شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
لماذا الصحافة؟!
وقبل الإبحار في عالم محمد سعيد عبد المقصود (الصحفي) لا بد من وقفة نوضح خلالها أسباب ميـل الرجل إلى عالم الصحافة المليء بالمتاعب والمعاناة، ومنحه لها اهتمامه الكبير رغم شغفه بالأدب والتاريخ وبراعته فيهما – كما أسلفت - :
* إن العلاقة بين الأدب والصحافة تشكل وجهين لعملة واحدة، ولا ينفصل أحدهما عن الآخر (فالكتابة الصحفية في الواقع تبدأ بعد انتهاء الدراسة الأدبية) كمـا أن الأدب (فن) والصحافـة (مهنة) – وفن في ذات الوقت – والإحاطة بعلوم الأدب وتاريخه، تمكن محترف الكتابة الصحفية من الإجادة في عمله الميداني، وقد أحس (الغربال) بأن موضوع أدبه هو قضايا مجتمعه، وطريقة تفكيره، ما يملي عليه مجتمعه ووطنه، وما يحيط به في تلك الأيام من ظروف وأحوال لذا لجأ إلى (الجريدة) لأنها – كما يقول الأستاذ فاروق خورشيد (1) : - (هي المنفذ الأول الذي يصل منه كل تيار حضاري إلى نفس القارئ فيشكلها ويتحكم في ميولها وتذوقها.. وهي أيضاً النافذة التي يطل منها على الحياة من حوله، فيرى العالم من خلالها، ويرى نفسه ومجتمعه من خلالها كذلك).
وكانت نافذته جريدة (أم القرى)، وأحياناً "صوت الحجاز" يطل من خلالها على مجتمعه (يتأمل، ويتألم، ويتكلم).
وكما أبدع "محمد سعيد عبد المقصود" في المقالات والبحوث الأدبية، فقد أجاد ابن عبد المقصود (الغربال) في الكتابة الصحفية، وفرض على الساحة اسمه وشخصيته المستقلة، وفي هذا يقول الدكتور ابن حسين: (إن محمد سعيد عبد المقصود خوجة لم يكن من أولئك الذين أقبلوا على الاحتذاء والتقليد، وإنما كانت له شخصيته المستقلة، تشهد بذلك مقالاته التي نقدمها هنا – أي في كتابه – وهي مقالات تصور لك ابن الحجاز كما هو حجازي عربي مسلم، فكره حجازي ولغته عربية أصيلة).
وعصر ابن عبد المقصود كان المعين له على إتمام رسالته كصحفي، فالحياة الفكرية في مرحلة انتعاش بل كما وصفها خير الدين الزركلي (ما تزال إلى سنة 1369هـ – 1950م) في دورة الانتقال من الانتعاش إلى بدء الازدهار) (2) ، وأديبنا توفي عام 1360 هـ يرحمه الله، أي أنه عاصر فترة الانتعاش، (أو عصر اليقظة) كما يصفه الدكتور ابن حسين: (وفي عهده عرب التعليم، واتسعت دائرته، حيث عمدت الحكومة السعودية إلى افتتاح المدارس هنا وهناك، وفي عهده نزعت الحكومة السعودية القيود المفروضة على الألسن والأقلام، حيث أعطت الصحف والأقلام حرية الكتابة والتعبير، كما تعددت وسائل النشر، حيث كانت هناك صحيفة (أم القرى) و ( صوت الحجاز) و ( المدينة) ومجلة (المنهل)، كما نشطت حركة المطابع وتجارة الكتب والصحف والمجلات الوافدة.
وفي هذا العهد نشط شباب الحجاز وبدأوا يكتبون المقالات، وينظمون القصائد، وينشئون الخطب على نحو ما تقرأه في (أدب الحجاز) و (المعرض) و (وحي الصحراء) وقد حوى هذا الأخير مختارات جيدة من الشعر والنثر تعطي صورة واضحة من النشاط الأدبي الذي عمر به منتصف القرن الرابع عشر الهجري).
ويمكننا إضافة رؤية أخرى لذلك العصر وردت في الحديث الحواري الذي أجري مع الأستاذ عبد القدوس الأنصاري ( يرحمه الله) ونشره بعد وفاته ابنه الأستاذ نبيه الأنصاري، في العدد الذي صدر بمناسبة مرور خمسين سنة على صدور أول عدد من مجلة (المنهل)، وقد أورد الدكتور (عمر الطيب الساسي) كامل الحوار في كتابه (الموجز في تاريخ الأدب العربي السعودي) ويهمنا من ذلك الحوار ما يتعلق بأديبنا (الغربال).
 
طباعة

تعليق

 القراءات :2670  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 19 من 111
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور زاهي حواس

وزير الآثار المصري الأسبق الذي ألف 741 مقالة علمية باللغات المختلفة عن الآثار المصرية بالإضافة إلى تأليف ثلاثين كتاباً عن آثار مصر واكتشافاته الأثرية بالعديد من اللغات.