شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الملك فيصل التقى بزعماء العالم
لقد كان الملك فيصل في كل مكان يحلّ فيه ومع كل زعيم يلتقي به يتصرّف على سجيّته التي فطره الله عليها، والتي عرفناه نحن بها وعرفه معنا العالم العربي والإسلامي في كل مكان، فقد اعتاد تلك الحفلات وعرف "بروتكولاتها" وقواعدتها وأتقنها إتقاناً يدهش كل من يراه، مع إتقانه وشهرته في التصرف العالي على الموائد العربية وعاداتها وقواعدها، أمّا على "مناسف" البادية في الصحاري والقفار، فهو مشرع في أعرافها و"سواليفها" والجلوس حولها والمحافظة على "بروتكولاتها"، إذا ما تحلّقت عليها عمائم مشايخ القبائل ورجالها وفرسانها وعقلائها وشعرائها.
كانت الأحاديث بين الرئيس وبين ضيفيه على المائدة مرحة وودية وصادقة، كانت قد تجمّعت للرئيس في السنوات العشر الأولى من بدء العلاقة بين البلدين صور شتّى عن العالم العربي عامّة وعن المملكة السعودية وملكها عبد العزيز على وجه الخصوص، وكانت مكاتب وزارة الخارجية الأمريكية وخزائن البيت الأبيض تحتوي على ألوف من التقارير السرية والرسمية التي ترفع إليها من الرجال الأمريكيين المنتشرين في الشرق الأوسط قبيل الحرب العالمية الأولى وأثنائها وفيما بعدها، وكان يقوم بتحرير تلك التقارير رسل أمريكا وعيونها وموظفوها وسيّاحها والمتجوّلون في العواصم العربية وقراها، منقبين وباحثين ومستقرئين ومستطلعين، تبعث هذه المصادر بكل ما تسمع وترى، فيتلقّى المسؤولون الأمريكيون في دوائرهم العليا كل ذلك بما يلقي أضواء على ما يجب عليهم أن يقيموا علاقات بلادهم بتلك البلاد على فحواه وعلى ما يستفيدون منه ويرغبون فيه.
ومن قواعد السياسة الأمريكية على وجه الخصوص أنها تلزم كل مواطن أمريكي إلزاماً معنوياً أن يرفع إليها في غدواته وروحاته في كل مكان من العالم ما يصل إلى سمعه وما يتجلّى لنظره، وما يقرأه أو يتحصّل عليه من معلومات في حقل معارفه ومدار اختصاصه، حتى التجارية منها والأدبية والعلمية، زيادة على الشؤون السياسية والعسكرية، ولقد كانت أمريكا تستفيد من كل ذلك، وهي في العزلة التي اختارتها وتحصّنت بها والتزمتها بما كان معروفاً بمبدأ "مونرو" وهو الحياد الإيجابي، عن شؤون أوروبا والشرق ومشاكلها ومنازعاتها وصراعها، إلاّ أن خروجها من أسوار تلك العزلة بعد قيام الحرب الأولى حينما وجدت نفسها قد جرت إلى الحرب، فشاركت فيها حتى رجحت كفّتها وأعانت على نصر أوروبا فيها، جعلتها في دوامة الحياة السياسية في كل مكان تجذب إليها وتندفع فيها تجرّها التيارات والمصالح جرّاً.
كان يتولّى هذا العهد الأمريكي الذي اشتعلت فيه نيران الحرب العالمية الأولى، وخرجت فيها أمريكا إلى ما وراء المحيط، أحد أسلاف الرئيس روزفلت وهو الدكتور الرئيس (ودرو ولسون) العالم والمؤلف الشهير في زمانه بمبادئه الأربعة عشر، لما يتخيل أنه قد جاء إلى العالم بالسلام الدائم، الذي لن تقوم بعده حرب في جوانب الأرض بين الشعوب، والذي انتخب للرئاسة في شهر مارس "آذار" من عام 1913م، واستمرّ فيها حتى جدّد انتخابه مرة أخرى في عام 1917م، وفيها زجّ ببلاده المحايدة في الحرب العالمية الأولى.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :483  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 118 من 191
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج