شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
تأسيس مدرسة تحضير البعثات
عاد بعدها إلى العراق في عام 1353هـ، ثم عاد في عام 1354هـ إلى بلاده ومسقط رأسه مكة المكرمة مشمولاً بترحيب المغفور له الملك عبد العزيز وكرمه ورعايته، فعينه مديراً للمعارف في عام 1355هـ، وترك له الملك الحرية التامة في النهضة بالمعارف وتأسيس المدارس ونشر العلم، فأسس رحمه الله مدرسة تحضير البعثات بمكة، وحقق بها رغبة الملك عبد العزيز في تهيئة الظروف الملائمة لعصر جديد من الثقافة، فكانت مدرسة البعثات هذه الوثبة الكبيرة في نهضة المملكة العربية السعودية، إذ استقطبت جماهير الشباب الناهض، فالتحقوا بها أفواجاً من مدن البلاد وحواضرها، واهتم بها الملك، وخصص لها السيد طاهر الدباغ وقته كله وحوله جمع من الأساتذة والمعلمين، مشوا بها وأقاموها حتى كانت نواة الجامعات التي انبثقت في ما بعد وتطورت حتى أصبحت طليعة ما نحن فيه اليوم.
وقدر للملك فهد في ما بعد أن يتولى وزارة المعارف التي انبثقت عن تلك المديرية العامة للمعارف فوثبت بالنهضة العلمية بثبات غيَّر مجرى تاريخ العلم في البلاد.
ذلك الرجل الذي ألمحت بشيء من تاريخ حياته هو السيد المصلح طاهر الدباغ، الذي كانت له ولعائلته تلك الأيادي البيضاء في مكة وفي حضرموت وفي عدن، فنفع الله بهم البلاد العربية، وكان السيد طاهر قد تخطى بلاد العرب إلى بلاد أندونيسيا، فشارك في الدعوة والإرشاد فيها يوم أقام فيها تلك المدة القصيرة، ورحم الله الملك عبد العزيز رحمة واسعة لأنه كان يعرف أقدار الرجال، وحفظ الله الملك فهد الذي رعى العلم منذ تسلم "المعارف"، ورحم الله السيد طاهر الدباغ المصلح المتواضع الذي كان عند حسن ظن الملك عبد العزيز وحسن ظن بلاده وأمته وشعبه.
أثاب الله السيد محمد طاهر الدباغ على جميع ما قدم لبلاده وأمته من ثقافة ومعرفة وعلم، فقد كان من الصالحين المصلحين، ولقد كتبت عنه ما أسلفت مما علمت عنه ومما حدثني به ومما سمعته، سواء مما سمعت من الملك عبد العزيز ثم الملك فهد في ثنائهما عليه كلما جاءت مناسبة يقتضي منها التنويه بالرجال العاملين، وعسى أن تسنح لي الفرص بالحديث عنه أكثر لنوفي رجالاتنا حقهم فيما يستحقون على أجيالهم وأبنائهم.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1086  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 16 من 191
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

صاحبة السمو الملكي الأميرة لولوة الفيصل بن عبد العزيز

نائبة رئيس مجلس مؤسسي ومجلس أمناء جامعة عفت، متحدثة رئيسية عن الجامعة، كما يشرف الحفل صاحب السمو الملكي الأمير عمرو الفيصل