شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الرفاق الذين صحبتهم
• ثم يتحدث "الغربال" بعد ذلك عن عامل آخر له تأثيره التربوي في حياة الفرد: (صحبت رفاقاً من أهل الشر والآثام، واعذرني أيها القارئ إذا كنت مجبوراً على ذلك، وأني أوضح لك، وأعطني سمعك، كان الويل لي إذا شعروا أني صحبت أي شخص، خوفاً منه علي، فقد كان الكل يتجسس علي، ويكمن لي بكل مرصد، فقد أضاعني وأضاع وقته سدى. أنا بشر، وعلماء الاجتماع يقولون (أن الإنسان مدني بالطبع) فهذه الغريزة لا بد أن تدفعني إلى التعرف بزيد وعمرو، وبكر، وهذا يلجئني إلى أن أحادثهم ويحادثوني، وأسير معهم ويسيرون معي، وأخالطهم ويخالطوني، ولكن المراقبة هي لي وتمنعني عن ذلك، غريزة الاجتماع بالناس الموجودة في وفي كل شخص تدفعني إلى مخالطتهم، وما أراه من اجتماعهم يحثني على أن أحذو حذوهم، كما أن شدة المراقبة التي أنا واقع فيها تزين لي ذلك فلا أزال أتطلبه. وأحب شيء إلى الإنسان ما منع. فتجدني مضطراً إلى القدوم على أشياء مفسدة للأخلاق، ومخلة بالأدب، وأخرج من الدار متخفياً متلصصاً إلى أن أصل إلى المكان الذي أجد نفسي طليقاً فيه، ولكن هذا الخروج يكلفني كثيراً من المشاق والعناء).
بنظرة فاحصة إلى كل ما أشار إليه (الغربال) من أمور لها علاقتها بالبناء التربوي، نجد بأنه يتحدث عن واقع لم يزل معاشاً حتى الآن.. العائلة التي تحدث عن سلبياتها، وتناقض أساليبها التربوية لا تزال تعيش في حاضرنا. الشواهد كثيرة، ويمكنني كتربوي عاصر مهنة التعليم مدة تزيد على الثلاثين عاماً.. أن أحصي العديد من الحالات الطلابية التي كانت نتيجة لتربية مشابهة تماماً لما ذكره كاتبنا الغربال، غير أن الكلام هنا يظل للغربال.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :406  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 45 من 111
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج