(( خاتمة))
|
وهكذا تضعنا هذه القراءة أمام حقائق عدة من أهمها: |
* أن الماضي مرآة تعكس تاريخ حضارة أمة، وارتباط وثيق بالحاضر "فمن ليس له ماض ليس له حاضر" والتاريخ سلسلة متصلة من الوقائع والأحداث السارة والمؤلمة، تمنح الفكر الإنساني فرصة التأمل للمراجعة وانتقاء الأفضل. |
ومن التاريخ نستوحي العبر لتلافي الخطأ، والأمة الذكية هي التي تدرس التاريخ بعناية، لترسم خطوط الحاضر والمستقبل على هدي من عقيدتها التي تؤمن بها، وقيمها التاريخية الأصيلة. |
* من خلال دراستنا للسير الذاتية للنماذج المضيئة في تاريخنا العربي والإسلامي، يمكننا الوقوف على الكثير من التفاعلات الإنسانية التي أحدثت تغيرات في مجتمعاتها وكان لها نصيب وافر من الخلود في الذاكرة. |
والنموذج في المجتمع يظهره التميز الواضح في الفكر والعمل، ولا يأتي، "التميز الفردي" اعتباطاً وإنما هو وليد عبقرية، ترجمة منطق "الحيوية القوية في النفس" إلى أعمال جليلة تضيف إنجازات جديدة للوطن والأمة. |
* إن تاريخنا السعودي المعاصر، صنعته العبقرية الفذة، التي أرست دعائم هذا الصرح بالوحدة الوطنية، ولم شتات الأجزاء المتناثرة وتوفير الأمن والاستقرار ثم السعي الحثيث للقضاء على "الفقر والجهل والمرض". |
وقد نجحت عبقرية المؤسس الباني الملك عبد العزيز آل سعود - بفضل الله تعالى - في تحقيق كل هذه الثوابت التي أصبحت راسخة في أعماق التاريخ. |
ومن هذا النموذج المشرق بالعمل والكفاح، نمت الفروع وامتدت إلى كل اتجاه، تمثل الطموحات المورقة بأنبل المقاصد، تعمل بإخلاص، لتبني الحياة الجديدة وتزرع النماء في الأرض، على هدي من العقيدة الإسلامية، ونحو تطلع وثاب، يهدف إلى بناء دولة عصرية ثابتة الأركان. |
* ومن رحم المجتمع المكي.. |
ظهر صاحب "الغربال" الأستاذ محمد سعيد عبد المقصود خوجه. |
كأنه على موعد مع التحولات المنعشة التي طرأت في البلاد. |
فراح يغزل من خيوط "الفجر الجديد" آمال وطموحات مجتمعه. |
أحبَّ الناس وأحبوه.. فذهب يبحث عما يسعدهم ويصلح أحوالهم. |
ونال ثقة ولاة الأمر فاندفع يعمل بحيوية لا تعرف الملل والسكون. |
حيوية تشتعل نبلاً وإخلاصاً ووفاء ووطنية وشهامة. |
حيوية "اليد العاملة" التي تبني المنجز الحضاري الحديث بفاعلية مخلصة. |
حيوية "الحرف" المضيء بنور الحق والحقيقة، والإيمان بالعقيدة والقيم. |
حيوية "النفس المطمئنة" التي استجابت أخيراً لنداء ربها عز وجل، فرحلت لتبقى لنا سيرتها العطرة وآثارها الخالدة، منهلاً يفيض صدقاً ووفاء ووطنية وإخلاصاً. |
رحم الله الأديب المؤرخ الصحفي الأستاذ "محمد سعيد عبد المقصود خوجه" فقد كان "حياة في الحياة". |
|