شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
ولهم القوة
وتدبّر هذه الآية والإمعان في دقَّة وصفها لما وصل العالم إليه اليوم من الحضارة، يدلّ على كل ذلك، فلقد وصل الإنسان في السنوات الأخيرة إلى القمر ومشى عليه وأقام به مدّة طويلة، قام بذلك الغرب وقام به الشرق، والصواريخ وهي معجزات ما وصل إليه الفكر البشري اليوم قد عرفناها وتتبعناها ورأينا منها ما انطلق من الأرض طاوياً الكون الفسيح اللامتناهي، موجّهاً إلى أبعد الكواكب عن النظام الأرضي وكواكبه وما حفّ به والتفّ عليه، وأن أحد هذه الصواريخ أو الأقمار ليمشي السنوات العديدة المتوالية بما لا يدركه الذهن بالأمس ولم يمرّ على خاطر بشر قبل اليوم. بهذا تظنّ القوى المخترعة لهذه الأعاجيب المذهلة والمسيّرة لها والخبيرة بأسرارها وبأسرار ما بعدها، وما تفضي إليه وتؤدي إلى وجوده، إنها قادرة بعد الآن على تسيير الحياة في هذا الكون والتدخّل في مجراه، استعماله في مصلحتها للسيطرة والاستيلاء والتحكّم في مصائر البشر، لو أن جميع هذه المعجزات المذهلة قد احتوت على روح إنسانية أخلاقية عالية لمصلحة البشر وسعادتهم ورفع مستوى الإنسان وازدهار حياته، لأصبحت الحضارة التي أنتجتها وتمخّضت بها وصدرت عنها حياة تشرف الإنسان وتعلي من قدره، وتفسح له مجال الازدهار والرقيّ والنعيم والإخاء والرفاهية، بما يجعل هذا الكون فردوساً مملوءاً بالخير مجرّداً عن الشر مترفّعاً عن البغض والحقد والكراهية والانتقام والتنافس على السيطرة والسحق والمحق، ولكن لله في خلقه شؤون، وَلَوْ شَآءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ...
 
طباعة

تعليق

 القراءات :583  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 97 من 191
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الأستاذة صفية بن زقر

رائدة الفن التشكيلي في المملكة، أول من أسست داراُ للرسم والثقافة والتراث في جدة، شاركت في العديد من المعارض المحلية والإقليمية والدولية .