الاثنينية ::المكتبة

مكتبة الاثنينية

الهدف إخلاء الحبشة من المسلمين

وإذا كانت نذر الصراع العالمي تهبّ على تلك البلاد كان القنصل الألماني في أديس أبابا قد أصبح من المقرّبين للإمبراطور الجديد، فكان يكثر من زيارته ويكثر الإمبراطور الشاب المتحمّس من مشاورته هذا، وعيون الكنيسة والقناصل الأوروبيين تتلقّط كل ما يسمع ويُرى من حركات (ليج ياسو) ويحصون عليه أنفاسه، حتى اندلع الصراع بين الجميع، وظهر حينئذ على الصورة (الرأس تفري) ابن (الرأس مكنن) حاكم هرر الذي أشرت إليه و (الرأس تفري) هو الذي خلف والده في حكم هرر، وقد ظهر هذا الرأس مسانداً للكنيسة مؤلّباً الجماهير على (ليج ياسو) منازلاً له، وبتضافر جهوده مع جهودهم تمّت الغلبة للجناح المعادي للإمبراطور الجديد، فألقي القبض عليه وزجّ به في السجن وعذّب فيه، ونجح (الرأس تفري) بعون ومدد ومساعدة أوروبا في الاستيلاء على الإمبراطورية، وسمّي بالإمبراطور هلاسلاسي وتزوّج ابنة (منليك)، وانتقل من مدينة (هرر) إلى القصر الإمبراطوري في العاصمة أديس أبابا متربّعاً على تلك الإمبراطورية التي جمعها ووحّدها وصفى معارضيها الأباطرة المشار إليهم (يوحنا) و (شيدروس) و (منليك). فثبّت ما استولوا عليه وأكمل ما كانوا ينادون به، وكان جلّ همه وسرّ دعوته طول حكمه إخلاء الحبشة كلّها من سكّانها المسلمين بما في ذلك أرتيريا والصومال الإيطالي، متبعاً في ذلك خطا أسلافه كلهم، وكان ينادي بأن الحبشة هي الأرض الحبشية ومن عليها من المسيحيين، أمّا غيرهم فأغراب عنها يجب أن يرحلوا عنها.