شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
حصار حول سلطنة العفر
هكذا تطوّرت الأمور لتصبح سلطنة العفر شبه معزولة عن العالم الخارجي، حيث أصبحت محاصرة بين ثلاث قوى، وهي: (الحبشة الطامعة فيها) و (إيطاليا في أريتريا) و (فرنسا في جيبوتي)، ومع إنهاء الوجود المصري التركي الاسمي من سواحل البحر الأحمر والإمارات الإسلامية مثل هرر وكفا وغيرهما، لم تعد تستطيع هذه السلطنة أن تتحرّك التحرّك الذي يؤكّد استقلالها، وهكذا وجدت السلطنة العفرية نفسها ضمن خارطة هندسها الطاغية منليك ونفّذها خلفه هيلاسيلاسي، وإن كانت قد ظلّت مستقلة استقلالاً تامّاً حتى 1930م، وكذلك بقيت إيطاليا معترفة بهذا الاستقلال وتتعامل مع السلطنة برسائل رسمية تماماً، ولم تحاول غزوها أو اضطهاد سكّانها أو فرض قيود عليها كل الفترة التي احتلّت فيها الحبشة وأريتريا والصومال، وقد أثار هذا التصرف من حكومة إيطاليا حنق وحقد الإمبراطور هيلاسيلاسي عندما عاد إلى عرشه، فانتهج فرض حصار ثقافي واقتصادي على السلطنة وعزلها عن كل ما من شأنه أن يلقي الضوء على كيانها السياسي أو حضورها المنفرد بالاستقلال عن الحبشة.
وفي عام 1950م حاول الإمبراطور هيلاسلاسي إسكان العناصر الأمهرية المسيحية وبناء الكنائس في أراضي العفر، لتأكيد سيطرته عليها، وقد أدّى هذا التصرّف إلى تدهور الوضع السياسي الذي كان قائماً بين السلطنة والحبشة، ووجّه السلطان (علي مراح) إلى العالم العفري والإسلامي بلاغاً في رسالته التي اشتهرت "برسالة أوسا"، التي نشرت في مجلة نداء الإسلام بالمملكة العربية السعودية في ذلك الوقت، وبعد عامين من التوتّر الحادّ تراجع هيلاسيلاسي عن أطماعه التوسّعية، وتمكّنت السلطنة من الحفاظ على كيانها المستقل. إن الشعب العفري حارب عدة مرات للمحافظة على كيانه الذاتي واستقلاله السياسي، وقاوم عدّة مرات عمليات التهجير للقضاء على استقلاله وعلى تقاليده ومعتقداته الإسلامية، وجاهد مرات عديدة لفكّ الحصار السياسي والاقتصادي والثقافي الذي كان مضروباً عليه لعزله عن العالم الخارجي كلّما وجد ملوك الحبشة وسيلة إلى تهديده ومحاربته...
 
طباعة

تعليق

 القراءات :899  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 100 من 191
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة بديعة كشغري

الأديبة والكاتبة والشاعرة.