شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
أجواء روحية طاهرة
فلا تسمع حينئذ إلاّ نشيج الجماهير ونحيبهم، وقد انتقلوا بما يردّدون ويهزجون إلى أجواء روحية طاهرة تسبح فيها مشاعرهم وأحاسيسهم في غمرات من الحب للإسلام، ولرسول الإسلام، ثم لا ينفضون مما اجتمعوا له واشتغلوا به في كل مساء إلاّ على تباشير فجر النهار، فينصرفون على عجل إلى سحورهم في دورهم ومع أبنائهم وذويهم.
قال لي السيد عيدروس وهو يصف لي تلك السنين التي قضاها في بلاده (جمة) على ما أسهبت فيه بما تحدّث به إليّ، أتذكّر أن بعضاً من الشباب أبناء العرب الذين يواظبون على التراويح في جمهرة أولئك الأحباش، كان لا يطيق الاستمرار تلك الساعات الطويلة ونحن واقفون في تلك الصفوف المتراصّة الساعات المتوالية بعد أدائنا التراويح عشرين ركعة على ذلك المنوال بعدها، فربما انتهزنا فرصة الظلام الذي يحلو لأولئك الإخوة الأحباش ألاّ يؤدّوا عبادتهم إلاّ فيه، زيادة منهم في الخشوع وتحليقاً بأرواحهم على مشارق النور ونفحاته، ننتهز ذلك فنتسلّل من بين الصفوف لائذين بالفرار من تلك الوقفة التي لا تتحمّلها أرجلنا، على أننا لا نفعل ذلك إلاّ نادراً حياء من الجماهير الخاشعة فيما لو عرف بعضهم ما كان بعضنا يلجأ إليه، ولقد كان ذلك النفر من أولئك الشباب من العرب في عنفوان صحتهم وشبابهم، ولكنه خشوع الأعاجم وقنوتهم وصفاؤهم وصدق سريرتهم فيما يقولون وفيما يفعلون...
 
طباعة

تعليق

 القراءات :506  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 81 من 191
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الأستاذة صفية بن زقر

رائدة الفن التشكيلي في المملكة، أول من أسست داراُ للرسم والثقافة والتراث في جدة، شاركت في العديد من المعارض المحلية والإقليمية والدولية .