شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الحالة السياسية
في مطلع القرن الرابع عشر الهجري، كان الحجاز لا يزال تحت وطأة الحكم التركي، وكان أمير مكة، يختار من الآستانة عاصمة الدولة العثمانية، ويعينه سلطان الدولة بمرسوم، يربط به صلاحياته بالوالي التركي المقيم في الحجاز (في مكة أو جدة) أي أن الإشراف الفعلي على البلاد بيد الوالي العثماني.
وفي أواخر عام 1299 هـ أصبح الشريف (عون الرفيق) أميراً على مكة، وسلطاته بطبيعة الحال في يد الوالي، غير أن له صلاحيات محدودة في إدارة الشؤون الداخلية.
وقد اتسم عهد (عون الرفيق) في معظم أوقاته، بالبطش الذي كان يمارسه ضد أهالي مكة، فمن سجن إلى تعذيب، إلى نفي، كان أسبابه حدوث خلاف بين الوالي العثماني والشريف، وشك الشريف فيمن يتصل بالوالي من أهالي البلد لعرض شكواهم من أعماله وتصرفاته.
ويصف المؤرخ الأديب أحمد السباعي جانباً من ذلك الصراع الذي كان يحدث: يذكر بعض من عاصر الشريف عوناً أن المنفيين كانوا قد كتبوا إلى الخليفة عبد الحميد يشكون من أعمال الشريف عون في مكة، في (مضابط) موقعة بأسمائهم، فأعادها من يميل إلى سياسة الشريف عون، أعاد تلك المضابط إلى الشريف عون ليطلع عليها. فانتقم لنفسه من أصحابها، وعاقب بعضهم بالسجن، والبعض الآخر بالنفي (1) .
وانعكست تلك الشكوى بآثارها السلبية على الأهالي الذين لم يسلموا من انتقام الشريف وترصده لهم، خاصة بعد قيامه بإنشاء فرقة إرهابية تسمى "الخزناوية" كانت تقوم بأعمال تعسفية ضد الأهالي (اتخذها الشريف عون كحرس خاص لخدمته، والاستعانة بهم على تنفيذ أوامره، فكانوا يتسلطون على الأهالي ويستغلون نفوذهم في اضطهاد من يضطهدونه أو يطمعون في أمواله، فكان لا يجرأ أحد على الشكوى منهم) (2) .
وفي جمادى الأولى عام 1312 هـ توفي الشريف عون الرفيق بالطائف، وعينت الآستانة الشريف "علي باشا" الذي بدأ عهده باعتقال "الخزناوية" (ومصادرة أموالهم وممتلكاتهم لقاء تسديد ما اغتصبوا من أموال الناس) (3) ، ولم يطل عهد الشريف علي باشا، فقد صدر الأمر بعزله في 28/9/1326ه، وعين الشريف الحسين بن علي محله، وقد أدرك الشريف حسين خلال إقامته الإجبارية في استانبول – ما كانت عليه الدولة العثمانية من ضعف، وكان "لا يميل إلى فكرة الدستور ولا يعترف في أعماقه بمبادئه" فلم يلتفت إلى الوالي "المقيم" ومارس إدارة البلاد وفق أفكاره، مما تسبب في (تعدد المشاكل بينه وبين الولاة، وظل الحسين على نشاطه في الدعوى ضد الحكم الدستوري حتى استطاع عام 1334هـ أن يعلن الثورة، وأن يحاربهم في صفوف الإنجليز سعياً وراء استقلال بلاده) (4) . ولم يتحقق حلم الحسين في أن يصبح "ملك العرب" أو الخليفة، فقد خذله الإنجليز، ولأن هناك قوة لا يستهان بها في قلب شبه الجزيرة العربية يقودها الإمام عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود لا يغيب عن ذهنها خطر مثل هذه المحاولات.
ولكون هذه السطور بمثابة "إضاءة تاريخية" فإني لا أود إقحام القارئ داخل الأحداث التي جرت بين الملك عبد العزيز آل سعود وشريف مكة والتي انتهت بتسليم الشريف علي بن الحسين جدة لابن سعود الذي دخلها في اليوم السادس عشر من شهر جمادي الثانية عام 1344هـ وأنهى بذلك حكومة الأشراف في الحجاز.
لحظة تأريخية:
(في اليوم 22 جمادى الأولى عام 1344 هـ عقد أهل الحجاز مؤتمراً ضم أعيان مكة وعلماءها، وأهل جدة ووجهاءها، قرروا فيه بإجماع الرأي مبايعة السلطان عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود ملكاً على الحجاز، واتفقوا على شروط المبايعة ونصها) (5) ، وبعد صلاة الجمعة من يوم 25/5/1344هـ تمت البيعة وسط ابتهاج الأهالي، وكانت قلاع مكة تطلق مدافعها تعبيراً بالفرحة التي غمرت النفوس المتعطشة للأمن والاستقرار والرخاء الذي بدأ منذ تلك اللحظة التاريخية الخالدة، ولتصبح مكة المكرمة واحة أمان وحضناً رؤوماً لكل الأفئدة المؤمنة بربها، في ظل العهد السعودي الزاهر.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1702  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 5 من 111
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء الرابع - ما نشر عن إصداراتها في الصحافة المحلية والعربية (2): 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج