شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الكولونيل هوسكن
فلقد وصل في عام 1945م أحد مستشاري الرئيس العسكريين وهو (الكولونيل هوسكن) يحمل رسالة في مهمّة خاصّة، ويطلع الملك عبد العزيز على القرارات المشتركة بين الحلفاء بإنشاء مؤسسة عالمية بديلة عن ما كان يسمّى (عصبة الأمم)، ويدعوه إلى المشاركة في تأسيسها وتمثيل بلده فيها، تلك المؤسسة المولودة في ما بعد 1918م، على إثر نصر الحلفاء في الحرب العالمية الأولى، وبزيادة وتخطيط الرئيس ولسون لتملأ الأرض عدلاً بعد أن ملأها القيصر الألماني في جبروت قوّته ظلماً وعدواناً، كما يدعون. ولقد نكرت بريطانيا يومها وفرنسا فيما صاحب النصر الأمريكي على "القيصر" "فمكرتا" لصاحبه الصول والطول في النصر المذكور فأشاحتا بوجههما عن الولايات المتحدة واستولتا على غنائم المغلوبين وحدهما ولم تستمعا إلى (الوصايا الأربع عشرة) التي بشّر بها (ولسون)، بل كفرتا بهما كما كفرتا قبل ذلك وبعده بوصايا (المسيح) العشر، وما تزالان على ذلك حتى اليوم وغداً، فزادت مستعمراتهما ومحمياتهما وغنائمهما وأسلابهما، ولم تتركا لأمريكا، كما سبق أن أشرنا إليه، إلاّ الأمنية المشتركة في قيام (إسرائيل)، فإذا ما قامت بعد ولادتها القيصرية فهي حصّة الشعب الأمريكي ورؤسائه يتعاقبون في حملها على أكتافهم وفوق أذرعتهم إلى ما شاء الله.
وكان الملك عبد العزيز قد أمرني بملازمة (الكولونيل هوسكن) في زيارته تلك، فكنت معه في دار الضيافة وفي لقاءاته مع الملك في الرياض، وكان يجتمع بالشيخ يوسف ياسين وبغيره. لهذا فقد أحاط الرئيس صديقه الملك بالمبدأ الذي قرّر بإنشاء هيئة دولية عظمى سمّوها بعد ذلك (هيئة الأمم المتحدة)، واحتفلوا بولادتها في مؤتمر سان فرنسيسكو في عام 1945م، وهي اليوم قائمة ورابضة لا تسعى إلاّ إذا مسّ العلاقات أو المصالح الأمريكية أو الإسرائيلية مسّ يكدّر مزاجها، فحينئذ تقوم الدنيا ولا تقعد حتى لو تطوّرت الأمور إلى تجييش الجحافل والجيوش للحرب، كما جرى ذلك في حرب كوريا حتى لا يتخطّى المحور المعادي لأمريكا والغرب خط (38) مما هو معلوم ومفهوم ولا يحتاج إلى تذكير.
وعندما زار الملك فيصل واشنطن في 1943م، وكان قد عرف (الكولونيل هوسكن) في السعودية قبل ذلك بأسابيع وعرف مهمّته وما بعث إليه، لهذا كان الكولونيل يزور قصر الضيافة (بلير هاوس) في جوار البيت الأبيض ويجتمع بالملك بين كبار من يجتمعون به، ويشارك كبار موظفي وزارة الخارجية الأمريكية في بعض ما كان يدور ويبحث عن العلاقات بين البلدين ليرفعه بعد ذلك إلى المستر "كاردل هل" ناظر الخارجية، الذي يرفعه بدوره إلى الرئيس روزفلت. وكان الملك فيصل بدوره يرفع إلى الملك عبد العزيز فحوى كل ما يدور حول مهمّته المنتدب إليها، ويتلقّى من جلالة والده الأوامر والتعليمات التي يراها لاستكمال المحادثات ونجاح سيرها في ما كانت تدور حوله.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :516  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 138 من 191
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج