شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
المؤامرة على البلاد العربية
وعليها كانت السهرات اليومية في مكة وجدّة والرياض يدور السمر كلّه على تتبّع سير الحرب الحبشية حولنا، ويكثر النقاش حول النصر المأمول والمنتظر، ويكاد الاجماع يتمّ على أنه سيكون للحبشة على إيطاليا، ذلك أن العرب عاطفيون تسيّرهم عواطفهم وأهواؤهم، ولا يستعملون عقولهم إلاّ فيما ندر، وقد علّل ابن خلدون وغيره هذه العاطفة الظاهرة المتجدّدة في كل زمان ومكان منذ بداية عصور انحطاط العرب والمسلمين وإلى ما لا يزالون، يتخّبطون فيه اليوم من الشتات والضياع، حتى تمّ النصر لموسوليني على غير ما نشتهي ونأمل ونرجو، ولنا في هذا ما كان لنا فيما بعد في تعلّقنا بهتلر، وتحكيم عواطفنا الملتهبة ببعض أعدائه الذين خانوا حلفنا لهم ومسيرتنا معهم وطَعَنَّا ظهر الخلافة الإسلامية، لوعودهم بنصرنا وتحرّرنا واستقلالنا من (عدن) إلى جبال (طوروس)، لأننا كعادتنا كنّا غير مطّلعين على ما كان يجري في مؤتمر (سان ريمو) الذي تمخّضت عنه معاهدة (سايكس بيكو)، التي قرّرت وتعهدت بإعطاء فلسطين لليهود، وصادقت على وعد بلفور بعد إخراج الأتراك من سوريا ولبنان ومصر والعراق، لتكون هذه الأقطار بعد خروجهم مستعمرات لفرنسا وبريطانيا وإيطاليا، ثم تكرّس فلسطين وهي عين القلادة لقيام دولة إسرائيلية ستكون الدولة التي لا يقرّ معها للعرب قرار إلى ما شاء الله حتى القضاء عليها.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :574  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 66 من 191
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج