شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
وانطوت الحيلة على ميخائيل
(واستنوق الجمل)، فانطلت على الرأس ميخائيل حيلة رفع (الداويت) على العصي، وتراءت له طيوف الملك على الحبشة بأسرها، وهو ما لم يحلم به ولا حلم به سواه. فماذا يحول بينه وبين انتزاع الملك لنفسه، وهو قد سحق قوى الحكومة، ووقف على أبواب العاصمة، وها هي الكنيسة تخرج إليه مبايعة... فلماذا لا ينتظر ويتربّص سقوط الإمبراطورية المستوية في سلته؟ وهكذا انصاع الرجل لهذا الأمل البارق، فانتظر معسكراً على مشارف أديس أبابا، ينتظر أن يزفّ إلى الملك وإلى العرش زفّاً، من الأصدقاء والأعداء.
وكانت القوى الخفية في العاصمة تعمل على قدم وساقٍ لإثارة القبائل وحشد الجماهير أمام هذا الجيش المحارب الذي يقوده مسلم سابق لا يوثق بنصرانيته المؤقتة، لأنها كاذبة... وما هو إلاّ أن فوجىء الرأس ميخائيل الحاكم سعيداً، وهو بين عسكره بقوى القبائل والبلاط تباغته محاربة ومنازلة. ودارت معارك تشيب لها الرؤوس، تخاذل فيها كل من كان مع الرأس ميخائيل، وانفضّوا من حوله وانضمّوا تحت الإغراءات إلى القوى المعادية... ثم ما لبثت الهزيمة الساحقة الماحقة أن حلت به فأسر، وكان الكبير الذي تولّى خذلانه هو أحد قوّاده وحلفائه، الذي خانه تحت الإغراء والرّشوة، بالانفصال عنه والتوجّه في الحال بقوّاته لاحتلال ولايته (والو)، لينتزع منها أسرة هذا الغازي (محمد علي)، وتكون تلك الولاية له، وهو الرأس أميرس ولأولاده من بعده.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :550  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 88 من 191
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة الدكتورة عزيزة بنت عبد العزيز المانع

الأكاديمية والكاتبة والصحافية والأديبة المعروفة.