الاثنينية ::المكتبة

مكتبة الاثنينية

شخصيات صنعت الأحداث والتاريخ في الشرق الأوسط

وكان المستر كيسي وزير الدولة البريطاني المنتدب من قبلها للإقامة في القاهرة للإشراف على تأمين تموين الشرق الأوسط كلّه، كما أشرت إلى ذلك إبان الحرب ليشرف على أداء هذه المهمة بجدارة وحزم وقوّة، وهو من أصل استرالي اشتهر في بلاده بعزمه ودقّة إدارته وصرامته، فاختاره المستر تشرشل لهذا العمل بعد أن أصبحت المعارك مع المحور في جنبات أقطار الشرق الأوسط كلّها، من طنجة إلى الشمال الإفريقي بأسره، ثم إلى مياه البحر الأحمر، وفيها ركائز إيطاليا الاستعمارية في الحبشة والصومال وقوات فرنسا في جيبوتي، وكان الأمير "الملك" فيصل قد لقيه واجتمع به منصرفه من زيارتيه لواشنطن وللندن في ذلك العام 1943م، عند مروره بالقاهرة في الطريق إلى الرياض.

فأقام المستر كيسي حفلة غداء كبيرة على شرف الملك دعا إليها القيادات العسكرية والسياسية والاقتصادية في مقرّ قيادته ووزارته، وقد جرى الغداء بعد اجتماع موسّع برئاسة الوزير، تلاقى فيه الملك فيصل مع أركان قيادات الحلفاء في الشرق الأوسط، وأتمّ في ذلك الاجتماع ما كان قد قام به في لندن وواشنطن قبل ذلك حول الموقف العسكري العالمي في ميادين القتال، وعلاقة حكومته السعودية بذلك كلّه خاصة التموين والمواصلات، وما يعين على بقاء المملكة على حيادها الإيجابي التام بين المحاور المتصارعة.