شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الملك عبد العزيز خبر جميع المحاولات
هكذا خَبر الملك عبد العزيز جميع تلك المحاولات الاستعمارية وعاركها، فأصبحت له المناعة من عدواها والتأثّر بها والوقوع في دوائر مدّها وجزرها، فبقي على يقظة وعلى حذر من كل ما كان يدور حوله وما يجذب إليه، وعرف الأمريكان بدورهم أن "ابن سعود" قادر على حكم بلاده وعلى حيادها وسلامتها، وأنه بهذا كلّه أهل للاعتماد عليه في تقليص النفوذ الأوروبي المحيط بالجزيرة العربية، وأنه بكل هذا جدير بأن يكون حليفاً قوياً يكفي أمريكا مهمة الحراسة على هذا الجزء من العالم. لتتوفر هي على تحرير الجوانب البعيدة والقريبة من نفوذ المحور.
أمام هذا الواقع البيّن والجلي للبيت الأبيض أوّلاً وللحكومة البريطانية كذلك، كان الخبراء المعنيون بسلامة السلام يرفعون إلى روزفلت، كما قلت، التقارير المسهبة عن أهمية ابن سعود لأمريكا، ووجوب مساعدته على الحياد الإيجابي الذي أعلنه منذ اندلاع الحرب العالمية الثانية، يقي به الحرمين الشريفين كوارث الحرب وأهوالها، وشرور المجاعة ونتائجها، وويلات الانتماء إلى إحدى الكتل المتصارعة على هذه النقطة، فتجمَّع من كل ما تقدم يقين لا شكّ فيه، بأن ابن سعود وبلاده وسلامتهم ضرورة من ضروريّات الدفاع عن الولايات المتحدة، وما يجب أن تكون وتصبح بعد الحرب عليه قوية وحرّة ومستقلة. ولقد قلت في الحلقة السابقة، أن المؤمنين بهذه الحقيقة من الجانب البريطاني والأمريكي كثيرون، كانوا كلّهم من قادة البلدين ومن حملة مقدراتها، وكان من أبرزهم من الجانب الأمريكي المستر "جيمس موفيت" الخبير الأمريكي الشهير الواسع النفوذ لدى شركات البترول، خصوصاً شركة البحرين وشركة "كاليفورنيا تاكسس"، فكانت تقاريره بين عامي 1940 – 1941م، المرفوعة إلى روزفلت جلية وواضحة بوجوب التعامل مع الملك ابن سعود، يجيء بعد ذلك وزير الخارجية "كاردل هل" ووزير البحرية "فوكس"، وقبل هؤلاء وأوّلهم المستر "تشارلس ريتشارد كرين"، ويجيء في سياق هؤلاء جميع سفراء أمريكا وخبراء البترول في شركاتها ورجال الاقتصاد والسياسة فيها، ومن أبرزهم الوزير المفوّض الأمريكي في كل من القاهرة ثم في جدّة المستر "الكسندر كيرك"، الذي كان يحمل رسائل روزفلت إلى الملك عبد العزيز، ورسائل الملك إلى روزفلت في عام 1943م.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :521  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 126 من 191
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الدكتور واسيني الأعرج

الروائي الجزائري الفرنسي المعروف الذي يعمل حالياً أستاذ كرسي في جامعة الجزائر المركزية وجامعة السوربون في باريس، له 21 رواية، قادماً خصيصاً من باريس للاثنينية.