شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
متابعة ورأي
وبنظرة فاحصة لما طرأ من مستجدات في ميدان التجارة، تبعاً لظاهرة التطور العام.. تابع "الغربال" هذه الحركة الجديدة النشطة وأدلى برأيه حولها:
(كلنا نعرف أن الحركة التجارية هي بخلاف ما تعهد في السابق، وأن ما دخل علينا من تطور في حياتنا الاجتماعية والمنزلية غير من بعض عاداتنا، وأن هذا التطور الجديد الذي طرأ على حياتنا جعلنا بداعي الضرورة لدى قسم منا، أو حباً في تقليد الآخر أن نستعمل أشياء كانت في الزمن السابق مقتصرة على أرباب الرتب العالية، وأصحاب الأموال الطائلة، وأن ذلك التطور أيضاً أدخل علينا أشياء لم نكن نعرفها في السابق، ولم نعهدها في الماضي، فاستعملناها حتى أنها أصبحت للبعض "في الوقت الحاضر" من اللزوميات والضروريات.
فإقبالنا على مثل هذه الأشياء، واستعمالنا لها جعل المتصيدين للأرباح والمتيقظين لاستغلالها ينشطون لجلبها حباً في الربح وجرياً وراء الفائدة. وهنا دخل دور (المزاحمة) فلعبت دورها، ولا أغالي إذا قلت: أن المزاحمة في حجازنا وليدة أعوام قليلة جداً، والذي يراقب الحركة التجارية وسيرها أدرك ذلك وعرفه - ونبهت أشخاصاً كانوا بالأمس بعيدين كل البعد عن الأعمال التجارية لجلبها الاستفادة بأرباحها، فكان من نتيجة ذلك أن أصبح فيهم الذي أكسبته الفرصة فاستغلها، وقنع بربح بسيط فيما يجلبه اليوم ويبيعه غداً. وبيت القصيد، أنه يوجد عندنا عدة محلات من بياعي الجملة والقطاعي لا يزالون متمسكين بنظريتهم السابقة. وهي ربح نصف جنيه بجانب الجنيه أو بقاء البضاعة (للأرضة والسوس والذوبان) وما دروا أن المزاحمة قد أفسدت عليهم نظريتهم، وإن الأشياء التي كانوا محتكرين توريدها في السابق قد زاحمهم فيها غيرهم، وإنهم إذا ما باعوا ولا جلبوا، فسيجلب ويبيع غيرهم. ولهذا السبب نرى أن حركة البيع في المحلات الحديثة المتساهلة قوية، وضعيفة ومعدومة في المحلات القديمة المتمسك أصحابها بالنظرية القديمة، ثم هناك مسألة أخرى تكاد تكون معدومة، إلا في النذر اليسير من الحوانيت، وهي الفرق بين بيع الجملة والمفرد - فالذي سائد عندنا أن الذي يشتري قطعة مثل الذي يشتري عشر قطع مثلاً يربح خمس قطع، الاستفادة هنا أكثر، لأنه يصرف أكثر ويربح أكثر، فهذه الأشياء وأمثالها لو اعتنى بها أصحاب المحلات التجارية، وأرباب الحوانيت لأفادتهم كثيراً، ولا أستطيع أن أقول أنهم يجهلونها، بل الذي اعتقده أنهم يعرفون ذلك ولكنهم يظنون أن أفكار الأمة لا تزال على ما كانت عليه في السابق، وما دروا أن العالم اليوم خلاف العالم بالأمس، وأن الأمم اليوم خلاف الأمم بالأمس، وأن الحجاز اليوم خلاف الحجاز بالأمس، وأن تطور الحياة الذي أثر في مجرى حياة العالم أجمع (وبالطبع كان ذلك وبأسباب وعوامل مختلفة) أثر فينا أيضاً، لما وجدت تلك الأسباب والعوامل (ولنا في هذا بحث خاص إن شاء الله تعالى ) فأخرجنا من طور إلى طور، وبدلنا من حال إلى حال، وسبحان مقلب الأحوال، وعليه وقد أثر فينا تطور الحياة، فغير من حياتنا الاجتماعية فيجب أن نغير من العادات القديمة المضرة "لوجود عادات حسنة").
لذا تبدو النظرة الاقتصادية لدى الغربال واضحة، وهي: أن التجارة الناجحة تتطلب ثقافة ومعرفة بمجريات التطور خاصة في مسألة (العرض والطلب) لعدم تكدس البضائع وتعرضها (للأرضة والسوس والذوبان) كذلك الاتجاه نحو التنوع الذي أصبح ضرورة بعدما كان قاصراً على الفئات الغنية من الناس. والتاجر الواعي لمتطلبات السوق، والذي يملك المهارة في البيع بالجملة والقطاعي، هو الذي يربح.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :381  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 56 من 111
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

أحاسيس اللظى

[الجزء الأول: خميس الكويت الدامي: 1990]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج