شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
على مائدة من فواكه الشام
عرفت من هؤلاء منزل الأستاذ الطنطاوي، وأتذكّر أني انطلقت إليه بعد صلاة المغرب، ولا أتذكّر المكان الآن، ولا قبل ذلك، فقد أفضت بي إليه طرقات متعرّجة، في ظلام دامس، كان بعض سكان المحلّة من ذلك الحي يهدونني السبيل إليه، حتى قرعت بابه وبادر في الحال بفتح الباب، ورحّب بي ترحيباً كبيراً، وجلسنا في بيته على مائدة من فواكه الشام ودارت بيننا الأحاديث، وكان هاشًّا باشًّا منطلقاً، وكان في عنفوان شبابه، وبهاء طلعته، وأناقة ملابسه، وكان يتخيّر الألوان الأرجوانية فيما رأيته بعد ذلك والطرابيش المكوية البهية، وقد تواعدنا على الاجتماع في اليوم الثاني، ليعرفني على صديقه الشاعر الأديب أنور العطّار وعلى صديقه الآخر الشاعر الأديب أمجد الطرابلسي، وأتذكّر الآن أننا قد اجتمعنا بالفعل ولكن لا أعلم أين، إلاّ أن الأستاذ الطنطاوي قد دعاني ودعا صديقيه العطار والطرابلسي إلى ركوب عربة يجرّها حصان فاره متأوّد، انطلقت بنا مكشوفة في شارع النصر، ثم مالت يميناً أمام فندق الشرق، ثم تخطّت نهر "بردى" متجهة إلى شارع "بغداد"، ثم انطلقنا بين مروج وجنان "دمر" و "الربوة" و "الهامة"، وشربنا الشاي في إحدى تلك الرياض ثم عدنا وتفرّقنا.
ولقيت الأستاذ الطنطاوي بعد ذلك مرّات كثيرة، آخرها في باكستان، يوم كان مدرّساً في معاهدها العليا، ثم بعد ذلك عندما آب إلى جدّة، وكان يشرفنا يوم كنت مسؤولاً عن الإذاعة والإعلام بأوليات ما كان يذيع في راديو مكّة، وقد انتقل إلى جدّة.
وكانت الشام في عام 1936م قد أضربت إضراباً عاماً هزّ المفوضية الإفرنسية العليا ومن فيها من أعوانها، وانتشر جنود السنغال من الجيش الإفريقي يملأون الشوارع والطرقات وخلف المتاريس التي أقاموها في شارع "النصر" وساحة "المرجة" وشارع "بغداد" وحول "سوق الحميدية".
 
طباعة

تعليق

 القراءات :694  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 142 من 191
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الأستاذة صفية بن زقر

رائدة الفن التشكيلي في المملكة، أول من أسست داراُ للرسم والثقافة والتراث في جدة، شاركت في العديد من المعارض المحلية والإقليمية والدولية .