شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
-8- (الشخصية التعليمية)
منحتنا ذكريات عبد الله بلخير معلومات دقيقة ووافية عن تاريخ التعليم في المملكة العربية السعودية، وبخاصة في الحجاز، فكانت قصة التعليم ببداياتها الأولى، حين قامت شخصيات فذة تبني قواعد التعليم لبنة لبنة في مدارس نامية، كل مدرسة كانت شجرة صغيرة، راح صاحبها يسقيها بعرقه وجهده الخاص بإمكانات ضئيلة، فراحت تنمو مع الأيام، لتصبح شجرة باسقة بفروعها، مؤتلفة مع شجيرات أخرى متنامية في حديقة تعليمية، امتدت ظلالها لتعم رقعة واسعة في المكان والزمان والعقل.
ولهذا فالكلام، ومن خلال ما قدمته لنا ذكريات بلخير، عن مؤسسي المدارس الأولى في الجزيرة العربية، يوحي بأفكار جليلة، أهمها عظمة أولئك الرجال الذين ضحوا وبذلوا كامل طاقاتهم البشرية والمادية، وذللوا الصعاب الجسام في سبيل الوصول إلى أهدافهم النبيلة، ورسالاتهم السامية.
ولنتابع قصة الحديقة التعليمية كما وعتها ذاكرة بلخير بمدارسها ورجالها. وجد أن المدرسة (الصولتيه)، ومؤسسها الشيخ (رحمة الله بن خليل) هي أول مدرسة في مكة المكرمة (مهبط الوحي)، وكان سبب إنشائها هو أن تفكير مؤسسها هداه "إلى أن مصيبة المسلمين في ظل الاستعمار هي انطفاء جذوة حتى ولو كانت صغيرة للعلم في هذا العالم الإسلامي المظلم" وبدأ بعاصمة الإسلام وقبلة المسلمين أم القرى مكة المكرمة.
وكانت شخصية الشيخ – يرحمه الله – مهمة في تاريخ المسلمين عامة والتعليم في الحجاز خاصة.
وتجيء أهميتها من عدة جوانب، وندركها من خلال عرض سيرته، وترجمة حياته. فقد عرفنا أنه ينتسب إلى أمير المؤمنين (عثمان بن عفان)، وأن ولادته عام 1232هـ/ 1818م في قرية (كيرانة) بمحافظة (مظفر ناجار) الهندية. كما عرفنا الكثير عن نشأته وأسرته وتعليمه وكتابه المشهور (إظهار الحق) وفكرة نشره من السلطان عبد الحميد، ثم عرض فكرة إنشاء مدرسة على الأميرة الهندية (صولة النساء) وتشجيعها على مشروعه.
ولقد وردت معلومات كثيرة استوعبتها ذاكرة بلخير عن قصة إنشاء مدرسة الصولتية.. من أمكنة وشخصيات تخرجوا منها، والمناظرة التي دارت بين الشيخ رحمة الله والقسيس الإنجليزي (بفندر) ووفاته في رمضان 1308هـ/ 1891م في مكة.
ومما قاله أديبنا بلخير فيه: "كان رائداً من رواد العلم، وعالماً من علماء الإسلام العظام، وأحد الذين خدموا الإسلام والمسلمين، وأبلوا أحسن البلاء في الدفاع عنه ورفع رايته ومشعل نوره".
والشخصية الثانية في قصة التعليم هي شخصية (محمد علي زينل) صاحب مدرسة (الفلاح) التي أنشاها بمكة المكرمة أيضاً إثر مشهد أثر فيه، وهو يقف في شرفة بيته يطل على قوافل المسافرين، فرأى بدوياً لم يجد من يقرأ له ورقة فيها عنوان يبحث عنه.
"عندما حز في نفسه أن يبلغ الجهل هذا المدى في مهد الوحي وعاصمة الإسلام وقبلة المسلمين. وشغله هذا الهاجس طويلاً حتى هداه تفكيره إلى القيام ببناء مدرسة منظمة كبيرة تكون مشعلاً من نور ينشر العلم، ويخرج للإسلام رجالاً يحملون مشعله، وينشرون هداه في بقاع العالم الإسلامي كله".
على أنه بدأ مشروعه بمدرسة في جدة مسقط رأسه، وبعد نجاحها أنشأ أخرى في مكة، وعرفنا أن ثمة شخصيات خيرة ساهمت في دعم مدرسة الفلاح من تجار مدينة جدة أمثال الشيخ (محمد صالح جمجوم) وأخيه (عبد الرؤوف جمجوم).
وإذا كان لبلخير حكم وتقويم لشخصياته التعليمية يتراوحان بين الإيجاز والإسهاب، فإن حكمه وتقويمه لشخصية (محمد علي زينل) كانا مسهبين.
ومما قاله فيه: "نعود مرة أخرى بل ومرات مكررة إلى ذكر الشيخ الموفق للخير (محمد علي زينل رضا)، وإن كل ما أسهبت في ذكره وبيانه وتبيانه في ذكرياتي هذه هو من بركة بيئته الصافية، يوم أشعل بمكة ذلك المشعل المتواضع الذي سماه مدرسة الفلاح، فانتشر نورها وضياؤها المتواضع أيضاً في مشارق الأرض ومغاربها، فللفلاح منتسبون ومتخرجون ومريدون آخرون في بلاد أندونيسيا وماليزيا والفلبين والحبشة والصومال وزنجبار وجزر القمر.. وهكذا تكون النية الحسنة مبعثاً لها الضياء الساطع من العلم والمعرفة، يشرق ضياؤها من مكة على تلك الأقطار والأمصار في مغارب الشرق ومشارقه وعليه تقوم تهيئة العالم الإسلامي الزاخرة اليوم".
وإن امتداد ظلال هذه المدرسة إلى تلك البلدان، لدليل على ما كان لها من فضل في نشر الإسلام من خلال مقرراتها التعليمية، وعلى رأسها كتاب الله وسنة نبيه.
والشخصية الثالثة هي شخصية (محمد نور سيف بن هلال)، وقد ذكرها بلخير وهو يعدد فروعاً لمدرسة الفلاح في العالم الإسلامي، كما في عدن التي أسسها (آل الدباغ)، ومن مدرسيها (عمر حسين) و (علي حسن فدعق)، ثم في مدينة دبي، وقد أصبح مديرها "محمد نور سيف بن هلال) بتوجيه من الحاج محمد علي زينل.
وقد أسهب أيضاً أديبنا بلخير عن تلك الشخصية، وعرفنا أيضاً أن ولادته عام 1324هـ/ 1904م وتربيته في دبي وتعليمه في مكة، وأساتذته وإشرافه على إدارة الفلاح في دبي كما ذكرنا، ومجال تأليفه وحلقات تدريبه في المسجد الحرام ووفاته في مكة، كان عالماً عابداً مربياً تقياً ورعاً خدم الإسلام والمسلمين.
والشخصية الرابعة هي شخصية (محمود باه عمر باه)، وعرفنا أيضاً أنه صديق له في مدرسة الفلاح، وإنه جاء من بلاده موريتانيا مشياً على قدميه إلى مكة طلباً للعلم، وله مغامرة تعليمية حتى استطاع أخيراً أن ينشىء مدرسة فلاح أخرى في أفريقيا، وكانت وفاته عام 1398هـ/ 1978م، بعد أن أنشأ تسعة وثمانين مسجداً وسبعاً وسبعين مدرسة عربية في معظم دول غرب أفريقيا. ولقد ذكر بلخير عنه كلاماً مستفيضاً يرفع من شأن هذا الرجل في حقل التعليم والدعوة الإسلامية ونشر اللغة العربية في أفريقيا.
ومما قاله فيه: "كان زعيماً مصلحاً وداعياً إسلامياً نادر المثال بين دعاة الإسلام والمسلمين.. ولقد كتبت عنه ذكريات عجيبة، وذكرت فيها صلابة عقيدته الإسلامية، وكفاحه وجهاده وشجاعته النادرة في مقارعة الاستعمار، وحربه ومنازلته الفرق الضلالية التي تقوم باسم الإسلام بما لا يقره الإسلام، ولا يرضاه، وله في ذلك المذهل والمعجب. كانت له صفات الدعاة من رعيل المسلمين الأوائل مشعة في عزمه وفي دعوته بالحكمة والموعظة الحسنة".
