شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
قصة دعوة الدكتور صروف
وتجدّدت ذكرياتي مع الدكتور صروف في تلك الليلة، وتبادلنا رواياتها على أسماع من حضر، وهنا علمت من الدكتور صروف ما نسيت وما لم أعلم عن اصطحاب المستر كيرك له في رحلته تلك عام 1943م من القاهرة إلى روضة (حزوى)، فذكر لي أن أسباب دعوة المستر كيرك ليكون مترجماً ومرافقاً له أنه عندما قدم للمملكة في المرة الأولى لتقديم أوراق اعتماده وزيراً مفوّضاً لأمريكا فيها إضافة إلى قيامه بمثل ذلك في القاهرة، اختار الشيخ يوسف ياسين وكيل الخارجية السعودية وكبير الموظفين في القصر، صديقه وصديقنا العزيز الأستاذ خير الدين الزركلي ليتولّى الترجمة بين الملك عبد العزيز وبين الوزير الجديد المستر كيرك الكسندر كيرك، ورتّب الشيخ يوسف ما جرت العادة بترتيبه في تلك المراسم لمثل هذا العمل وتلك المهمّة، وإذ جلس المستر كيرك بجوار الملك وأقبل الأستاذ خير الدين للقيام بالترجمة بينهما، اكتشف الجميع المفاجأة التي لم تكن في حسبان الشيخ يوسف ياسين ولا خير الدين، وهي أن المستر كيرك لا يعرف كلمة إفرنسية واحدة، وأن خير الدين يعرف الإفرنسية وحدها ولا يعرف الإنجليزية مطلقاً، وبهت الشيخ يوسف بالموقف المربك الذي أدركه كل من الملك والوزير الأمريكي، وفي دقائق من ذلك الارتباك حلّ الملك هذه المشكلة كعادته وهو يبتسم ويقول للشيخ يوسف: اطلبوا عبد الله بلخير، وجاءني الرسول إلى مكتبي ليستعجلني ويهيب بي كالعادة: (قم وأنت عجِل)، فوثبت مهرولاً إذ لا يجيء هؤلاء الرسل بهذه اللهجة الآمرة إلاّ من الملك عبد العزيز، ولم أكد أقف بين يدي الملك حتى لاحظت الصمت مخيّماً على الجميع، إلاّ من ابتسامة الملك المشرقة ومشاركة كيرك في الابتسام، ولاحظت ارتباك الشيخ يوسف ومشاركة الأستاذ خير الدين في ذلك الارتباك والورطة التي وقعا فيها معاً.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :530  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 131 من 191
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج