شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
المقال الصحفي
وفي أجواء هذا المناخ الخصب الملائم، كان صوت "الغربال" يرتفع من خلال ما ينشر من مقالات تتناول نواحي (اجتماعية، وصحية، وتربوية.. وغيرها) وكان صاحب الغربال (من الرجال المثقفين الذين هيأهم استعدادهم لأن يطرقوا بأقلامهم كل باب، وأن يسيروها في كل طريق من طرق الإصلاح).
وبموهبته الفطرية التي صقلها بقراءة مبكرة للكتب والمراجع والمجلات والصحف (المحلية والخارجية) تمكن (الغربال) من إجادة الطريقة المثلى في كتابة (المقال الصحفي)، وندرك هذا الأمر بداهة عند قراءة متأنية لواحد من مقالاته الصحفية المتعددة. حيث نلاحظ مراعاته لأصول وقواعد كتابة (المقال الصحفي) وخاصة (المقال الصحفي التحليلي).
(والمقال الصحفي، يختلف عن المقال الأدبي أو المقال العلمي، فالمقال الأدبي هو الذي يعبر عن عواطف كاتبه وتجربته الذاتية، ومشاعره، الوجدانية تجاه موقف خاص أو موقف عام، أما المقال العلمي فهو أداة العالم لوصف الحقائق العلمية من خلال منهج علمي يقوم على الموضوعية المطلقة. أما المقال الصحفي فهو وسط بين الاثنين.. ففيه شيء من ذاتية الكاتب الأدبي، وفيه شيء من موضوعية العالم) (1) . والمقال الصحفي له لغته وأسلوبه الذي يميزه عن غيره – لغته هي "لغة الحياة العامة".
عرف صاحب (الغربال) كيف يتحدث إلى أبناء عصره، فإذا خاطبهم بلغة (المقال الأدبي) فإنه يراعي جانب (الصور البيانية والمحسنات اللفظية) وإن كتب مقالاً (صحفياً) فإنه يتحدث إليهم بلغة (الحياة العامة) (لغة يفهمها جميع القراء مهما اختلفت مستوياتهم التعليمية، أو الثقافية أو الاجتماعية).
ولا يظن أحد بأن هذا الأسلوب يعني الانحدار بمستوى اللغة إلى (العامية الدارجة) – كما كان يلجأ إلى ذلك خصومه – وإنما هي اللغة التي وصفها د. فاروق أبو زيد في قوله : (وإنما يجب أن تكون لغة المقال الصحفي لغة عربية، ولكنها ليست فصحى العصر الجاهلي، أو العصر العثماني، أو العصر المملوكي، وإنما فصحى (عصر الصحافة) أي العصر الحديث.. ثم هي من ناحية أخرى ليست الفصحى الأدبية القائمة على الصور البيانية، والمحسنات اللفظية، والتركيبات اللغوية. إنما هي الفصحى (الصحفية) القائمة على البساطة والوضوح والسهولة.. أي فصحى (الحياة العامة) .. فصحى التعامل اليومي بين الناس مهما اختلفت مستوياتهم الثقافية، أي تلك اللغة العربية الفصحى التي وضحت وسهلت بحيث صارت مفهومة للمواطن العربي العادي.. مهما اختلف مستوى تعليمه، ومهما اختلف القطر العربي الذي ينتمي إليه).
وتمكن "الغربال" من إجادة هذا الأسلوب الصحفي (السهل الممتنع). وكانت جريدة (أم القرى) ميدانه الذي يصول ويجول فيه. وقد أشرنا إليها ضمن الصحف التي صدرت في أوائل العهد السعودي، ونضيف هنا بحثاً شاملاً عن مميزات هذه الصحيفة، وما تناولته من مواضيع أدبية وعلمية واجتماعية خلال الفترة التي عاشها الغربال، وجاء هذا البحث في كتاب (معجم المصادر الصحفية) للدكتور منصور إبراهيم الحازمي.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :823  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 21 من 111
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتورة مها بنت عبد الله المنيف

المدير التنفيذي لبرنامج الأمان الأسري الوطني للوقاية من العنف والإيذاء والمستشارة غير متفرغة في مجلس الشورى والمستشارة الإقليمية للجمعية الدولية للوقاية من إيذاء وإهمال الطفل الخبيرة الدولية في مجال الوقاية من العنف والإصابات لمنطقة الشرق الأوسط في منظمة الصحة العالمية، كرمها الرئيس أوباما مؤخراً بجائزة أشجع امرأة في العالم لعام 2014م.