ويظل إعجاب أديبنا بلخير بشخصياته العربية والإسلامية يقوم على تفاني تلك الشخصية بخدمة العروبة – بلغتها – والإسلام ونهج الأسلوب الأمثل في نشره فضلاً عن مواقفه الجهادية في مقارعة الاستعمار.
وثمة شخصيتان هما: (عثمان وعلي حافظ) اللذان أسسا مدرسة الصحراء في قرية (المسيجيد)، حيث كانت الجهالة والأمية منتشرتين في تلك البادية إنتشاراً مرعباً كما يقول بلخير عنهما، وعن قصة كفاحهما في تأسيس تلك المدرسة الصحراوية، وما صادفهما من صعوبات مضاعفة إذا ما قيست بصعوبات مؤسسي المدارس في المدن، فالتعامل مع أهل البادية هو تعامل مع أناس بعيدين عن المدن، وفي منأى عن منابع العلم والحضارة، لأن طبيعة المنطقة الصحراوية أن تكون منقطعة عن الناس ووسائل المواصلات، فضلاً عن إعراض المعلمين عن التدريس هناك: "فقد وجد الشقيقان متاعب جمة في امتناع أولياء الأمور بتسجيل أبنائهم للتعليم في المدرسة، خاصة وأن الأبناء كانوا يقومون بمساعدة آبائهم في المزارع والرعي وجمع الحطب وخدمة المارين منهم والمسافرين" وقد أسندا إدارة المدرسة إلى أستاذ من رجال التربية والتعليم هو (سالم داغستاني).
وأشار إلى الكثير من التضحيات الكبيرة التي بذلاها وقدماها لتلك المدرسة، وذكر شيئاً عن مساهمة الملك عبد العزيز بدعمها، وعدد أسماء المساهمين من أهل الخير والفضل أمثال: (عبد الله السليمان الحمدان، ومحمد سرور الصبان وحسن الشربتلي، ومحمد بن لادن).
وكعادة أديبنا لا بد أن يقوّم الشخصيات التي يتحدث عنها ويحكم على جليل أعمالها.
فيقول عن هذين المؤسسين: "الشقيقان: علي وعثمان حافظ أصحاب فضل على الفكر والثقافة والعلم.. فقد أسسا أيضاً جريدة المدينة المنورة قبل حوالي الخمسين عاماً في ظروف صعبة للغاية، وأقاما أول مطبعة في المدينة المنورة، واستوردا لها المكائن والأجهزة الطباعية من مصر، وقاما بتركيبها بأنفسهما بعد أن كانت هناك مطبعة صغيرة نقلت من دمشق إلى المدينة في أواخر القرن العثماني.
وإذا كان من عادة أديبنا – كما ذكرنا – تقويم شخصياته الفذة، فإنه يقوّم في الوقت نفسه الآخرين مما يستوجبه المقام.
يقول مثلاً في طلاب الصحراء وقد ركز على شيء من أصالتهم الفطرية: "وكان واضحاً لكل من زار تلك المدرسة من مفتشي المعارف وغيرهم نباهة طلابها وإخلاصهم وحماسهم، وحماس وإخلاص أساتذتهم، مما يؤكد إن أبناء البادية يتمتعون فعلاً بعقول نابهة، وذكاء فطري وبصائر متقدة تحتاج فقط إلى من يرويها وينميها بالعلم والمعرفة ومحو أميتهم وجهلهم بما فرضه الله عليهم".
ومن الشخصيات التعليمية التي وقف عندها وكان لها دور في مسيرة التعليم شخصية (إبراهيم بن حمودة السناري)، نسبة إلى إقليم (سنار) في السودان، وقد ذكر بعض النقاط البارزة في حياته وسيرته وأسرة والده، وتعليمه، إنشاء كتَّاب حفظ القرآن في المدينة المنورة للصبيان ملحق بالحرم النبوي الشريف، واتصاله بالحاج محمد علي زنيل، واختياره ليكون مديراً لمدرسة الفلاح بمكة، فكان رابع مدير لها، كان الأول (محمد حامد) أدارها أربع سوات، ثم (محمد عطا الله الفاروقي)، وعام 1335هـ جاء بعده (محمد طاهر الدباغ)، وعام 1336هـ تولى إدارتها (عبد الله حمدوه) "في مكانها المشهور يومئذ، وفيما بعد في عمارات الشريف علي بن الشريف عبد الله باشا أمير مكة، بعد ذلك في محلة القشاشية مطلة على المسعى، وبقيت الفلاح هناك إلى عهد مديرها فيما بعد السيد المربي "إسحاق عزوز" حيث سعى مع غيره لبناء مقر لها في الشبيكة وهي به إلى الآن".
