في النفوس تنشأ عن مداولة البحث الذي ليس فيه من إخلاص غير الأنانية وحب الذات.
ضمني مرة مجلس مع نخبة من الأفاضل هم إخواني وأصدقائي الذين أحبهم فذكرت لهم قصة كانت أثرت في نفسي أشد تأثير وهي أن محامياً من الحجاز تلا عليَّ مرة من مذكراته ما ترجمته:
(المدينة المنورة هي مهجر الرسول صلى الله عليه وسلم، ومأوى الإيمان، هكذا نعرفها، ولكني أسف حيث أجد في أناسها أولئك الذين كنت أتصورهم، وأولئك الذين صورهم في التاريخ الإسلامي المجيد، عزة النفس، وسمو الأخلاق، والتضحية والإيثار بالمال. (في المدينة المنورة بعض أناس مهنتهم هي… ) ولكن التبعية عليكم أنتم الشباب، سيروا بأمتكم إلى الأمام .. وجهوا أبناء وطنكم إلى الأعمال والصناعات، أغرسوا في نفوسكم كره السؤال).
هذه القصة تلوتها على أصدقائي، فرأيتهم يشاركونني في جزعي وتألمي، فاغتنمت هذه الفرصة وقدمت لهم فكرة مشروع القرش وكنت قد قرأتها قبل أيام عن مصر في جرائد مصر، فلم يعارضني أحد بل الكل ارتاح للفكرة ووضعت على بساط البحث الذي دام ليالي طويلة وانتهى بهذه الأمور الثلاثة. من
يستأذن الحكومة؟ من يتولى الرئاسة؟ ومن يجمع هذه القروش؟).
هنا يبدو لنا واضحاً أن صاحب فكرة "القرش" هو الأستاذ محمد سعيد عبد المقصود صاحب (الغربال) وإن لم يصرح بذلك كثيراً، لتنزهه، وبعده عما يجلب للنفس من إطراء، أو إحساس بالتفرد. فهو كما يصف نفسه (تواق إلى الخدمات الوطنية التي تعود بالسعادة والهناء على الوطن وأبنائه).
لم يتوقف عن مساندة الأفكار والمشاريع الخيرية، وحين ماتت فكرة مشروع القرش فإن فكرة أخرى ولدت بمشروع جديد فما هي:
(هي.. مشروع التعليم الليلي.. وكانت العقبة فيها أيضاً هي : 1 – استئذان الحكومة 2 – القيام بالمصاريف. فانجلت الأولى بفضل الشيخ محمود شويل والأستاذ محمود الحمصي بالذهاب إلى سمو الأمير المعظم لطلب الإذن، والثانية بتبرع الثري الموفق الشيخ عابدين بغدادي، وبعد أن انحلت العقدتان تولدت عقدة ثالثة هي من يتطوع بالتعليم، فانسل الأعضاء واحداً بعد واحد ولم يبق العبء إلا على أساتذة المدرسة الذين كتب الله عليهم العمل في الليل والنهار، وها هي المدرسة سائرة على برنامج حسن بفضل الله تعالى ولم يبق من الأساتذة المتبرعين غير حضرة السيد ماجد عشقي مدير المدرسة التحضيرية، والشيخ عبد الحق النقشبندي، والشيخ محمد سالم. هذا إخفاق واحد من إخفاقات كثيرة جعلتني لا أؤمن بهذه الضجات التي تقوم ثم لا تلبث نارها أن تخبو، وهذا هو السبب الوحيد الذي جعلني أقرأ عن مشروع القرش كما أقرأ عن إعلان بسيط. ومنذ أيام وقع نظري على جريدة صوت الحجاز الغراء، فقرأت على صفحاتها مقالاً للكاتب الفاضل عبد العزيز ضياء الدين، وقد كنت من قبل قرأت لنفس هذا الكاتب مقالاً كان موضوع إعجابي وتقديري، وذلك أن النقطة الأساسية في ذلك المقال هي جمع القرش وصرفه في توجيه الناشئة نحو العمل الصناعي، وهو نفس الرأي الذي ارتئيته وأحب أن يكون أساساً لموضوع القرش. هذا هو الذي حفزني إلى الكتابة، وجدد في نفسي ثورة خمدت بين اليأس والقنوط. الذي ظهر أن كاتب المقال الفاضل يحب أن يكون مشروع القرش مشروعاً حجازياً عاماً أي يعم الحجاز وتجمعه هيئة تمثل أعضاءها كل بلدة من الحجاز. لكن الذي أحبه أن يكون المشروع محلياً أي يقتصر على أن تقوم هيئة من كل بلدة في الحجاز، تجمعه وتصرفه في المحل الذي تراه مناسباً لحالة البلدة التي هي فيه، وسأبسط في فرصة أخرى رأيي من خصوص القرش المدني وصرفه مع بيان الطرق المناسبة للعمل.
هذا وإني أدعو كل فرد من أبناء المدينة المنورة أن يقدر واجبه الوطني فيمد يده إلى مساعدة المشروع وأن يتقدم إلى إبرازه في حيز العمل، فقد كفانا الكلام، وإلى متى نبيع ونشتري كلاماً فقط؟).
 
طباعة

تعليق

 القراءات :392  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 63 من 111
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور سعيد عبد الله حارب

الذي رفد المكتبة العربية بستة عشر مؤلفاً في الفكر، والثقافة، والتربية، قادماً خصيصاً للاثنينية من دولة الإمارات العربية المتحدة.