الاثنينية ::المكتبة

مكتبة الاثنينية

خطاب الرئيس روزفلت للملك عبد العزيز

قال المستر كيرك: قل لجلالة الملك المعظم إنني مخوّل من رئيس الولايات المتحدة كتابة، بأن أستمع إلى طلبه أن يشمل القانون، الذي سنّه الرئيس روزفلت وسمّاه (قانون الإعارة والتأجير)، المملكة العربية السعودية، وهو القانون الذي أقرّه مجلس الكونجرس وجعله لعون ومساعدة كل بلاد أو دولة يتّخذ الكونجرس حولها قراراً، بأن في سلامتها سلامة الولايات المتحدة، وأن في الدفاع عنها دفاعاً عن الولايات المتحدة، وأن في تقويتها وإمدادها بما تحتاج إليه أثناء هذه الحرب ما يحافظ على الدفاع عنها واستقلالها أو حيادها، لتبقى بعيدة عن قوى الشر المناهضة للعالم الحر في هذا الصراع العالمي... فإن رأى جلالته رغبة في قبوله لمصلحة بلاده، فليتفضّل ويبدي رغبته في قبول هذا القانون من صديقه (الرئيس فرنكلين روزفلت).

قال المستر (كيرك) كل هذا في جمل مكتوبة بصوت أجشّ رصين يقطع الجمل حتى يتسنّى لي ترجمتها جملة جملة، وجلالته مصغ لكل حرف من كلماتها. فلما انتهى من تلاوتها قال جلالة الملك رحمه الله: نعم إنني أقبل هذا العرض بالشكر والتقدير، وأرجو من ممثله أن ينقل عني هذا القبول مقروناً بالتقدير والشكر والاحترام لفخامة الرئيس ولشعبه العظيم.

صافح المستر كيرك جلالة الملك عبد العزيز وهو يقول: لقد أصبحت المملكة العربية السعودية من هذه اللحظات مشمولة بهذا القانون، وستبدأ فوراً المساعدات التي تطلبونها، والتي يسرّني أن أتلقِّاها من الجانب السعودي على اختلاف أنواعها: من زراعية وغذائية وأسلحة ونقود وفق ما ترونه أنتم ونتّفق عليه معكم. وهنا نادى جلالة الملك الشيخ عبد الله السليمان الذي كان يسمع الكلام كلّه حتى لقد أدركه ووعاه، وقال لي: قل للوزير: إن عبد الله السليمان وزير ماليّتنا وهو المسؤول عن جميع ما ينصّ عليه هذا القانون، وسيجتمع بكم من الآن قصاعداً ومعه من نراه ليزوّدوكم بطلباتنا وما نحن بحاجة إليه. وأقبل حامل الشاهي (رحيم بن عبد الواحد) فتقدّم به إلى الملك ثم إلى ضيفه، وأخذ الملك يلاطف المستر كيرك، ثم أذن جلالته بعد ذلك لمن كان يجلس في السرادقات المجاورة لسرادق الملك من الأمراء والمستشارين بالحضور والسلام على الضيف، ثم تشعّبت الأحاديث مع الضيف في وقار وبساطة وجلال حتى استأذن للإنصراف، فصحبه الشيخ عبد الله السليمان وكنت معهما إلى خيام الضيافة، لنعود بعد العصر إلى سرادق الملك لتناول الشاهي ومعنا بقية أعضاء الوفد الأمريكي وصديقه الدكتور فؤاد صروف، هذا ولقد نعمنا في ليالي وجودنا معهم بين رمال (حزوى) بسهرات عمل كثيرة وبمسامرات أدبية رائعة مع الدكتور صرّوف، بقيت ذكرياتها بيننا فيما بعد سنوات عديدة، بعد ذلك الاجتماع الذي لم يَنْسَه لاَ المستر كيرك في اجتماعاتي به بعد ذلك ولا الدكتور صرّوف ولا أنا.