شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
وبدأت الإشاعات ضد ليج الياسو
بدأت الممثليات الأوروبية الإنجليزية والإيطالية والإفرنسية في أديس أبابا، كما تكرّرت الإشارة إليه، تعمل في اتّحاد مشترك لإثارة البلاد ضد "ليج الياسو" بكل الوسائل، فأشاعوا عنه الأحاديث الكثيرة المثيرة وأهمّها عطفه على المسلمين، وتجمّعهم حوله، ودمه المسلم الموروث من والده، وصداقته الحميمة لممثل السلطان عبد الحميد الثاني خليفة المسلمين في بلاطه، وصداقته لكبار العرب المهاجرين من مصر والسودان والشام في البلاط، وعطفه على زعماء المسلمين الأحباش من العلماء والوجهاء والتجار عطفاً واضحاً أثار عليه الكنيسة وممثّلي الدول الأوروبية ورجال البلاط الأحباش من حوله، ثم ما لبث الخلاف أن اشتعل، فنشرت المناشير المطبوعة الموزّعة على القبائل من الكنيسة بتصرّفات ملكهم، حتى لقد صوّروه بالطربوش العثماني الأحمر. وبهذا اندلعت الفتنة للأسباب المذكورة كلّها، فخلع الملك علناً عن العرش، واشتعلت نيران الفتنة في البلاد، وكان كل هذا يجري على الملك الشاب ووالده الرأس ميخائيل يراقبه ويلاحظه ويعرف عواقبه، ولم يسكت الرأس ميخائيل (محمد علي) بعد كل ما سمع ورأى، فقد تحرّك في الحال فحشد قوّاته في مقاطعة (والو)، وتقدّم على رأسها نحو العاصمة أديس أبابا نجدة لولده الذي خلع، ثم ألقي القبض عليه قبل فراره، وكانوا يقدرون قوات الرأس ميخائيل (محمد علي) الزاحفة بحوالي سبعين ألفاً تقريباً وصل بهم في زحفه إلى مسافة نحو سبعة كيلومترات من العاصمة، فذعرت الدول الأوروبية، وصعقت الكنيسة خصوصاً بعد انتصار الرأس ميخائيل على جميع قوى الحكومة التي كان في طريقه انتصاراً كاسحاً، لهذا عمدوا في الحال إلى الحيلة، وكانت دول أوروبا بواسطة ممثّليها تشير عليهم بما يعملون وبما يفعلون ويتصرّفون، فاتّفقوا كلهم على حيلة تقليدية، هي خروج جميع قساوسة الدولة ورهبانها لملاقاته، وقد رفعوا على عصيهم (الداويت) وهي نسخ الإنجيل القبطية المحفوظة في الكنيسة، رفعوها عليها وخرجوا يحملونها في صفوف وجماهير غفيرة، يقابلون بها الجيش الزاحف، وهم يقولون للرأس ميخائيل: هذه هي ألواح الإنجيل حكمها بيننا وبينك فيما تعاهدت مع (منليك) عليه، ونحن لا نريد الحرب ولا نريد منازعتك أنت، فأنت مسيحي مخلص للكنيسة، أما ابنك فهو مرتد، فإن أردت أن نبايعك إمبراطوراً علينا بدل ابنك ومحل صهرك الإمبراطور منليك، فتريّث في مكانك ولا تدخل أديس أبابا حتى نهيىء ونوطّد لك الأمن فيها، ونقدّم لك الدعاية بين الجماهير وفي الكنائس كلّها، ولا داعي لدخولك العاصمة فاتحاً، وفي هذه الجحافل الجرّارة التي ستلحق الأذى بالشعب كلّه وهو ما لا ترضاه لنا ولا نرضاه نحن لك.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :494  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 87 من 191
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء الثامن - في مرآة الشعر العربي - قصائد ألقيت في حفل التكريم: 2007]

الأعمال الكاملة للأديب الأستاذ عزيز ضياء

[الجزء الخامس - حياتي مع الجوع والحب والحرب: 2005]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج