شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
يوم قدم علي الطنطاوي
أمّا الأستاذ علي الطنطاوي فقد كان بين الكّتاب الأثيرين على الشباب العربي المسلم بأسره، بما يطلع به على الناس وعليهم في كل أسبوع في مقاله الذي كنّا ننتظره منشوراً في مجلة "الرسالة" في مصر.
وكنت قد رأيته قبل ذلك يوم قدم مع وفد من وجهاء الشام، ندبوا أنفسهم لخدمة الحجيج بين الشام ومكّة بفتح طريق برّي في أوائل الثلاثينيات الميلادية، فركبوا السيارات وقطعوا الفيافي والمفازات يتلمّسون أقرب المسالك وأسهل الطرق، ويضعون عليها العلامات والإشارات، ويعبّدون بها ما أصبح بعد ذلك طريقاً مسلوكاً، بين دمشق والمدينة المنوّرة.
كان الأستاذ الطنطاوي يوم قدم معهم قد فاجأ الأدباء في مكّة، ولقيته في مكتب رئاسة تحرير جريدة "أمّ القرى" فعرفته وتعرّفت عليه، وذلك قبل ذهابي إلى بيروت، فكانت معرفتي به، من تلك الزيارة الأولى، ثم بما كنّا نتلقّف "الرسالة" لنقرأ له، وللنخبة العربية التي كانت تتصدّر صفحاتها خصوصاً في العدد السنوي للرسالة الذي كان يصدره الأستاذ الزيات في مستهلّ كل عام هجري، ويكون عدد السنة بكل معانيها، فتكون مقالة الأستاذ الطنطاوي معلّقة من المعلقات التي يتحلّى بها ذلك العدد.
لذلك، لما تجوّلت في الشام، وجدت أن كل الناس يعرفون الأستاذ الطنطاوي إلاّ أن القليلين منهم الذين يعرفون بيته.
وذهبت إلى شارع "رامي" وصعدت إلى مكتبة جريدة "الجزيرة" به، ودخلت على الأستاذ "تيسير ظبيان" وهو صاحبها، وقدمت له نسخة من كتاب "وحي الصحراء"، فتقبّله قبولاً حسناً، وكتب عنه كلمة وبادلني به كتاباً كان قد جمعه عن القضية الفلسطينية ووعد بلفور واحتدام الصراع يومئذ بين العرب والاستعمار حول قضية فلسطين، وكتب على كتابه ذلك كلمة إهداء رقيقة أحتفظ بها وبالكتاب، لأنه ذكر في كلمة الإهداء أن هذا الكتاب هدية متبادلة بكتاب وحي الصحراء، ودلنّي الرجل على بيت الأستاذ الطنطاوي، كما دلّني بعد ذلك في اليوم نفسه الأستاذ نصوح بابيل يوم زرته في مكتبه في جريدة الأيام، وقدمت له نسخاً أخرى لصاحب جريدة "الإنشاء" وصاحب جريدة "النصر" ولفخري بك البارودي، والأستاذ محمد كرد علي والأستاذ محمد عبد القادر المغربي والشاعر شفيق جبري.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :642  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 141 من 191
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ محمد عبد الرزاق القشعمي

الكاتب والمحقق والباحث والصحافي المعروف.