شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
لقاء في ندوة الرفاعي
وحدث مثل ذلك لي منذ بضعة أعوام عندما جئت إلى الرياض من جدة، وذهبت في مساء يوم الخميس وليلة الجمعة لحضور ندوة الأستاذ الأديب صديقنا عبد العزيز الرفاعي -يرحمه الله- وكانت تضم كعادتها الكثيرين من الأدباء ومن نخبة المقيمين في الرياض والوافدين عليها من البلاد العربية، فتفضل الأستاذ الرفاعي وقدمني مرحباً إلى من كانوا في الندوة كعادته مع كل من يجيء إليها، ولم يكد يذكر اسمي ويجلسني بجانب أستاذ مهاب حتى التفت إلي ذلك الأستاذ وهو يقول لي: "شبه الجزيرة موطني وبلادي".
فتبسمت: وتلا بعد ذلك الأبيات الأربعة المنوه عنها في أول هذا الحديث، ثم الأبيات الخاصة بالعراقيين وهو يقول لي: أنا الدكتور يوسف عز الدين الأستاذ المحاضر بكلية الآداب بجامعة الملك سعود بالرياض، ورئيس المجمع الأدبي في بغداد، وقد حفظت قصيدتك وأنا طالب في قسم الثانوية من المدرسة التي كنت ملتحقاً بها في العراق.
ثم التفت إلي رافعاً صوته في صخب محبب وممالحة طريفة كعادته في مثل هذه الندوات وهو يقول لي: "عيني! أنت إذن أكبر مني سنًّا" وضحكنا جميعاً وبدأت الصداقة مع الدكتور عز الدين بعد ذلك قوية متينة موصولة إلى يومنا هذا.
ومما أتذكر من طرف هذه القصيدة، إنني قد ذكرت في إحدى حلقات "ما أتذكر"، أن وفداً موريتانياً قد قدم من غرب أفريقيا لزيارة الحكومة السعودية فور استقلال تلك البلاد، وطلب المعونة منها لبعض المدارس فيها.
وإنني استقبلت الوفد المذكور في مكتبي بديوان الملك سعود، وكانت المفاجأة عندما دخل إلي رئيس الوفد ومعه من معه، وألقى علي نظرة وأنا فوق مكتبي عرفني بها بأنني صديقه وزميله في طلب العلم منذ ثلاثين عاماً تقريباً في الحرم المكي، ومدرسة الفلاح، وهو الأستاذ "محمود أبا"، فما كاد يراني ويعلم أنني ذلك الزميل القديم حتى رفع صوته: "شبه الجزيرة موطني وبلادي" إلى آخر الأبيات الأربعة.
فوقفت مرحباً مستفسراً من هذا الداخل علينا ينشد الشعر، وكانت المفاجأة أن عرفت أنه ذلك الزميل والصديق، ففتحت له ذراعي وأقبل علي مسلماً، وكانت مفاجأة عرفت منها أن هذا الوفد الموريتاني يرأسه ذلك الرجل الزميل والصديق الذي أخبرني أنه، كما أشرت إلى ذلك في موضعه قد أسس نحو سبعين مدرسة، بين ابتدائية وكتّاب لتحفيظ القرآن ونشر الدعوة الإسلامية، وتعليم اللغة العربية في موريتانيا وما جاورها من بعض الأقطار الغربية الأفريقية، وأخبرني أنه قد قرر على التلاميذ النابهين من طلاب مدارسه أن يحفظوا هذه القصيدة.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :664  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 44 من 191
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة الدكتورة عزيزة بنت عبد العزيز المانع

الأكاديمية والكاتبة والصحافية والأديبة المعروفة.