وتوفي الشيخ عبد الله حمدوه عام 1350هـ، فشيع في جماهير غفيرة إلى مقبرة المعلا بمكة، بعد أن شرفه الله في بعض شهور الأعوام الأولى من العهد السعودي باختيار الملك عبد العزيز له ليكون بين أئمة الصلاة في ظلال الكعبة من المسجد الحرام. ومما قاله أيضاً فيه: "أنشأ الشيخ عبد الله حمدوه فيما أسس من كتاتيب ثم مدرسة الفلاح بعد ذلك – جيلاً من الشباب المتعلم والمثقف والحافظ لكتاب الله تعالى، وتخرج على يديه وتحت إدارته عشرات من كواكب وشهب وعلماء المدرسين في المسجد الحرام بمكة".
والشخصية التعليمية السابعة التي ترد في ذكريات أديبنا بلخير هي شخصية (أمين الماحي)، ونعرف من سيرته وترجمة حياته بعضاً من المعلومات عن والده، وزواجه، وحفظه للقرآن، والتحاقه بمدرسة الفلاح، وإنشائه الكتاب الذي تحول إلى (المدرسة الأهلية)، وشخصيات من طلابها، ومنها أديبنا بلخير فيقول عنه -مما يفصح عن سيرته-: هو الذي حفظني القرآن في عام 1346 و1347هـ، وجعلني أصلي التراويح إماماً بطلاب المدرسة وبرجال محلة الشبيكة المجاورين للمدرسة عامين متواليين".
كما نعرف شيئاً عن عدد طلاب مدرسته الذين بلغوا المائة طالب، وعن مدة خدمته التي بلغت أكثر من ستين عاماً، ثم عن ضعف بصره وفقده ووفاته بعد أن ناهز الخامسة والتسعين عاماً.
"ففقدته مكة معلماً مربياً لأجيالها الكثيرة الذين تسلموا بعد تخرجهم من مدرسته مناصب عديدة، وكان منهم الأستاذ (عبد الله عريف) الأمين العام للعاصمة، الذي كان زميلاً لي بتلك المدرسة في عامي 1346 و1347هـ قبل انتقالنا معاً إلى مدرسة الفلاح في عام 1348هـ".
والشخصية الثامنة هي شخصية (محمد طاهر الدباغ)، وعرفنا أيضاً من ذكريات بلخير نسبه، وولادته (1308هـ) وأساتذته، وإدارته لمدرسة الفلاح، وتوليه لوزارة المالية في عهد الشريف علي بن الحسين، ورحلاته، واستقراره في مسقط رأسه مكة عام 1354هـ، ومن خلال السياحة وتلك النهاية سيعرج أديبنا بلخير على مآثر آل سعود، ودورهم في النهضة العلمية والتعليمية. حيث يقول بأن الملك عبد العزيز شمله بترحيبه "وكرمه ورعايته، فعينه مديراً للمعارف في عام 1355هـ، وترك له الملك الحرية التامة في النهضة بالمعارف وتأسيس المدارس ونشر العلم.
فأسس – يرحمه الله – مدرسة تحضير البعثات بمكة، وحقق بها رغبة الملك عبد العزيز في تهيئة الظروف الملائمة لعصر جديد من الثقافة، فكانت مدرسة البعثات هذه الوثبة الكبيرة في نهضة المملكة العربية السعودية، إذ استقطبت جماهير الشباب الناهض، فالتحقوا بها أفواجاً من مدن البلاد وحواضرها، واهتم بها الملك وخصص لها السيد (طاهر الدباغ) وقته كله، وحوله جمع من الأساتذة والمعلمين، مشوا بها وأقاموها، حتى كانت نواة الجامعات التي انبثقت فيما بعد وتطورت حتى أصبحت طليعة ما نحن فيه اليوم.. وقدر للملك فهد فيما بعد أن يتولى وزارة المعارف التي انبثقت عن تلك المديرية العامة للمعارف، فوثبت بالنهضة العلمية بثبات غير مجرى تاريخ العلم في البلاد.
وقد وصفه بأنه كان من المصلحين المتواضعين.
ويبدو أن أديبنا بلخير، في هذا الاستطراد الوطني لم يوف شخصيته حقها من التعريف والتقويم والإشادة.. فيتمنى لو أسعفه الحظ مرة ثانية ليكتب عنه أكثر. وإن إنصاف الرجال ووضعهم منازلهم اللائقة بهم هي من مقومات شخصيته المتكاملة ومن سمات ذكرياته الوافية.
وتأتي الشخصية التاسعة التعليمية تحمل اسم (محمد الطيب المراكشي)، ونعرف أيضاً مسقط رأسه (منار) قرية مراكشية، وولادته عام (1296هـ) وأهله، وتعليمه، وهجرته لمصر، ومشايخه، وأساتذته، ثم هجرته لأندونيسيا، ووفادته لمكة والتحاقه بمدرسة الفلاح، ثم تسلم إدارتها. وقد أخذ أديبنا بلخير عنه العلم (الحديث والتفسير، والنحو)، حين كان ينوب عن الأساتذة الذين يتغيبون عن الدرس.
ومما قاله عنه: "كان عالماً تقياً ورعاً ومصلحاً، مطلعاً على حوادث وأحداث عصره في الصحافة، متفرغاً لنشر العلم والمعارف، يشع بهما أينما حل وحيثما ارتحل".
وإذا كان بلخير قد أسهب في قصة التعليم ومدارسه ورجاله في الحجاز، فإنه لا يغفل، في ذكرياته، مدارس نجد ومناطق المملكة الأخرى، إذ كان يعرج عليها من آن لآخر، مثلما كان يعرج أيضاً على بعض بلدان الخليج العربي في الجزيرة العربية، فيقول:
"وفي نجد كانت الرياض وقبلها الدرعية، ومدينة عنيزة.. من منابع العلم الأولى في شمال الجزيرة. وقد ازدهرت الدعوة السلفية بفضل علمائها، والمتخرجين على أيديهم.
وكان في الإحساء في شرق المملكة ينبوع آخر من ينابيع العلم في الجزيرة، حيث اشتهرت مدينة الهفوف قاعدة الإقليم المسمى بالإحساء ببعض الأربطة، التي تجتذب إليها من أطراف الخليج بما فيها الكويت والبصرة"، وقد ربط رجال العلم وأسرهم في تلك المناطق بآثارهم في اليقظة السلفية، ومن ثم انتشارها في أرجاء العالم الإسلامي.
وقد وقف بنا عند مدارس ورجال التعليم في العهد السعودي. مثل مدرسة الأمراء، ومن مديريها (أحمد العربي)، وتلاه الشيخ (عبد الله عبد الغني الخياط)، ويعاونه في الإدارة والتعليم الأستاذ الكاتب (أحمد علي أسد الله) (1) ومقرها الرياض. والمعهد الإسلامي ويشرف عليه فضيلة الشيخ (محمد بن إبراهيم آل الشيخ) المفتي الأكبر ومقره بمحلة (دخنة) في الرياض.
ومدرسة التوحيد، في مدينة الطائف، وثمة طلبة من الشباب السعودي ممن التحقوا بهذا المعهد، وأصبح لهم بعد تخرجهم منه، شأن في النهضة الثقافية والأدبية في المملكة العربية السعودية، وذكر منهم كلاً من الشاعر (عبد الله بن خميس) والأديب (فهد المارك). كما ذكر لنا اسم المشرف على تلك المدرسة – وقد شمله بنعوت رفيعة.
وبقوله: "وقد أشرف على هذه المدرسة في سنوات عديدة من بداياتها فضيلة العالم السلفي الشامي الشيخ المحدث محمد بهجت البيطار، وبذل في سبيل رفعة شأنها وتوطيد أركانها ما كان قدوة لمن جاء بعده من مديري وأساتذة مدرسة التوحيد".
وهكذا فشخصية أديبنا مع قصة التعليم تتجه إلى أعلام المعلمين الأوائل في بدايات السيرة الأولى، وتصفهم بكل توهج الإسلام، وضياء الخير، وإشراق الجهاد والتضحية.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :509  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 186 من 191
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج