شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
قصة محزنة
الشاب محمد علي زينل كان رجل أعمال ناجحاً في جدّة وهو من أسرة تجارية معروفة، لها علاقاتها التجارية وأملاكها وأنشطتها في جدّة ومكة المكرمة، وباريس وكلكتا بالهند، ولندن والخليج (العربي). وفي مرة من المرات توجه للعمرة إلى مكة المكرمة مع بعض أهله، ونزل في أحد بيوت الأسرة للراحة بعض الأيام قبل العودة إلى جدّة، وذات يوم كان محمد علي زينل يقف في شرفة الدار، يراقب تجمعات القوافل وحركة المسافرين تحت بيته بمكة، عندما لاحظ أن بدويّاً في إحدى القوافل يستوقف المارة من أهل مكة ليسألهم أن يقرأوا له ورقة في يده، يبدو أن بها عنوان مقصده، والغريب أنه امتد به الوقت طويلاً، ماداً يده بتلك الورقة التي يعرضها على المارة لقراءتها، وكلهم من سكان مكة والمقيمين فيها، ولم يجد أحداً من الذين استوقفهم يحسن القراءة والكتابة، تألم الشاب، محمد علي زينل، وحز في نفسه أن يبلغ الجهل هذا المدى، في مهد الوحي وعاصمة الإسلام وقبلة المسلمين، وشغله هذا الهاجس طويلاً حتى هداه تفكيره إلى القيام ببناء مدرسة منظمة كبيرة تكون مشعلاً من نور ينشر العلم ويخرج للإسلام رجالاً يحملون مشعله، وينشرون هداه في بقاع العالم الإسلامي كله، وأن يبدأ هذا المشروع بمدرسة في جدّة –مسقط رأسه– تليها بعد النجاح في إنشائها مدرسة فلاح أخرى في مكة.
عاد إلى جدّة -مسقط رأسه- وقرر أن يبدأ بها، ولم تكن في جدّة بتلك الأيام مدارس بالمعنى الصحيح للكلمة مطلقاً، وإنما كانت هناك كتاتيب وزوايا وحلقات بأركان المساجد، ينتظم فيها الصبية حول معلم يحفِّظهم القرآن الكريم، وقد يتجاوزون ذلك إلى الخط والحساب ومبادئ الفقه.
البداية كانت متواضعة جدّاً، إذ لم تكن المدرسة أكثر من غرفة واحدة، اتفق الشيخ محمد علي مع أحد المعلمين على استقبال من يلتحقون بها للدراسة، وبدأت الدراسة فعلاً بعدد قليل من الطلاب، وكانت المشكلة التي تعوق زيادة الطلاب، أن الجهل المتفشي بين الأهالي في ذلك الحين، جعلهم يحاربون قيام هذه المدرسة، ولا يشجعون من يُلحق بها ابنه، ولكن هذه الصعوبات لم تكن تعيق الشاب المتحمس محمد علي زينل عمَّا نواه، فبدأت جهوده تثمر وزاد عدد الطلاب الملتحقين بالمدرسة شيئاً فشيئاً، وتوسعت المدرسة وأضيفت إليها بعض الغرف الأخر لاحتواء الزيادة، وبدأ بعض رجال الإصلاح والخير في مدينة جدّة يعاونون ويساهمون في دعم المدرسة، ومن بين هؤلاء كان الشيخ محمد صالح جمجوم وأخوه وبعض تجار المدينة.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1130  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 6 من 191
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج