شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
عواقب مخيفة للسياسة الأمريكية
إننا نعطي الشعب الأمريكي حقِّه من الإعجاب به والإكبار لنهضته، ونرفع إليه رؤوسنا نشاهد معجزاته، مؤجلين محاسبته على السياسة التي يرسمها وينتهجها قادته اليوم، بما فيها من جبروت عسكري وغطرسة في ظلم الشعوب الصغيرة المضطهدة المسحوقة من تلك السياسة في زوايا الأرض الأربع. والإسلام يقول: وَلاَ يَجرِمَنَّكُم شَنَئَانُ قَوْمٍ أَن صَدُّوكُم عَنِ المَسجِدِ الحَرَامِ، وعَدْلنا نحن العرب أن نقول للسياسة الأمريكية اليوم أنها سياسة لا يرضى بها محب ولا صديق لذلك الشعب الطيب، الذي لا يملك من أمر جبروته وقدرته ما يحبب نفسه إلى بقية الشعوب، وآخر ما يملأ أسماع العرب، وأنا أحرّر هذه السطور، الغارة الأخيرة وليست الآخرة على جزء من بلادنا العربية "ليبيا" مهما كانت الأسباب والدواعي، أما سحق العرب في فلسطين وإذلال للأمة العربية بأسرها في كل مكان، فهو شيء مخيف في عواقبه ونتائجه لا تتحمّل كتمانه القلوب والعقول.
هذا الخروج عن ما كنّا فيه دعا إليه الاستطراد في ذكر الحقائق عن تاريخ أمريكا وتطوّرها ووصولها اليوم إلى ما وصلت إليه، كأنني أقارن به بين مشاعري يوم عرفت أمريكا فيما يجري سياقه في هذا المضمار، عام 1943م، وزيارتي لها ودهشتي لما سمعت ورأيت والصداقات القوية التي ربطتني بكبار القوم، مما دعت الزيارة إلى الاجتماع بهم والتحدّث إليهم...
أمّا جمهور الشعب ممن سمعنا ورأينا، فقد كان مثالاً للطيبة والبساطة والسماحة والشعور الإنساني، وهو لا يزال كذلك برغم القوى الصهيونية الظاهرة والخفية التي تستغل تلك الصفات العفوية فيه، واكتفاءه بذاته ومعرفة بلاده، والاقتصار على ذلك على معرفة ما وراء المحيط من زوايا الأرض، إلاّ "إسرائيل"، فما تحت نجوم العالم الأمريكي غيرها، قرّروا وصمّموا على ألا يسمعوا ولا يعرفوا شيئاً عمّا أحاط بها وجاورها، وهو شيء لن يدوم ولن يستمر. والعرب هم المؤاخذون على دوام هذه الحال، "ومن يهن يسهل الهوان عليه".
جعلت هذا الذي أطلت فيه، فتطاول بين يدي تصوير مشاعري في تلك الزيارة، وهي بالنسبة لي حدث هزّني في مطلع شبابي.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :498  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 115 من 191
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ الدكتور عبد الله بن أحمد الفيفي

الشاعر والأديب والناقد, عضو مجلس الشورى، الأستاذ بجامعة الملك سعود، له أكثر من 14 مؤلفاً في الشعر والنقد والأدب.