الاثنينية ::المكتبة

مكتبة الاثنينية

أمين الريحاني يزور السعودية

وجاء في تلك الحقبة أيضاً الكاتب اللبناني المشهور الأستاذ أمين الريحاني، وهو لبناني الأصل أمريكي الثقافة والجنسية، فتنقل في العالم العربي والجزيرة العربية من جوانبها وقلبها، وتعرّف على ملوكها وحكّامها وزعماء ورجالها، فعرف الملك عبد العزيز، والملك حسين بن علي، والملك فيصل بن الحسين ملك العراق، والشيخ مبارك الصباح، والإدريسي، وسلطان لحج، والملك علي بن الحسين. وألّف عن اجتماعاته تلك، كتابه المشهور باسم "ملوك العرب". ثم ألّف تاريخ نجد وكتابه ورحلته الأخرى إلى العراق. وألقى عن الملك عبد العزيز عدداً من المحاضرات في أمريكا، فتجمّعت من الأضواء التي سلّطها على جميع تلك الشخصيات صور عرّفت حكام ورؤساء أمريكا وغيرها بكل أولئك النفر وبينهم "عبد العزيز بن سعود".

وتوالت بعد ذلك زيارات شخصيات أمريكية أخرى للملك عبد العزيز، سواء أكانوا رحالة أو تجاراً أم رجال أعمال أم باحثين عن الزيت والمعادن الأخرى. تلتهم مجموعة جديدة أخرى نثرت أضواء على البلاد العربية وعلى الملك عبد العزيز، بينهم الكاتب العربي المشهور "جورج أنطنيوس" بمؤلفه المرجع في شؤون بلاد العرب المسمى "اليقظة العربية"، والذي ألّفه بتشجيع وعون المستر"كرين" نفسه.

ومن السابقين لمعرفة الملك عبد العزيز والاجتماع به ونقل صورة مشرفة عنه إلى الرئيس روزفلت، المستر "جيمس موفيت"، رئيس هيئة شركة البحرية وشركة "كاليفورنيا تاكسس"، فكان يقدم للرئيس روزفلت في نهاية عام 1940م أو 1941م تقارير عن مستقبل البترول في البلاد السعودية، ويشير إليه بأهمية هذه البلاد وأهمية ملكها عبد العزيز والدور الذي يقوم به بين العرب والمسلمين وما ينتظر بلاده من مستقبل هام.

ولقد اشترك مع المستر موفيت في تنوير الرئيس الأمريكي وتبصيره بمستقبل السعودية وزير خارجيته المستر "كاتردل هل"، ومساعده المستر "ألنج"، ووزير البحرية "فوكس"، والوزير الأمريكي في القاهرة قبل أن تضمّ إليه السعودية المستر ألُكسندر كيرك، والذي حضرت تقديم أوراق اعتماده وزيراً لبلاده في جدّة، ثم أخذ يحمل الرسائل المتبادلة بين الملك عبد العزيز والرئيس، حتى حمل إلى الملك بعد ذلك رغبة الرئيس في أن يشمل مشروع الإعارة والتأجير الذي سنّه الرئيس لِعَوْن، ونفع كل قطر حليف في مساعدته دفاعاً عن الولايات المتحدة، وكنت يومئذ المترجم بينهما في أداء هذه المهمة التي لم يحضرها بينهما إلاّ معالي الشيخ عبد الله السليمان وزير المالية والاقتصاد الوطني والمترجم وهو أنا. وكان ذلك في "مخيم مقناص" الملك في روضة "حزوى" على كتف "الدهناء". فيما وراء "رماح". ولقد تمّ ذلك في عام 1943م، وكان هذا العام بداية لتعاون مشترك بين البلدين، تدفّقت به المساعدات للملك عبد العزيز بموجب ذلك القانون الذي سميته وأشرت إليه، ولا أزال أتذكّر الجلسات التي أعقبت اجتماع الملك عبد العزيز بالمستر "كيرك"، والتي حضرها فيما بعد مع الشيخ عبد الله السليمان، الشيخ يوسف ياسين، وقد بدأ ذلك في تلك "الروضة"، واستمرّ فيما بعد في الرياض ثم في جدة.